أعلنت شركة إم إس سي آي (MSCI) ترقية الكويت إلى "سوق ناشئ"، اعتبارا من مايو 2020، من خلال المراجعة النصف سنوية للمؤشر، مشيرة إلى أن هذه الخطوة جاءت نتيجة لجهود التطوير الشاملة التي بذلتها هيئة أسواق المال وبورصة الكويت والشركة الكويتية للمقاصة خلال السنوات الماضية. وأشارت "MSCI" إلى أنها ستعيد تصنيف الكويت إلى الأسواق الناشئة، على أن يتم توفير هياكل الحسابات المجمعة، وعمليات تقابل حساب الاستثمار الواحد للمستثمرين الأجانب، قبل نهاية نوفمبر المقبل. وبمناسبة هذا الإنجاز الكبير، الذي حققته الكويت، قال وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الخدمات، خالد الروضان، إن ترقية البورصة كسوق ناشئ في مؤشر MSCI يؤكد نجاح المساعي التي تقودها هيئة أسواق المال للتقارب مع المعايير الدولية، بما ينسجم مع توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في تحويل الكويت لمركز مالي وتجاري بالمنطقة. تطوير الكويت وأوضح الروضان أن هذا المشروع سيدعم رؤية سمو أمير البلاد لتطوير الكويت كمركز مالي، كما سيساهم في تنويع المنتجات الاستثمارية، وإيجاد قنوات استثمارية جديدة تساهم في تنويع الاقتصاد الوطني وتحقيق الشمول المالي. وأكد الروضان، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته هيئة أسواق المال، لإعلان ترقية الكويت للأسواق الناشئة في مؤشر MSCI، أن الترقية جاءت نتيجة جهد كبير وعمل دؤوب قامت به هيئة أسواق المال والشركة الكويتية للمقاصة وشركة بورصة الكويت. وتوجه بالشكر إلى سمو الأمير، وسمو ولي عهده الأمين، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، على دعمهم اللامحدود للجهود المبذولة في هذا الخصوص، مضيفا أن هذه الخطوة تأتي استكمالا لجهود الحكومة الكويتية المبذولة في مختلف الجهات، لتحسين بيئة الأعمال، وتحسين عملية جذب واستقطاب الاستثمارات الخارجية. الترقية الثالثة وتعد هذه الترقية الثالثة للكويت إلى سوق ناشئ، بعد الترقية في مؤشر ستاندرد آند بورز داو جونز (S&P Dow Jones) في ديسمبر 2018، والترقية ضمن مؤشر فوتسي راسل (FTSE Russell) في سبتمبر 2017. ومن المتوقع أن تساهم هذه الترقية في إدراج 9 شركات مدرجة في بورصة الكويت ضمن المؤشر، ويُرجح أن يكون وزن السوق الكويتي بعد تصنيفه كسوق ناشئ 0.5 بالمئة ضمن المؤشر. وأشارت "MSCI" إلى أن هذه الترقية جاءت على ضوء النتائج الإيجابية التي حققتها الكويت خلال عملية المراجعة السنوية لعام 2019، حيث مهد السوق الكويتي الطريق لتنفيذ سلس للعديد من التحسينات التنظيمية والتشغيلية في السنوات الماضية، مما ينعكس على مستوى الوصول إلى سوق الأسهم بالكويت، مبينة أن تلك التحسينات أسفرت عن ردود فعل إيجابية واسعة النطاق من المستثمرين. عثمان العيسى بدوره، قال نائب رئيس مجلس مفوضي هيئة أسواق المال، المدير التنفيذي بالإنابة، عثمان العيسى: "بداية نهنئ سمو أمير البلاد وولي عهده الأمين على هذا الإنجاز، كما نهنئ جميع العاملين في الهيئة والبورصة والمقاصة، خصوصا أن هذه الترقية أتت على أيدي كوادر وطنية مخلصة، وبعد تخطيط كبير وجهود حثيثة قامت بها الهيئة وبالتعاون البنّاء مع شركة بورصة الكويت والشركة الكويتية للمقاصة وكافة المؤسسات والشركات العاملة في القطاع المالي، حيث عمدت الهيئة منذ اليوم الأول إلى البدء بالتخطيط لمشروع تطوير السوق بتبني أفضل الممارسات الدولية، خصوصاً بعد نجاحها في الانضمام لمنظمة الـ "آيسكو". وقال العيسى خلال المؤتمر إن إجمالي السيولة والتدفقات النقدية على سوق الكويت من الترقية على ثلاثة مؤشرات عالمية هي فوتسي وداو جونز وإم إس سي إي، تصل الى نحو 5 مليارات دولار. وأكد "أن الهيئة منذ إعلامها بالمتطلبين المتعلقين بتوفير هياكل الحسابات المجمعة وعمليات تقابل حساب الاستثمار الواحد للمستثمرين الأجانب، ومن خلال عملها مع شركة بورصة الكويت والشركة الكويتية للمقاصة، اتخذت كافة الترتيبات اللازمة لاستكمال قرار الترقية، وأنه جار العمل على معالجتها، وأن الهيئة على ثقة بأن هذه الترتيبات ستدخل حيز النفاذ خلال الفترة القادمة، وفي موعد أقصاه نهاية شهر نوفمبر المقبل". رؤية كويت جديدة من جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة شركة بورصة الكويت، حمد الحميضي، أن هذه الخطوة لن تقدم دفعة لاقتصاد الدولة فحسب، بل ستساهم في تحولها إلى مركز إقليمي وعالمي للتجارة، بما يتوافق مع رؤية كويت جديدة "2035". وقال: "تمثل ترقية شركة إم إس سي آي للكويت ضمن مؤشر الأسواق الناشئة علامة بارزة في نهج التطوير والتحديث الذي تتبعه الشركة، وستعزز مكانة الدولة على خريطة الاستثمار العالمية. من جهته، أشار رئيس مجلس إدارة الشركة الكويتية للمقاصة، صالح السلمي، إلى أن انضمام الكويت الى مصاف الأسواق الناشئة يجعلها طرفاً في خريطة الاستثمار العالمي، مما يلزم كافة الأطراف أكثر بتطبيق المعايير العالمية المطلوبة. وهدفنا هو الاستمرار في أن نجعل سوق المال الكويتي مركزًا جاذبا للاستثمارات والصناديق العالمية، خصوصا أننا نمتلك جميع مقومات النجاح من مؤسسات وشركات أثبتت تاريخياً أنها تقدم عوائد جيدة في أسواق المال. إنجاز جديد من جهته، قال رئيس قطاع الأسواق في هيئة أسواق المال، مثنى الصالح: "ها نحن اليوم نحقق إنجازا جديدا، وننال ثمرة الجهود الوطنية الحثيثة والطويلة التي بدأت منذ منتصف عام 2013 تحقيقاً لرؤية صادقة من مجالس المفوضين المتعاقبة، حيث أتى التعاون المشترك والبنّاء بين كل من الهيئة والبورصة والمقاصة ثماره بترقية دولة الكويت على مصاف الأسواق الناشئة ضمن جميع المؤشرات العالمية". وأضاف أن "من شأن هذه الترقيات المساهمة بالاقتصاد الوطني من خلال زيادة الاستثمارات الأجنبية وتنويع الفرص الاستثمارية والوظيفية في البلاد، كما أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، بل سنستمر ببذل الجهود والتعاون المشترك مع الأطراف العاملة بالسوق لتطوير منظومة سوق المال، بما يتماشى مع ترقيات مستقبلية، خصوصا أن هذه الترقيات تلقي بالمسؤولية علينا للحفاظ عليها وضمان استمراريتها إعلاء لسمعة دولة الكويت، وحفاظا على مكانتها الدولية". وأكد الصالح أن الجهات الثلاث المعنية تضع شرط استكمال توفير هياكل الحسابات المجمعة وعمليات تقابل حساب الاستثمار الواحد للمستثمرين الأجانب كأولوية للتطبيق، خاصة أنهما متوفران اليوم للأشخاص المرخص لهم المحليين وفق القواعد المعتمدة من الهيئة". ثقة المستثمرين تعود ومن جانبه، شدد الرئيس التنفيذي بالتكليف لشركة بورصة الكويت، محمد العصيمي، على أن ثقة المستثمرين تعود من جديد لبورصة الكويت، وتزداد يوما بعد آخر، مشيرا الى أن ارتفاع قيمة التداول واستقرار السوق يعكسان ارتفاع معدلات ومستويات الثقة بعد أن مرت بمراحل صعبة. وقال العصيمي: "يأتي تصنيف الكويت إلى سوق ناشئ من شركة إم إس سي آي ثمرة للدور الفاعل الذي تقوم به بورصة الكويت منذ تأسيسها في تعزيز كفاءة السوق وشفافيته، وزيادة السيولة، وتعزيز ثقة المستثمرين". مستعدون للتحدي ومن جهته، أكد خلدون الطبطبائي، الرئيس التنفيذي للشركة الكويتية للمقاصة، أن فريق المقاصة جاهز للتحدي، وتحقيق مزيد من الإنجازات، لافتا الى ان "المطالب الخاصة بالحسابات المجمعة وتقابل الحسابات بالنسب للمقاصة أمر يسير وفي المتناول، وتقنيا نحن مستعدون لتنفيذه قبل المواعيد المحددة". شكر لمجلس المفوضين السابق والأسبق حرص كل من وزير التجارة خالد الروضان، ونائب رئيس مجلس المفوضين عثمان العيسى، والرئيس التنفيذي لبورصة الكويت محمد العصيمي، ورئيس قطاع الأسواق مثنى الصالح، والرئيس التنفيذي للمقاصة خلدون الطبطبائي، على توجيه الشكر والتقدير والعرفان لمجلس المفوضين السابق والأسبق، ومجلس ادارة شركة البورصة السابق والحالي والأسبق، وكل من ساهم في تحقيق ترقية بورصة الكويت ضمن مؤشر msci والمؤشرات الأخرى. ووجهوا الشكر أيضا لمجلسي إدارة شركة المقاصة السابق والحالي، مؤكدين أن تعاقب الإدارات والكفاءات الوطنية يعكس الديمومة والاستمرارية وفق نهج مؤسسي. الصالح: وزن البورصة متروك لـ msci أكد رئيس قطاع الأسواق في هيئة السوق مثنى الصالح أن ملف وزن بورصة الكويت على مؤشر (إم اس سي أي) لم تتم مناقشته أبدا مع الجهة المعنية بالترقية، إذ إن هذا الملف متروك لشركة مورغان ستانلي، وليس لنا حق التدخل فيه. وقال الصالح إن المطالب الخاصة بتقابل الحسابات والحسابات المجمعة قيد التنفيذ، و"قد أصدرنا تعهدات خاصة بإنجازها قبل نوفمبر 2019، وسنتمكن من الإنجاز"، مؤكدا أنها لم تكن ضمن متطلبات الترقية، وفق ما جاء في ورقة الاستشارة الخاصة بذلك". وكشف أن الهيئة، بالتعاون مع البورصة والمقاصة، انجزت مرحلتين ونصف مرحلة من مراحل التطوير وباقي مرحلة ونصف. وكشف عن اطلاق اقراض واقتراض الأسهم والبيع على المكشوف الأحد المقبل وبانتظار أن يعرض بشكل نهائي على مجلس المفوضين لاعتماده. ختام خطة التطوير 2021 على صعيد خطط البورصة، أشار الصالح إلى أن الجزء الثاني من المرحلة الثالثة ستنطلق اختباراته قبل نهاية العام الحالي، ويكون التنفيذ والتطبيق جاهزا بحلول الربع الأول 2020 أو بحد أقصى الربع الثاني، وأما المرحلة الرابعة والختامية فستكون في 2021، مشيرا إلى أن البورصة بعد الترقية أمام تحديات كبيرة ومسؤوليات اكبر. المزادات خارج إقراض الأسهم... والبيع على المكشوف كشف الرئيس التنفيذي لشركة المقاصة رداً على سؤال بخصوص البيع على المكشوف واقراض واقتراض الأسهم أن التركيز سيكون على أسهم السوق الأول بشكل أساسي، والسوق الرئيسي، بينما سوق المزادات سيكون خارج النطاق تماما. وكشف أن هناك كثيرا من الشركات جاهزة ومستعدة فنيا وتقنيا، مشيرا إلى أن شركة الوساطة التي تؤكد استعدادها النهائي ستقوم "المقاصة" بتوقيع عقد تشغيل معها، وتدخل دائرة تقديم الخدمات. وأضاف متفائلا بالوصول الى عدد كبير حتى نهاية العام، وتقديم الخدمة إلى جانب "الوساطة" أمر تقديري يخص الشركة ومدى استعدادها لتقدديم كل الخدمات لعملائها. فريق عمل لتشجيع الشركات على الإدراج قال الرئيس التنفيذي لشركة "البورصة" محمد العصيمي، رداً على سؤال لـ"الجريدة"، إن "البورصة لديها فريق عمل على أعلى مستوى يعمل يقوم بجولات مستمرة، بهدف جذب مزيد من الشركات التشغيلية والناجحة لمقصورة الإدراج في السوق، لتنويع الأسهم أمام المستثمرين". وأضاف "نعمل على تكملة القطاعات التشغيلية الناقصة في السوق والمهمة مثل قطاع البتروكيماويات والنفط، وهي تمثل عصبا أساسيا". وذكر أن الفريق يقوم بحملة توعية وإقناع أيضا للشركات، لتبيان القيمة المضافة من الإدراج، سواء من استمرارية الكيان أو القيمة المضافة التي تتحقق للعلامة التجارية، واسم الشركة، وآليات تعاملاتها مع البنوك المحلية والعالمية وغيرها من المميزات. وتابع العصيمي أن البورصة تستهدف شركتين من النموذج التشغيلي الناجح سنويا، وقد يكون ضمن تلك الإدراجات صناديق عقارية مدرة للدخل، معرباً عن توقعه بإدراج صندوق أو صندوقين خلال 2019. وشدد على أن مجلس إدارة البورصة والإدارة التنفيذية مستمران ببذل أقصى جهد، قائلا "لن نمل أو نكل، ومستمرون بالتواصل مع جميع الجهات، وهدفنا الدائم البحث عن النوع لا الكم". وأشار إلى أن البورصة تتواصل مع شركات الاستثمار على قدم وساق، لمناقشة الأدوات المالية الجديدة، والتشاور في كل ما يخص مستقبل تطوير السوق.
مشاركة :