الأستاذ الصحفي ماجد العرادي في ذمة الله

  • 6/28/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

فقدت صحيفة أخبار الخليج أحد أبرز أعمدتها الكاتب الصحفي ماجد العرادي رئيس القسم الرياضي الذي وافته المنية صباح اليوم إثر عارض صحي الم به مؤخراً. وعمل الفقيد منذ انطلاقة صحيفة أخبار الخليج وشارك في تغطية العديد الفعاليات الوطنية. أسرة أخبار الخليج تتقدم إلى أهله ومحبيه بالتعازي الحارة وتبتهل إلى الباري عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه، إنا لله وإنا إليه راجعون. رحل بعد مشوار حافل بالعطاء على مدى 50 عاما عميد الصحافة الرياضية ماجد العرادي يترجل عن صهوة عطائه تلقينا في القسم الرياضي بـ«أخبار الخليج» في صباح أمس ببالغ الحزن والأسى نبأ رحيل الزميل الغالي والعزيز على قلوبنا جميعا الأستاذ ماجد العرادي رئيس القسم الرياضي، الذي بدأ مشوار في الجريدة في هذا القسم منذ اليوم الأول ومع العدد الأول للجريدة الصادر في يوم الأحد الموافق 1 فبراير 1976، وشهد هذا العدد لأول جريدة يومية في مملكة البحرين عموده الصحفي الذي تناول فيه العديد من القضايا في الشأن الرياضي تحت اسم «جول»، كما كان له دوره المتميز في متابعة مختلف الأحداث والأنشطة الرياضية والدوريات في ألعاب كرة القدم والسلة والطائرة وكرة اليد وغيرها من الألعاب الفردية وكذلك دوره الكبير والفريد من نوعه بكل ما فيه من مشقة ومعاناة في متابعة البطولات المحلية والخارجية والمشاركة في تغطية العديد من المشاركات للبعثات والمنتخبات البحرينية في الدورات الأولمبية وفي البطولات الإقليمية والعربية والخليجية. وأشار حسن بو حسن إلى مناقب الفقيد قائلا: عندما نتحدث عن الأستاذ ماجد العرادي باعتباره المربي الفاضل ومن الأوائل في هذا المجال الصحفي الجماهيري وواحدا من أهم وأبرز من عملوا فيه وأتقنوا فنونه، فإننا اليوم أمام خسارة كبيرة لفراق المعلم الأول وصاحب القلم المتميز بكل ما كان يمتلك من مكانة وقدر عظيمين وخبرة طويلة واطلاع واسع جدا، فمنذ نعومة أظفاره عرف عن العرادي أنه واحد من أبرز نجوم الرياضة في عالم كرة القدم والسلة الكرة الطائرة وكانت له أدواره في هذه الميادين كلاعب، وعلى صعيد الصحافة الرياضية بدأ مشواره مع صحيفة الأضواء الأسبوعية وكان من ضمن الفريق الإعلامي الذي تابع دورة الخليج الأولى التي أقيمت على أرض مملكة البحرين وتابع مشواره في العمل الصحفي في القسم الرياضي بـ«أخبار الخليج». ونضيف أن هناك الكثير من المحطات المشرفة والمضيئة في حياته التي تعكس مكانته وقدره العالي في الوسط الرياضي الصحفي سواء على مستوى الأداء والعطاء والتميز أو على مستوى ما حظي به من تكريم على أعلى المستويات، ولعل أهم هذه المحطات ما ناله من تكريم ملكي من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى ضمن كوكبة المكرمين في الذكرى العاشرة لميثاق العمل الوطني، إلى جانب تشرفه بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وعدد كبير من المسؤولين في الرياضة البحرينية، كما حظي بمكانة لائقة وتقدير يتناسب مع مكانته وما قدمه في الوسط الرياضي من جهد وعمل متواصل طيلة مشواره، وفي هذا اليوم الحزين نواسي أهل الفقيد ونتقدم لهم بالمواساة والدعاء للفقيد بأن يتغمده الباري برحمته ويسكنه الفسيح من جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. من جانبه أعرب الزميل علي جاسم عن بالغ خزنه وأساه لفقد الأستاذ ماجد العرادي الذي يعتبره مدرسه ومعلمه الأول حيث قضى ما يربو على 15 عاما بالعمل في مجال الصحافة الرياضية إلى جانبه، وأكد علي جاسم أن القسم الرياضي يفقد اليوم واحدا من الأوائل وأهم رجاله، متضرعا إلى الباري جلّ وعلا أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الفسيح من جناته، وبين الزميل علي جاسم في ختام حديثه أن الفقيد الأستاذ ماجد هو بمثابة الرمز والقدوة والمثل الأعلى، الذي سيبقى حيّا بيننا ويستلهم الجميع مما تعلمناه منه وبما تحقق من نجاح وتميز في الكثير من المناسبات الرياضية بفضل توجيهاته وإدارته، ناقلا تعازيه الحارة إلى جميع أهله وذويه. خسرنا فارسا في الصحافة ولم يخف الزميل حسين صالح حزنه وألمه الشديد بهذا المصاب الجلل قائلا: برحيل الزميل ماجد العرادي الصحفي الكبير والقامة المتميزة في عالم الصحافة الرياضية تكون الصحافة بوجه عام قد فقدت واحدا من أعمدتها البارزة، وأما بالنسبة لنا في «أخبار الخليج» فقد خسرنا واحدا من أهم فرسان العمل الصحفي، وتابع قائلا: تربت على يديه أجيال عديدة، وقد كان معطاء سخيا في كل شيء ولا يبخل على أي من زملائه الصحفيين بالمعلومة التي يريدها، كما كان كريما في مد يده بالمعلومات انطلاقا من تجربته الثرية وخبرته الطويلة في صاحبة الجلالة. وأضاف حسين صالح قائلا: علاقتي بالمرحوم الأستاذ الماجد العرادي قديمة جدا ووثيقة، وقد بدأت منذ انضمامي للعمل في جريدة «أخبار الخليج» أي منذ حوالي 30 عاما، وقد قمت بإخراج وتطوير الملحق الرياضي مع أخي وصديقي الراحل ماجد العرادي، ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد وإلى جميع محبيه وكافة الاخوة في الوسط الصحفي الرياضي. أرعدنا رحيلك يا عرادي وشاركنا الزميل علي ميرزا قائلا: ليس بوسعنا إلا القول: «إنا لله وإنا إليه راجعون»، ما أن عادت لنا الاستفاقة جزئيا من فقد زميل الدّرب العزيز سلمان الحايكي الذي ودّعنا إلى رحمة الله تعالى، حتى صدمنا بخبر طازج صباحيّ ينبئنا برحيل الأستاذ ماجد بن محمد العرادي رئيس القسم الرياضي في «أخبار الخليج». هذا الخبر الذي ما أن قرأناه حتى تسمّرنا في مكاننا، وكأننا بمثابة تلميذ بالمرحلة الابتدائية لم يفهم مضمون ما قرأه. ومن حسن حظّي وحظّ زميلي علي الباشا أننا ألقينا على الأستاذ المرحوم النظرة الأخيرة مساء الأربعاء قبل أن يوافيه الأجل المحتوم بيوم واحد أثناء عيادتنا له بمستشفى السلمانية وهو على السرير الأبيض تحيط به الأجهزة العلاجية المساعدة من كل حدب وصوب وهو فاقد الوعي، ولم نملك حينها إلا سلاح الدعاء له بالشّفاء، ولم يدر بخلدنا أبدا أنها الوداعية الأخيرة، رغم أنني شخصيا همست في أذن الزميل الباشا لدى المغادرة وقلت له بالحرف الواحد: يبدو أنّ حالة الأستاذ حرجة. لقد أفنى عمره في رحاب صاحبة الجلالة، منحها حياته ووقته وصحته وخبرته، وشكلت له «أخبار الخليج» البحر الذي لا يستطيع السباحة إلا في مياهه، لقد دفع ثمن مسؤوليته للقسم الرياضي باهضا، إذ انّ مستوى المسؤولية والعمل الصحفي على وجه التحديد قد جعلا منه ذا مزاج حاد جراء ضغط العمل، إلا أنّ طيبة وصفاء قلبه سرعان ما يتغلبان عليه، إذ على مدار خمسة عشر عاما من مزاملتنا له تحت قبة «أخبار الخليج»، وجدناه يتقمّص دور المربّي والأب العطوف على أبنائه مهما أبدوا نشازا في العمل. أستاذنا الغالي.. نم في لحدك قرير العين، وثق أننا على العهد سائرون، فالملحق الرياضي سيظل أمانة (كما كنت دائما تصفه) في أعناقنا، فإلى رحمة الله أستاذنا الغالي. جددت علينا الأحزان وعبر الزميل جميل سرحان عمّا يجول في خاطره قائلا: كم هو صعب ذلك الفراق.. وكم هي عصيبة لحظات الصراع نعيشها بين التسليم بقضاء الله وقدره وبين حرقة وألم الوداع لمن نحب.. غادرنا يوم أمس أستاذنا المربي الكبير ماجد العرادي إلى عالم الآخرة تاركا وراءه إرثا ضخما وذكريات لا تنسى، غادرنا أستاذنا الفاضل إلى غير رجعة.. آه كم هو صعب أن نفقد علمين في أقل من 40 يوما.. نعم لقد جددت علينا الأحزان يا أستاذ ماجد ورحيلك أفجعنا وكأنها لحظة الفراق التي أصابتنا في مقتل بعد رحيل الأستاذ سلمان الحايكي.. أتذكر يا أستاذي كم كنت تتألم وأنت على سرير المرض لفقد زميلك ورفيق دربك أبي علي.. وكم كان يعتصر قلبك ألما وحسرة عليه.. كيف لي أن أنسى تواصلك الدائم معي وتصبيحاتك الجميلة عند صلاة الفجر.. الحروف تقف عاجزة عن وصف المشاعر أحيانا، بل وتتناثر من حولي لا أستطيع جمعها للتعبير عن حسرة الفقدان لأعز الناس وأكثرهم قربا من القلب. أستاذي الحبيب لا يسعنا إلا أن ندعو لك بالرحمة والمغفرة وجنة عرضها السماوات والأرض أعدّت للمتقين، وأنت منهم إن شاء الله.. ورحمك الله وأسكنك الجنة.. وأمانة أقلدها إياك بالسلام على أستاذنا سلمان الحايكي عندما تلتقي روحاكما.. لأننا سنظل نذكركما ونتحدث عن ذكرياتنا الجميلة التي ستبقى عالقة في الأذهان مهما حيينا. وداعا أبا شرف من جانبه شاركنا الزميل علي الباشا هذه البكائية المعبرة قائلا: كانت لي وقفتان مع الأخ والصديق والزميل الأستاذ سيد ماجد محمد ماجد آل شرف؛ والشهير بـ(ماجد العرادي)، رئيس القسم الرياضي بجريدة «أخبار الخليج»، واحدة قبل انتكاسته المرضية، والأخرى بعد الانتكاسة، في الأولى كنت زائرا له كالعادة في منزله (الأربعاء 19 يونيو) للاطمئنان على صحته، بعد عملية القسطرة التي خضع لها، وكان الحديث ساعتها عن مضاعفات ما بعد العملية وما يتلقاه من علاج فيزيائي، وشمل الحديث جوانب رياضية أيضا، والثانية في قسم العناية بالقلب في مستشفى السلمانية (الأربعاء 26 يونيو)، وكان غائبا عن الوعي؛ وهي الحالة التي لم أتحملها؛ بعد عشرة عمر وزمالة تمتد لما يقارب (37) عاما ، ثم الخبر الصادم بانتقاله الى الرفيق الأعلى في ظهرية (الخميس 27 يونيو). ولا شك أن شهادتي في المرحوم السيد ماجد مجروحة، باعتبار أنه أستاذنا الذي تعلّمنا منه الكثير في بلاط صاحبة الجلالة، وهو من الإعلاميين الأكفاء والنوادر، ويمثل مدرسة في النقد، وكل من قرأ له، سابقا وحاضرا يرتاح للأسلوب الذي يكتب به، والذي يمثل النقد المسؤول البعيد عن الإثارة، حيث يمارس دور المراقب للشأن الرياضي بهدف الإصلاح، ولم تكن تأخذه في الحق لومة لائم، ولم يعرف قلمه النزيه المجاملة، ويرفض التجريح، ومع خبرته ومكانته لم يكن يعشق الأضواء، وهو دائم النصح لزملائه مما جعل قسمه في «أخبار الخليج» مدرسة يتعلم منها زملاء المهنة. ولم يكن المرحوم الأستاذ ماجد دخيلا على الإعلام الرياضي، فهو أساسا لاعب كرة قدم وكرة سلة في ستينيات القرن الماضي، ومدرس للتربية الرياضية، وحضر كثيرا من البطولات والدورات التي احتضنتها المملكة، وكان في بعضها رئيسا للجنة الإعلامية، بل هو من أوائل الإعلاميين الذين غطّوا بطولة الخليج الأولى لكرة القدم 1970 في البحرين، كما حصل على وسام الكفاءة من جلالة الملك المفدّى. رحم الله الأستاذ ماجد وأسكنه فسيح جناته وأعظم الأجر لأهله وزملائه من الإعلاميين الرياضيين، «وإنّا لله وإنّا إليه راجعون».

مشاركة :