في صورة مشابهة لجثة الطفل السوري “إيلان”، رقد الأب السلفادوري أوسكار مارتينيز، وطفلته فاليريا، ذات العامين، هامدين ورأساهما مغموران بالماء في نهر ريو، الحدودي بين المكسيك والولايات المتحدة. وسردت تانيا، زوجة مارتينيز، التي ودعته وابنتهما على ضفة النهر في المكسيك قبل أن يلقيا حتفهما غرقا، لصحيفة “لا غورنادا” اليومية المكسيكية، كيف قرر زوجها المخاطرة بالرحلة المميتة بعد انتظار دام لشهرين في مركز احتجاز في ماتاموروس بالمكسيك، من أجل الحصول على اللجوء في الولايات المتحدة. ويحاول العديد من سكان دول أميركا الوسطى، كل عام عبور الصحاري والأنهار على الطريق إلى الولايات المتحدة في محاولة للفرار من العنف والفقر في بلدانهم. ويستمر خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعادي للهجرة، بخطف المزيد من الأرواح مع إهمال إدارته للاحتياجات الإنسانية الأساسية للمهاجرين على النقاط الحدودية. وحسب “مشروع المهاجرين المفقودين”، وهو مبادرة لمنظمات مجتمع مدني تهدف إلى رصد حالات الوفاة بين المهاجرين حول العالم، فقد لقي 214 رجلا و20 امرأة و4 أطفال مصرعهم في 2018، أثناء محاولتهم الوصول إلى الولايات المتحدة. ولم يتم التعرّف على جنسية رفات 138 شخصا لقوا حتفهم خلال رحلة اللجوء، كما يبقى العدد الحقيقي للوفيات مجهولا، بحسب المشروع.وبالإضافة إلى المئات ممن لقوا حتفهم خلال رحلة اللجوء، يأتي أولئك الذين نجحوا في الوصول إلى الأراضي الأميركية، لكنهم احتجزوا هناك في منشآت تفتقر للاحتياجات الأساسية كالمرافق الصحية والغذاء والماء. ووعدت المكسيك، في يونيو الجاري، الولايات المتحدة بأنها ستخفّض عدد المهاجرين الذين يصلون إلى الحدود الأميركية – المكسيكية، لتجنّب فرض رسوم على صادرات هدد بها الرئيس دونالد ترامب. وأثارت الحادثة غضبا دوليا على نطاق واسع بعدما تم تداول الصورة بصفة مكثفة، فيما ندد البابا فرنسيس بالحادثة مبديا حزنه العميق. وجاء في بيان للفاتيكان “بحزن شديد، شاهد قداسة البابا صور الأب وابنته اللذين غرقا في نهر ريو جراندي”. وأضاف البيان “يشعر البابا بالحزن العميق لوفاتهما، ويصلي من أجلهما وجميع المهاجرين الذين فقدوا حياتهم بينما كانوا يحاولون الفرار من الحرب والبؤس”. وأصدر رئيس السلفادور نجيب أبوكيلة بيانا وعد فيه بإعادة جثتي الرجل وابنته “في أسرع وقت ممكن” إلى وطنهما، وعرض المساعدة الاقتصادية لأسرتهما . وقال أبوكيلة “في يوم من الأيام سوف ننجح في بناء بلد تكون فيه الهجرة خيارا وليس إجبارا. وفي الوقت نفسه، سوف نفعل ما هو ممكن. فيساعدنا الله”. ونشرت مجلة “جورنادا” المكسيكية صورة للضحيتين، كما انتشرت الصورة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار مقارنتها بصورة الطفل السوري إيلان الكردي (3 أعوام) الذي جرفت المياه جثته على الشاطئ التركي عام 2015 وتسببت صورته في إحداث صدمة على مستوى العالم وأصبحت رمزا لأزمة المهاجرين العالمية. وقال فيليبو جراندي، رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في بيان “بعد أقل من أربع سنوات من وفاة كردي، نواجه مرة أخرى أدلة مرئية قوية على موت أشخاص خلال رحلاتهم الخطرة عبر الحدود”.
مشاركة :