الموهبة منحة ربانية يهبها الله لمن يشاء ويميزهم بها عن غيرهم، ورغم ذلك فقد لا يكتشف صاحب الموهبة موهبته ولا يعرفها فى نفسه، وإنما يكتشفها رويدًا رويدًا من خلال المحيطين به، حينما يلمسونها به، ووقتها يشجعونه ويدعمونه ويطالبونه بتنميتها. هكذا كان الأمر، مع الفنان الصغير عبدالرحمن قميحة الطالب بكلية الفنون التطبيقية، حيث اكتشفت والدته موهبته وهو فى عمر صغير، ولاحظت شغفه بالأقلام الملونة الخاصة بأشقائه الأكبر، ومحاولاته المتعددة فى رسم كل ما تقع عليه عيناه، ومن ثم بدأت تدعمه لينمى موهبته.يقول عبدالرحمن: «شغفى بالرسم بدأ معى منذ صغري، ففى مرحلة «الحضانة» كنت أعبث بأقلام التلوين فى حقائب إخوتى الكبار، كما كنت أحب تلوين الفراغات، مما دفع والدتى لتوفير الرسمات غير الملونة من خلال اسكتشات، وكنت ألونها حتى أتقنت الرسم فى عمر صغير أدهش عائلتي»، متابعًا: «كان والدى يجيد الرسم وكذا جدى وأشقائي، فكنت أسعى لأن أكون مثلهم، ومع الوقت أتقنت الرسم».«وصرت أرسم بالفحم والرصاص والألوان والجواش والباستيل، وهذا بفضل أمى بعد الله، وبفضل تشجيع كل المحيطين بي، بعد تأكدهم من موهبتي».ويضيف «عبدالرحمن» ابن المنوفية قائلا: «كل مرحلة تعليمية كنت أمر بها، ألاحظ تطورى فى الرسم وزيادة خبرتى وحرفيتي، وزاد اهتمام والدتى ورعايتها لي، فكانت دائما توفر لى هى ووالدي، كل متطلباتى التى تثقل موهبة الرسم عندي، كما كانت توفر لى البيئة الخصبة والأجواء المناسبة للرسم، فضلا عن دعمها الدائم الذى لازمه مثابرتها لى فى مراحل التعليم، فأنهيت الثانوية العامة دون تقصير، وبمجموع كبير، فلم أخفق فى دراستي، بفضل تنظيم أسرتى الوقت، بين ممارسة الرسم والدراسة، وكذا السفر لورش التدريب والمسابقات التى كنت دائما أشارك بها فى الرسم». ويستطرد قائلا: «أردت ثقل موهبتي، فالتحقت بكلية الفنون التطبيقية، حيث لم يحالفنى الحظ بالقبول فى كلية الفنون الجميلة، الآن أنا فى السنة الأولى لى بالكلية، وشكلت فارقا كبيرا فى الرسم، لأن كل معلومة تضيف لى الكثير، ونقلتنى نقلة كبيرة فى عالم الرسم، وهذا الأمر زادنى ثقة بنفسى وبرسمي، فشاركت فى مسابقات نلت منها جوائز وتكريم، وما زالت مشاركاتى مستمرة وبالتالى سأسعى جاهدا للوصول للعالمية، لتحقيق حلمى بعمل جاليرى فى باريس، وعرض كل أعمالى خلاله». وعن مثله الأعلى يقول: قدوتى هو الرسام الهولندى «فان جوخ»، كما أنى لم أنس معلمة الرسم التى دعمتنى، وكان لها فضل كبير بعد والدتى فى إتقانى فن الرسم.
مشاركة :