الدوحة - الراية: برنامج حافل بالأنشطة والفعاليّات تقدّمه مكتبة قطر الوطنيّة لزوّارها على مدار العام ويتواصل أيضاً خلال فترة الصيف لتواصل بذلك ريادتها في عالم الثقافة منذ فتحت أبوابها قبل عام وشهرين، فمن خلال اللقاء الشهري لقرّاء وآراء، وكذلك أعضاء نادي الكتاب للمكفوفين، ومع صحابي، واللقاء الشهري لنادي الروايات الإنجليزية، وحلقات التدريب وتعلم المهارات الفنيّة والحرف اليدوية، وورش تصميم الأزياء، وفعالية ملهمون بيننا وغيرها من الأنشطة والفعاليات الفنية مثل المعارض المستمرّة والمتواصلة، وهو ما يجعل مكتبة قطر وجهة ثقافية ترفيهية للأسر خلال إجازة الصيف. المعرض الدائم فخلال ساعات العمل يمكن للزائر أن يتجوّل في المعرض الدائم للمكتبة والذي يُقدّم حوالي 400 مادة من المقتنيات التراثيّة التي توضح انتشار العلوم والمعرفة على امتداد العالم العربي والإسلامي خلال الحقب التاريخيّة المختلفة من التاريخ الإسلامي، وتوثق التفاعل بين العرب والغرب على مرّ القرون. ويحتوي المعرض على كُتب ومخطوطات تراثيّة وصور وخرائط تاريخيّة ومجسمات قديمة للكرة الأرضية، وغيرها من المواد التي تحكي مقتطفات من تاريخ دولة قطر وتاريخ العلوم العربيّة الإسلامية والأدب العربي وكتابات الرحالة الذين زاروا المنطقة، وغيرها من الموضوعات. الكعبة المشرّفة وفي مجال المعارض أيضاً تتواصل فعاليات معرض الكعبة المشرفة والذي يستمر حتى الأول من أكتوبر المقبل ويُسلّط هذا المعرض الضوء على 50 قطعة مختارة بعناية تُقدم للزائر ومضات من تاريخ الكعبة المشرّفة، ومراحل إنشائها، وسماتها المعماريّة الهندسية، وكسوتها وزخارفها، والأهم من ذلك كله مكانتها الدينيّة والروحيّة. وتؤكّد الصور الفوتوغرافية والكتب والمخطوطات التي يحفل بها المعرض الصلة الروحية العميقة التي ربطت بين الكعبة وأفئدة زائريها على مرّ العصور. هذا المعرض بمثابة سَفَر وتجوال عبر الزمن وعبر الحضارات التي تعاقبت على هذا المكان المقدس؛ هو تجديد لروابط ووشائج لا تنقطع واستجابة لدعاء إبراهيم بأن يجعل “أفئدة من الناس تهوي إليهم”. سهولة الاستعارة في الأشهر الأولى، استعيرت كل الكتب الموجودة في قسم الأطفال من المكتبة مع سعي إدارتها للابتعاد عن صرامة المكتبات العالميّة وجذب القراء اليافعين، كما تحتوي المكتبة على مساحة مخصصة لتنظيم الفعاليات ونظام مميز لاستعارة الكتب وخدمة التصفّح الإلكتروني المجاني. فضلاً عن إمكانية القراءة داخل المكتبة وفيها قاعة تتسع 120 شخصاً ومنطقة مخصصة للفعاليات الخاصة وسط المكتبة المضاءة بنور طبيعي، ومع مجموعة من أكثر من مليون كتاب وخمسمئة ألف نسخة رقميّة، تعتبر المكتبة الموجودة في المدينة التعليميّة بالعاصمة الدوحة الأكبر في منطقة الشرق الأوسط. مكتبة تراثيّة كما تضم مكتبة قطر الوطنية مجموعة تراثيّة تحوي مخطوطات نادرة يزيد عدد مقتنياتها على خمسين ألف مادة تاريخية وتراثية، تشمل أربعة آلاف مخطوط و1400 خريطة تاريخيّة و26 ألف كتاب، بالإضافة إلى عشرات الأطالس وثلاثين ألف صورة فوتوغرافية فضلاً عن الآلات الملاحية والفلكية القديمة، وثمة مكتبة تراثية داخلية مصنوعة من الرخام، وقد تمّ استخدام مواد حديثة في أجزاء أخرى من المبنى. ويقدّر الخبراء أن تكلفة المكتبة - التي تضم مكتبة جامعية ومكتبة عامة - بلغت ثلاثمئة مليون دولار. ألف فعالية ومنذ فتحت المكتبة أبوابها، قامت بتنظيم أكثر من ألف فعالية عامة، وجلبت مؤلفين وباحثين من أوروبا وأمريكا الشمالية في خطوة رمزيّة لمواجهة المقاطعة الإقليميّة. والمبنى مصمم على شكل ورقتين فوق بعضهما البعض مطويتين عند الزوايا، وروعي في تصميم المبنى الجديد تحقيق مبدأ التوازن بين توفير المحتوى المعرفي وسهولة الوصول إليه. ويعمل في المكتبة موظفون من 39 دولة، ويبلغ عدد المشتركين فيها 144 ألف شخص استعاروا أكثر من مليون كتاب.
مشاركة :