الولايات المتحدة تطلب دعم حلف الأطلسي لتشكيل تحالف ضد إيران

  • 6/28/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بروكسل - الوكالات: مارس وزير الدفاع الأمريكي امس ضغوطا على حلفاء حلف الأطلسي للانضمام لجهود بلاده في تشديد الخناق على إيران وضمان أمن السفن في الخليج بعد سلسلة هجمات في الممر البحري الاستراتيجي. ومع تصاعد التوتر الأمريكي الإيراني، طالب وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة مارك اسبر دول الحلف بدعم واشنطن عبر إدانة إيران علانية ودراسة تشكيل تحالف بحريّ لحماية حرية الملاحة في المنطقة. وبعد ان صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ أي نزاع مع إيران لن «يطول كثيرا»، شدّد اسبر على أن بلاده تريد تفادي اندلاع نزاع والعودة إلى المسار الدبلوماسي. وضاعفت واشنطن العقوبات الاقتصادية على طهران بعد ان اسقطت الجمهورية الإسلامية طائرة مسيّرة في الخليج، بعد سلسلة من الاعتداءات الغامضة على ناقلات نفط قالت واشنطن إنّ إيران مسؤولة عنها. وناقش وزراء دفاع الحلف الأزمة اثناء اجتماعهم في بروكسل، حيث قال اسبر إنّ بلاده تسعى «لتدويل» قضية إيران، بعد ان دعا وزير الخارجية الأمريكي الاسبوع الفائت لتشكيل «تحالف دوليّ» للتعامل مع إيران. وقال اسبر إنّه حضّ حلفاء بلاده على «النظر في (إصدار) بيانات تدين سلوك إيران السيئ وإبراز أننا نحتاج إلى حرية الملاحة في مضيق هرمز». كما ضغط عليهم لدراسة تشكيل تحالف قال إنّه يمكنه «النظر في كل شيء من مراقبة الحدود البحرية بما في ذلك المراقبة الجوية إلى تتبع سير السفن لحماية المر المائي الدوليّ وقد يتضمن حتى مواكبة» السفن. وأعربت عدة دول أوروبية عن انزعاجها من النهج المتشدد لإدارة ترامب في ملف إيران، وعن خشيتها أن تكون سياسة ممارسة «أقصى ضغط» ذات نتائج عكسية وتؤدي لاندلاع حرب. وسعى الاتحاد الأوروبي دون نجاح لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران الموقع في العام 2015, والذي انسحب منه ترامب العام الفائت، إذ تقود بريطانيا وفرنسا وألمانيا الموقعين على الاتفاق هذه الجهود. وسيحتاج أي تدخل للحلف الأطلسي في الخليج دعما بالإجماع من اعضائه الـ29 وبالنظر إلى عدم الارتياح الأوروبي حيال الأمر يبدو تحقيق ذلك صعبا للغاية. وقال دبلوماسي في الحلف إنّ «التحالف كان حذرا من البداية محاولا الابتعاد عن المسائل المختلفة» المتصلة بإيران. وتابع «نوّد ان نرى مزيدا من الهدوء من الطرفين لكننا حقا لا نريد أن يصبح ذلك مسألة مرتبطة بحلف الأطلسي». وقال اسبر إنّ «معظم الحلفاء» في الاجتماع اقروا بالخطر الذي تشكّله إيران لكن «عددا» منهم أعربوا سابقًا في جلسات خاصة عن اهتمامهم بالمضي أبعد من ذلك. في السياق ذاته قال مبعوث الولايات المتحدة الخاص بإيران ان سياسة بلاده التي تقضي بممارسة أقصى ضغوط اقتصادية على طهران تؤتي ثمارها وحذر من أن العقوبات الأمريكية لا تمنح إيران الحق في مخالفة التزاماتها بموجب الاتفاق النووي. وقال المبعوث بريان هوك في مقابلة مع رويترز «نحن ملتزمون بتلك السياسة التي تتضمن أقصى ضغوط اقتصادية لانها ناجحة انها تحرم النظام من مستويات عائدات تاريخية». وردا على سؤال حول احتمال انتهاك إيران لتلك القيود قال هوك انه ستكون هناك عواقب وانه برغم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018 وفرضها عقوبات بعد ذلك فإن ذلك ليس مبررا لطهران لانتهاك الاتفاق. كان هوك يتحدث قبل اجتماع مع دبلوماسيين كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في باريس في مسعى لاقناعهم بأن السياسة الأمريكية هي السبيل الامثل لحمل إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات. بالمقابل حذرت طهران امس من «الأفكار الخاطئة» لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال الأربعاء إنّ الحرب إذا بدأت ضد إيران فلن تطول كثيرا. وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر أن فكرة «الحرب القصيرة مع إيران هي مجرد وهم». وفي إشارة إلى تصريحات أخيرة لترامب، قال ظريف إنّها «تهدد السلام». وكتب أنّ «العقوبات ليست حلاً بديلاً عن الحرب، انها بحد ذاتها الحرب»، كما كتب «محو= إبادة = جريمة حرب». وأضاف «من يبدأ الحرب ليس من ينهيها»، و«لا يمكننا في الوقت ذاته التفاوض والتهديد». وتشهد العلاقات المأزومة بين الولايات المتحدة وإيران منذ 40 عامًا توترا شديدًا منذ نحو شهرين على خلفية التصعيد في الخليج وإسقاط إيران طائرة أمريكية مسيّرة في 20 يوينو. وفي هذا السياق من التوتر المحموم، أشار ترامب الأربعاء إلى احتمال اندلاع حرب مع طهران لا يتوقع «أن تطول كثيرًا». وقال «نحن في وضع قوي للغاية ولن تطول (الحرب) كثيرًا». وأضاف «لا أتحدث هنا عن إرسال جنود على الأرض». وحذرت إيران الولايات المتحدة امس من انتهاك حدودها مجددا وهدد رئيس البرلمان علي لاريجاني برد أقوى. ونقلت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية عن لاريجاني قوله «اسقاط طائرتهم المسيرة كان تجربة جيدة لهم لتفادي أي اعتداء على حدودنا». وأضاف «رد فعل إيران سيكون أقوى إذا كرروا خطأهم وانتهكوا حدودنا».

مشاركة :