كشفت مصادر مطلعة حدوث تقدم كبير في مفاوضات إطلاق سراح العسكريين المخطوفين، مشيرة إلى أن القضية باتت في خواتيمها، وأن الخاطفين يتجهون إلى التعاطي بإيجابية مع الحكومة اللبنانية، بعد أن بات المخطوفون يشكلون عبئا عليهم، لا سيما في ظل الأنباء المتواترة عن قرب معركة فاصلة على الحدود بين سورية ولبنان. واستدركت المصادر بالقول إن القضية لن تحسم من دون ثمن، بل قد تقتضي حصول الخاطفين على مبالغ مادية، إضافة إلى إطلاق بعض الموقوفين من السجون اللبنانية. ومضت المصادر بالقول إن هناك اتصالات مكثفة في الوقت الحالي بين الوسيط القطري والمسؤولين عن الملف في الحكومة، ولكنها تجري بعيدا عن وسائل الإعلام. وتابعت أن المفاوضات مع تنظيم جبهة النصرة بصورة أكثر سهولة مع تنظيم داعش، وأن الوسيط القطري يبذل جهودا كبيرة بدعم من تركيا لتجاوز كل المعوقات. في سياق ميداني، أحبطت قوات عسكرية أمس محاولة مجموعة من المسلحين التسلل من جرود منطقة عرسال باتجاه البلدة، حيث دارت اشتباكات أسفرت عن مصرع مسلح وتوقيف آخر، والاثنان يحملان الجنسية السورية، واعترف الأخير بأنهما مسؤولان عن مجموعات في أحد التنظيمات الإرهابية. إلى ذلك، أعرب سكان من بلدة عرسال عن ضيقهم من تحول بلدتهم إلى معقل للمسلحين الذي يمارسون أعمالهم الإجرامية، من قتل وخطف وسرقة، معربين عن تعجبهم من عدم اهتمام السلطات بما يجري على بلدتهم، التي بات المسلحون يتجولون فيها بكل حرية وفي وضح النهار. وطالبوا الدولة بالتدخل الفوري لوقف تلك الأعمال، حتى لا تتحول المنطقة برمتها إلى بؤرة إرهابية يصعب السيطرة عليها مستقبلا. في هذا الوقت أمهل أهالي عرسال خاطفي المواطن حسين سيف الدين ساعات للإفراج عنه، فيما يحاول وجهاء البلدة تجنب وقوع أي مواجهة بين الأهالي والمسلحين "بما لا يمكن التنبؤ بنتائجه"، وأفاد أحد النشطاء بأن "أهالي بلدة قارة السورية ألقوا القبض على أحد خاطفي سيف الدين، الذي أكد لهم أن القرار صار بيد داعش. من جهة أخرى، شن عضو تيار المستقبل، النائب محمد الحجار هجوما على الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بسبب تطاوله على المملكة، ووصفه بأنه "مأزوم وتلقى صدمة قوية بسبب التحرك السعودي أمام الأخطار المحدقة بالمنطقة ومواجهة كل محاولات العبث بالأمن القومي العربي". وأضاف "لا شك أن مواقف نصر الله تأتي بناء لتوجهات عامة من إيران، لكنه لم يكن يتوقع من دول التحالف العربي ردة فعل قوية كهذه، ما سبب له صدمة قوية، خصوصا أنه لم يكن يعلم بالتحضيرات السرية التي تُرجمت بعاصفة الحزم"، مبديا أسفه "لأن نصر الله يثبت في كل يوم تبعية مطلقة لكل ما هو غير عربي، من دون أن يفكر بالضرر الذي يلحق بأكثر من 700 ألف مواطن لبناني يعملون في دول الخليج".
مشاركة :