صحيفة المرصد :منذ ما يزيد على 10 سنوات غاب شبح النمنم عن الحارات والمنازل المكية، ولم يعد يذكر، وانشغل أطفالنا عن سماع مغامراته، في حين ما زال النمنم يعيش بين أكوام الأحداث والذكريات التي تختزلها العقول المكاوية، وما زال محتفظا بهويته التي رسمتها الأمهات المكيات لأطفالهن قديما بغرض الترهيب من باب الحرص الزائد، وكقصة أساسية من قصص النوم. ووفقا لصحيفة مكة ينتشر النمنم في مكة بشكل خاص قادما من بلاد الحبشة ودول غرب أفريقيا، جائعا لا حول له ولا قوة على فراغ بطنه الذي حكم عليه بترك موطنه للبحث عن لقمة سائغة، وهو الكائن الوحيد الذي يجمع بين صفات الحيوان والإنسان بحكم أنه كان حيوانا يتغذى على لحوم البشر، الأمر الذي أكسبه صفات جسدية بشرية تماما مع بقاء أنيابه ومخالبه وذيله، والتي ساعدت الأهالي في الكشف عن خدع النمنم المتمثلة في كونه أحد الحجاج الأبرياء لتسهيل انقضاضه على فريسته. فما إن تبدأ حملات الحجاج في التوافد والتي يستغلها النمنم في القدوم بسهولة إلى مكة، حتى تبدأ القصص والحكايات التي يمثل بطولتها النمنم تحاك بين الأطفال والأمهات، ويستعد الأطفال لقصص وأحداث ومغامرات جديدة عن النمنم. الباحث في تاريخ مكة حسام عبدالعزيز مكاوي بين أن النمنم في الأصل ليس كائنا خرافيا، بل هو يرجع إلى قبيلة غير متمدنة تعرف بـبنو لملم في أفريقيا، حيث تناقل الناس حكايات عن شدة تخلفها وغرابة سلوكها حتى تطورت إلى قصص خرافية، وهي جماعة تتميز في الحقيقة بشق في الخدين.