فلا تبكينّ في إثر شيء ندامةً إذا نزعته من يديك النوازعُ الموت حق وكل نفوس الخلق ذائقته حتى يسود سكون وجه الأرض منهم وينهضُ جميع الخلائق من أجداثهم ليوم الحساب..، ولكن الموت المفاجئ يصدع مهج القلوب، فتكون ضرباته أوجع، وأكثر إيلاماً على النفوس، ولقد كان لنبأ رحيل الشاب التقي الصالح العاجل المهند ابن الأخ الكريم وزير الإسكان ماجد بن (زميلي ورفيق دربي) عبدالله بن حمد الحقيل، وقع مؤثر جداً، ومحزن حزناً عميقاً في نفوس والديه وأعمامه وأخوته وأسرته -كان الله في عونهم وجبر مصيبتهم- فالله سبحانه وتعالى قد وعد الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} الآيات.. كما بدأ الحزن على محيا والده المفجوع أكثر، مواسياً ومذكراً له بهذا البيت لاحتساب الأجر من الله جابر المصابين: ولخير حظك في المصيبة أن يلقاك عند نزولك الصبرُ حيث فاجأه هادم اللذات قبل غروب شمس يوم الثلاثاء 19-9-1441هـ قبيل إفطاره -إثر أزمة قلبية- خاتمة حسنة له بمشيئة الله، فهو شاب نشأ في طاعة الله، وزميل وصديق لحفيدي الشاب أنس بن عبدالله الغنام، الذي أجهش بالبكاء وأزعجه غيابه عن ناظريه، ولسان حاله مستحضراً معنى هذا البيت: أخيين كنا فرق الدهر بيننا إلى الأمد الأقصى ومن يأمن الدهرا وأديت صلاة الميت عليه ضحى اليوم التالي، ثم ووري جثمانه الطاهر بمقبرة «عرقه»: لله در الدافنيك «ضحاً» أما راعهم مثواك في القبر أمردا مُجاور قوم لاتزاور بينهم ومن زارهم في دارهم زار هُمّداً وقد تأثر الحضور لتأثر والده وأعمامه وأخوته لحزنهم العميق على بعده وغيابه عن نواظرهم، فهو طالب في ريعان شبابه في المرحلة الثانوية، لطيف ومحبوب لدى معلميه وزملائه، وبين أفراد أسرته، وقد توالت ضربات مطارق الحزن على هِضاب قلوبهم برحيل جدهم الشيخ الفاضل عبدالقادر بن شيبة الحمد، ووالدهم الحبيب زميلي الأستاذ الأديب عبدالله بن حمد الحقيل، وعمهم الشيخ الكريم عثمان بن حمد الحقيل رحم الله الجميع. تغمد الله الفقيد بمغفرته، وألهم أعمامه ووالديه وإخوته وأخواته وأسرة الحقيل، وأقربائهم ومحبيهم الصبر والسلوان. وهذا سبيل العالمين جميعهم فما الناس إلا راحل بعد راحل ** **
مشاركة :