مشاكل الدول تختلف، فالدول التي يحكمها نظام مشاكلها تدور حول الإنسان، أما التي يحكمها بشر فمشاكلها تدور حول الكرسي الذي يجلس عليه الإنسان، معادلة بسيطة لمَنْ يُحسن التركيز، فقط ركز.فالضرائب والإنتاج والتعليم والأمن والحريات، هي قضايا تلك الدول التي يحكمها النظام، أما السرقة والتمييز الطبقي والفتن الطائفية وافتعال المشاكل، فهي قضايا الدول التي يحكمها الانسان، الفرق يمكن معرفته، فقط ركز. هناك دول نظامها فوق الجميع وأخرى نظامها فوق البعض، حين يعلو النظام فوق الجميع يَسْعَدُ الإنسان ويأمن، وحين يعلو النظام فوق البعض يسعد البعض ويأمن ويشقى البعض ويقلق، الفرق واضح، فرق بين الكل والبعض. هناك في الدول التي يحكمها النظام الكل يتنافس على النجاح وفق اجتهاده، أما التي يحكمها البعض فعليك أن تسأل عن علاقاتك قبل أن تسأل عن إمكانياتك.في دول النظام لا يصل الى القيادة إلا كل مجتهد، وفي دول البعض لا يصل إلى القيادة إلا كل قريب حبيب، لهذا لا أستغرب حين أطرب لفكر أو خطبة كتبها قائد في دولة النظام، وأضحك بصمت لفكر أو مقال كتبه قائد لدولة البعض.الحكايا تطول، لكنني لم أسأل نفسي قط، وأنا اتعامل مع مسؤولين في دولة النظام عن سبب تعيينهم في هذا المكان، وسألت نفسي عشرات المرات في دولة البعض، عن معايير الاختيار.الفرق واضح هناك دول تضع النظام ليكون مسطرة للاختيار، وأخرى تضع الإنسان ليختار مَنْ يُحب، لهذا ترتفع دول وتنهار دول. إن كنت في دولة النظام فيمكنك التخطيط لمستقبلك ومستقبل أولادك، أما إن كنت في دولة البعض فأنصحك أن تترك التخطيط وتعيش مع التخبيط.لا تُحمّلوا الأمور فوق ما تحتمل، يمكنك أن تحيا في مسرحية جميلة وتأنس بها لكن يوماً ما سينتهي العرض، كل ما تراه في دولة البعض هو جزءٌ من العرض وهدفه واحد، ويوماً ما سيتوقف العرض ويكتشف الجمهور أنهم هم الذين دفعوا من جيوبهم للممثلين، دفعوا من أجل الضحك أو البكاء، النتيجة واحدة. kalsalehdr@hotmail.com
مشاركة :