عواصم - وكالات - حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، إيران، من الانسحاب من الاتفاق النووي أو التلميح بنيتها القيام بذلك، وقال إنه سيحاول إقناع نظيره الأميركي دونالد ترامب، اليوم، بتعليق بعض العقوبات لإتاحة المجال أمام إجراء مفاوضات تساعد على نزع فتيل الأزمة في المنطقة. في المقابل، اشار وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، إلى أن واشنطن عازمة على رفع العقوبات «بنسبة 100 في المئة ضد الاقتصاد الإيراني». وصرح ماكرون للصحافيين في اليابان على متن قطار متجه من طوكيو إلى كيوتو: «أريد إقناع ترامب بأن من مصلحته استئناف عملية التفاوض والتراجع عن عقوبات معينة لإتاحة فرصة للمفاوضات». وأوضح إن الفكرة تدور حول بدء نقاش وتحديد نطاق المحادثات من أنشطة إيران النووية إلى دورها الأوسع في المنطقة. وأضاف: «سنعطي أنفسنا بضعة أشهر». أولويتانوقال الرئيس الفرنسي، إن لديه أولويتين: إبقاء إيران في الاتفاق النووي وتفادي التصعيد العسكري. ورأى أنه ينبغي «إبقاء الضغط» على إيران ولا سيما من قبل الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي عام 2015 في فيينا، مشيراً إلى أنه أجرى مكالمة هاتفية الثلاثاء مع الرئيس حسن روحاني، ليؤكد له ان «أي خروج من الاتفاق حول النووي سيكون خطأ وأي إشارة بهذا الاتجاه ستكون خطأ». من جهة أخرى، أوضح ماكرون أن الطائرة الأميركية من دون طيار التي أسقطتها طهران في 20 يونيو الجاري، «كانت في المنطقة الدولية»، بحسب المعلومات المتوافرة لدى باريس، وليس فوق الأراضي الإيرانية، كما تؤكد طهران. الحد الأقصى وفي فيينا، أكد مصدر ديبلوماسي أن إيران لم تتخط أمس، الحد الأقصى لمخزوناتها من اليورانيوم المنخفض التخصيب المنصوص عليه في الاتفاق النووي، كما كانت أعلنت سابقا.وأشار إلى احتمال وجود «سبب سياسي» لهذا التراجع، في وقت كثف الاوروبيون في الايام الاخيرة جهودهم لخفض التوتر في الخليج.ورأى أن لا شيء يمكن أن يؤكد أن حجم المخزونات الايرانية سيتخطى الحد الأقصى نهاية الأسبوع، مشيراً إلى أن لطهران إمكان تعليق التخصيب في أي لحظة. 100 في المئة وفي واشنطن، أكد منوتشين في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي» الأربعاء، ما صرح به وزير الخارجية مايك بومبيو حول استهداف العقوبات 80 في المئة من الاقتصاد الإيراني، قائلاً: «نحاول رفع العقوبات الأميركية ضد إيران بنسبة 100 في المئة ضد اقتصادهم». وأضاف: «يجب أن أضيف أن كل الخدمات الإنسانية مستثناة من هذه العقوبات لأن قضيتنا ليست هي الشعب. نحن نواجه النظام الحاكم في إيران». جريمة حرب وفي طهران، حذر وزير الخارجية محمد جواد ظريف، أمس، من «الأفكار الخاطئة» لدى الرئيس الأميركي الذي قال الأربعاء إن الحرب إذا أطلقت ضد إيران فلن تطول كثيراً. وغرد قائلاً أن فكرة «الحرب القصيرة مع إيران هي مجرد وهم». وكتب: «محو = إبادة = جريمة حرب». كما أعلن جواد ظريف، أن الولايات المتحدة ليست في وضع يمكنها من طمس إيران. إلى ذلك، شيّع «حشد هائل» في طهران أمس، نحو 150 عسكرياً سقطوا خلال الحرب الإيرانية - العراقية، في تظاهرة أبرزت السلطات خلالها «المقاومة» في وجه الولايات المتحدة، «العدو الرئيسي».