لهذا أستحق الرجل الدكتوراه الفخرية..حين نسمع من حينًا لآخر هتاف باسم الرئيس في عدد ليس بقليل من دول الجوار فالأمر قد يبدو منطقيًا لما عاشته هذه الدول من صراعات التحمت فيه شعوبها مع جيوشها فهلكت الأوطان وسبيت النساء لتباع في أسواق النخاسة وهجرت العائلات في عقوبات الثأر وخطفت الأطفال لسرقة أعضاءهم وضاع الحرث والنسل وحرق الأخضر واليابس.ولكن هذه الشعوب العربية سقطت مع ثورات الخراب العربي التي نادت بديمقراطيات زائفة مزقت الأوطان. وهذا ما أدركه الأتراك مؤخرًا مما يشهدونه حولهم.نعم.. أفاق الشعب التركي وأدرك أن أردوغان ما هو إلا نموذج للتجارة بالدين بعد أن عاشوا في مظلة اقتصاد هيمن فيه حزبه الحاكم علي ثروات تركيا وأباح فيه أردوغان ممارسة البغاء في نسبة ليست بالقليلة من الناتج المحلي الإجمالي يقدرها بعض المراقبون بما لا يقل عن ١٦٪ من الناتج المحلي الإجمالي التركي لعام ٢٠١٩/٢٠١٨.هتف الشعب التركي مطالبين بالسيسي وبرنامجه الإصلاحي وهذا لا يعني إلا شيئًا واحد وهو أن مصر تتمدد وأصبحت تقود بل وما هو أكثر من ذلك فهي أصبحت تصدر نموذجًا للنجاح غير مسبوق، فنجد مجله جلوبال فينانس العالميه في أحدث تقاريرها تقر أن مصر أصبحت افضل اقتصاد بمنطقة الشرق الأوسط في العام الجاري والعام المقبل أيضًا، متوقعة أن يصل إجمالي الناتج المحلي الي 6% بنهايه 2020 ، ناهيك عن تحرك الاقتصاد المصري ليكون مركزًا إقليميا لتداول الطاقة و ممرا لتصدريها ، فالمتوقع ان يصل إنتاج الغاز العام القادم الي 7.5 مليار قدم مكعب يوميا مقابل 6.8 مليار قدم مكعب يوميا، كما أن الصادرات من الغاز الطبيعي تتسارع وتيرتها لتصل لنحو 2 مليار قدم مكعب يوميا مقابل 1.1 مليار قدم مكعب يوميا، وعلي خطي مواكبة التنمية المستدامة يزدهر قطاع السياحة لتصل الإيرادات من 12.5 مليار دولار بالعام الجاري الي 14.2 مليار دولار إلي نهاية 2020.إن قيادة مصر للاستقرار والتنمية ومكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز السلام والتعاون في المنطقة أصبح حديث الساعة عالميا ولهذا منحت جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية الدكتوراه الفخرية للرئيس عبد الفتاح السيسي ومن قبلها الجامعة الوطنية للخدمة العامة بالمجر تقديرًا لجهوده في النهوض بمصر اقتصاديا وعمليا وثقافيًا فقد نجح الرجل في وضع نظريات الإقتصاد في حيز التطبيق.ومما لا شك فيه أن بعد التجربة المصرية وانتقال مصر من من براثن الخراب والظلام إلي الازدهار أصبح الشعوب العربية أكثر وعيًا وإيمانا ورغبة في الأخذ بهذه التجربة، بل وليست الشعوب العربية فقط، فما حدث في تركيا الآن من ضغط واستبداد أردوغان ليعيد انتخابات بلدية إسطنبول بعد أن خسر بفارق 13 ألف صوت عاقبه الشعب التركي وخسر مرة أخري بفارق أكثر من نصف مليون صوت، الشعب التركي يقول لا للاستبداد، لا لتغييب الوعي فالشعوب لا يمكن خداعها.ومجمل القول إن أدب السيسي قد إنتصر علي بذاءة إردوغان بل لم ينتصر فقط ولكن أصبح نموذجًا وقدوة يحتذي بها وصدق المولي عز وجل حين قال ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ ﴾ [الرعد: 17].
مشاركة :