على مدار الساعات القليلة الماضية، شهدت العاصمة العراقية بغداد اضطرابات وقلاقل كثيرة على خلفية قيام مئات من المتظاهرين باقتحام مبنى سفارة مملكة البحرين لدى بغداد، وهو الأمر الذي سرعان ما تطور كالنار في الهشيم، وتحولت المنطقة المحيطة بالسفارة إلى ساحة فوضى، ما جعل قوات الأمن تتدخل بشكلٍ فوري قبل أن تتوالى الإدانات العربية لهذا الحادث. بدأت القصة بانتشار بعض مقاطع الفيديو المصورة على مواقع السوشيال الميديا لمجموعة من الأشخاص "المجهولين" تحاول اقتحام مبنى سفارة البحرين في بغداد، ثم تعتلى سطح المبنى وترفع علم فلسطين، إلا أن أول رد على هذا الأمر جاء من المملكة العربية السعودية، فيما أكدت بعض وسائل الإعلام العراقية أن هؤلاء المتظاهرين يتبعون ميلشيات الحشد الشعبي العراقية الموالية لإيران. ونقلت شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية عن مصادر قولها إن أكثر من 200 متظاهر من كتائب حزب الله في العراق اقتحموا ساحة السفارة البحرينية لدى العراق، مشيرةً إلى أن الشرطة أطلقت الرصاص على المتظاهرين لتفريق الحشد، ولم ترد أنباء عن إصابات.ونشر وزير الدولة السعودي لشئون الخليج وسفير المملكة السابق لدى العراق، ثامر السبهان، تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر" قال فيها: "ما يحدث الآن لسفارة مملكة البحرين في بغداد أمر مؤسف للغاية"، وهو الأمر الذي أشعل السوشيال الميديا وجعل بعض وسائل الإعلام تنتبه إلى وجود حدث خطير عند مبنى السفارة. وسرعان ما أصدرت وزارة الخارجية البحرينية بيانًا قالت فيه: "تستنكر وزارة خارجية مملكة البحرين الاعتداء المرفوض الذي استهدف مبنى سفارة مملكة البحرين لدى جمهورية العراق الشقيقة من قبل متظاهرين وأدى الى أعمال تخريبية في مبنى السفارة".وأضافت: "عليه، قررت وزارة الخارجية استدعاء السفير صلاح علي المالكي سفير مملكة البحرين لدى جمهورية العراق للتشاور، وتحمل الحكومة العراقية المسؤولية التامة لحماية سفارة وقنصلية مملكة البحرين في جمهورية العراق وجميع العاملين فيهما، وفقًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية ١٩٦١."ثم نشر وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش تغريدة قال فيها: "الاعتداء على سفارة مملكة البحرين الشقيقة في بغداد مرفوض ومستهجن وتصعيد خطير على المستوى القانوني والسياسي"، مضيفًا: "ندعو الحكومة العراقية إلى الوفاء بمسؤولياتها وإلتزاماتها القانونية تجاه حماية العمل الدبلوماسي ومقار البعثات في العاصمة والمدن العراقية". وأعقبت تغريدات قرقاش بيانًا من وزارة الخارجية الإماراتية، التي قالت في بيانٍ نشرته وكالة الأنباء الإماراتية "وام": "نؤكد وقوف دولة الإمارات التام مع مملكة البحرين في مواجهة أي تهديد يمس أمنها وأمن بعثاتها الدبلوماسية، مستنكرة عملية التحشيد التي تقوم بها بعض الجهات تجاه البحرين". وأعربت الوزارة عن قلقها إزاء أمن مقار البعثات الدبلوماسية في العراق الشقيق، مضيفة: "نستنكر هذا الانتهاك السافر فإنها تدعو الحكومة العراقية إلى القيام بمسئولياتها تجاه المحافظة على الالتزامات الدولية الواضحة بموجب المعاهدات الدولية التي تضمن أمن العمل الدبلوماسي، ونشدد على ضرورة صون مقار البعثات الدبلوماسية وتوفير الحماية لها التزاما بالقانون الدولي واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية".وقال وزير الداخلية العراقي في تصريحات لقناة "السومرية نيوز" العراقية: "لقوات الامنية اعتقلت 54 شخصا من مقتحمي السفارة البحرينية في منطقة المنصور في بغداد"، مشيرًا إلى أنه "سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق هؤلاء وأن امن السفارات والبعثات خط احمر، ولن نسمح بالتجاوز عليها تحت اي ظرف".وأصدر مكتب رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، بيانًا أعرب فيها عن أسفه الشديد للحادثة مؤكدة أن هذه الأعمال التخريبية مخالفة للقانون وسلطة الدولة وحصانة البعثات الدبلوماسية.وأشارت الحكومة لى أن الأجهزة الأمنية اتخذت كافة الإجراءات الحازمة والفورية لإخراجهم من السفارة وكذلك لإعادة النظام وتوفير الحماية اللازمة واعتقال المتسببين تمهيدا لتقديمهم إلى القضاء.وأضاف البيان أن الحكومة العراقية جادة في منع خرق النظام والقانون ولن تتسامح مطلقا مع مثل هذه الأعمال، وتؤكد الحكومة رفضها المطلق لأي عمل يهدد البعثات الدبلوماسية وأمنها وسلامتها وسلامة العاملين فيها.