الظواهر الفضائية المجهولة.. هل هي حقيقة أم خيال؟

  • 6/23/2022
  • 01:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

‭ ‬ترددتُ‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬مقال‭ ‬اليوم،‭ ‬فكنتُ‭ ‬دائماً‭ ‬أعتبر‭ ‬أن‭ ‬موضوع‭ ‬الأجسام‭ ‬الفضائية‭ ‬غير‭ ‬المعروفة‭ ‬والمجهولة،‭ ‬والأجسام‭ ‬السماوية‭ ‬غير‭ ‬المحددة‭ ‬الهوية‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬فيها‭ ‬أفلام‭ ‬هوليود‭ ‬وتخيلاتها‭ ‬المستقبلية،‭ ‬وكنتُ‭ ‬أضعها‭ ‬ضمن‭ ‬باب‭ ‬الخرافات‭ ‬العلمية،‭ ‬أو‭ ‬الخيال‭ ‬العلمي‭ ‬الواسع‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يفكر‭ ‬فيه‭ ‬البعض،‭ ‬ويكتب‭ ‬عنه‭ ‬الروايات‭ ‬العلمية‭ ‬والنظرية‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يأتي‭ ‬أيضاً‭ ‬موضوع‭ ‬وظاهرة‭ ‬الأطباق‭ ‬الطائرة،‭ ‬أو‭ ‬السفن‭ ‬الفضائية‭ ‬الغامضة‭ ‬وغير‭ ‬المعروفة،‭ ‬فهذا‭ ‬الموضوع‭ ‬أيضاً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬لا‭ ‬يُعد‭ ‬مجالاً‭ ‬علمياً‭ ‬له‭ ‬مصداقية،‭ ‬ويمكن‭ ‬الوثوق‭ ‬بما‭ ‬يُكتب‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬أو‭ ‬يعرض‭ ‬في‭ ‬الأفلام‭ ‬السينمائية،‭ ‬أو‭ ‬القصص‭ ‬العلمية‭.‬ ولكن‭ ‬نظْرتي‭ ‬هذه‭ ‬تغيرت‭ ‬قليلاً‭ ‬عندما‭ ‬قرأتُ‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬ناسا‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬وكالة‭ ‬الفضاء‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وهي‭ ‬‮«‬الإدارة‭ ‬القومية‭ ‬للملاحة‭ ‬الجوية‭ ‬والفضاء‮»‬‭ (‬National‭ ‬Aeronautics‭ ‬and‭ ‬Space‭ ‬Administration‭)‬،‭ ‬قد‭ ‬قررت‭ ‬الولوج‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬والتعرف‭ ‬عليها،‭ ‬وفك‭ ‬ألغازها‭ ‬وأسرارها‭ ‬ومدى‭ ‬واقعيتها‭. ‬فهذه‭ ‬الوكالة‭ ‬ذات‭ ‬مصداقية‭ ‬عالية،‭ ‬وتتمتع‭ ‬بثقة‭ ‬مرتفعة،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬ولذلك‭ ‬فهذه‭ ‬الوكالة‭ ‬الفضائية‭ ‬العريقة‭ ‬ذات‭ ‬الإنجازات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬تاريخياً‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬لن‭ ‬تخاطر‭ ‬بسمعتها،‭ ‬ولن‭ ‬تجازف‭ ‬في‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬قضية‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬وتلطخ‭ ‬هذا‭ ‬التراث‭ ‬العلمي‭ ‬الفضائي‭ ‬التاريخي‭ ‬المتراكم‭ ‬منذ‭ ‬65‭ ‬عاماً‭.‬ فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬‮«‬ناسا‮»‬‭ ‬في‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬2022‭ ‬بأنها‭ ‬قد‭ ‬شكلت‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬مستقل‭ ‬لدراسة‭ ‬‮«‬ظواهر‭ ‬الأجسام‭ ‬الفضائية‭ ‬غير‭ ‬المعروفة‮»‬‭ (‬unidentified‭ ‬aerial‭ ‬phenomena‭ (‬UAP‭))‬،‭ ‬والمعروفة‭ ‬إعلامياً‭ ‬بالأجسام‭ ‬الطائرة‭ ‬المجهولة‭ (‬UFOs‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬سيهتم‭ ‬الفريق‭ ‬العلمي‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الظواهر‭ ‬السماوية‭ ‬غير‭ ‬المعروفة‭ ‬وغير‭ ‬المحددة،‭ ‬أي‭ ‬الظواهر‭ ‬غير‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وغير‭ ‬المألوفة،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬لها‭ ‬تفسيرات‭ ‬علمية‭ ‬موثقة،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬دليل‭ ‬حسي‭ ‬دامغ‭ ‬عليها‭. ‬ولذلك‭ ‬تَتَحدد‭ ‬مهمة‭ ‬الفريق‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬أعمال،‭ ‬منها‭ ‬حصر‭ ‬المعلومات‭ ‬المتوافرة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الجهات‭ ‬المدنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الحكومية‭ ‬الرسمية،‭ ‬ومن‭ ‬منظمات‭ ‬وجمعيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬ومن‭ ‬الشركات‭ ‬الخاصة،‭ ‬ثم‭ ‬جمع‭ ‬وتحليل‭ ‬كافة‭ ‬النظريات‭ ‬المطروحة‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬الفضائية،‭ ‬وأخيراً‭ ‬اتباع‭ ‬المنهج‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬وتقييم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات،‭ ‬وتحديد‭ ‬مدى‭ ‬مصداقيتها‭ ‬وثقتها،‭ ‬وطرح‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬التي‭ ‬تتمخض‭ ‬عنها‭.‬ ويرجع‭ ‬تاريخ‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتفسير‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬ديسمبر‭ ‬1969‭ ‬تزامناً‭ ‬مع‭ ‬أول‭ ‬جلسة‭ ‬استماع‭ ‬للكونجرس‭ ‬عن‭ ‬انتهاء‭ ‬المشروع‭ ‬السري‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬مشروع‭ ‬الكتاب‭ ‬الأزرق‮»‬‭ (‬Project‭ ‬Blue‭ ‬Book‭) ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬من‭ ‬1947‭ ‬إلى‭ ‬1969،‭ ‬والآن‭ ‬رفعت‭ ‬السرية‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬ويمكن‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الوثائق‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬2000‭ ‬صفحة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬صور‭ ‬وأفلام‭ ‬وفيديوهات‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬الأجسام‭ ‬الطائرة‭ ‬والظواهر‭ ‬الجوية‭ ‬الغامضة‭. ‬ويمكن‭ ‬تلخيص‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬التي‭ ‬تمخضت‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬الكتاب‭ ‬الأزرق‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬نقاط‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬تُسجل‭ ‬أجسام‭ ‬وظواهر‭ ‬مجهولة‭ ‬خلال‭ ‬التحقيق‭ ‬والدراسة‭ ‬بحيث‭ ‬إنها‭ ‬تشكل‭ ‬تهديداً‭ ‬للأمن‭ ‬القومي،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬ظواهر‭ ‬وأجسام‭ ‬تمثل‭ ‬تطوراً‭ ‬تقنياً‭ ‬عالياً‭ ‬مختلفاً‭ ‬عن‭ ‬التطورات‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬توصلت‭ ‬إليها‭ ‬أمريكا‭ ‬ودول‭ ‬العالم،‭ ‬وأخيراً‭ ‬لم‭ ‬تشر‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬مشاهدة‭ ‬أجسام‭ ‬طائرة‭ ‬مجهولة‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭.‬ وبعد‭ ‬هذه‭ ‬الجلسة‭ ‬الأولى،‭ ‬وبعد‭ ‬إسدال‭ ‬الستار‭ ‬الرسمي‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬الكتاب‭ ‬الأزرق،‭ ‬خيَّم‭ ‬صمت‭ ‬طويل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬التشريعية‭ ‬والرقابية‭ ‬الممثلة‭ ‬بالكونجرس‭ ‬والجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية،‭ ‬حتى‭ ‬صدور‭ ‬النشرة‭ ‬الإعلامية‭ ‬لوزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬أغسطس‭ ‬2020،‭ ‬والتي‭ ‬أعلنت‭ ‬عن‭ ‬تشكيل‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬للظواهر‭ ‬الجوية‭ ‬المجهولة‮»‬‭ (‬Unidentified‭ ‬Aerial‭ ‬Phenomena‭ ‬Task‭ ‬Force‭ (‬UAPTF‭))‬،‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬الظاهرة‭ ‬والتعرف‭ ‬عليها‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬طبيعتها‭ ‬ومصدرها،‭ ‬وتحليل‭ ‬المعلومات‭ ‬المتوافرة‭ ‬حولها،‭ ‬ومدى‭ ‬تهديدها‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭. ‬وفي‭ ‬25‭ ‬يونيو‭ ‬2021‭ ‬نشر‭ ‬مكتب‭ ‬مدير‭ ‬الاستخبارات‭ ‬القومية‭ (‬National‭ ‬Intelligence‭) ‬التقرير‭ ‬الرسمي‭ ‬الثاني‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬تقييم‭ ‬أولي‭ ‬من‭ ‬حكومة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬حول‭ ‬الظواهر‭ ‬الفضائية‭ ‬غير‭ ‬المعروفة‮»‬‭ ( ‬A‭ ‬preliminary‭ ‬assessment‭ ‬by‭ ‬the‭ ‬U‭.‬S‭. ‬government‭ ‬on‭ ‬unidentified‭ ‬aerial‭ ‬phenomena‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬هدف‭ ‬إلى‭ ‬تقييم‭ ‬الحالات‭ ‬والظواهر‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تسجيلها‭ ‬ورصدها‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬2004‭ ‬إلى‭ ‬مارس‭ ‬2021‭. ‬وقد‭ ‬خلص‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬نقاط‭ ‬عامة‭ ‬منها‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬منهجية‭ ‬علمية‭ ‬موثقة‭ ‬لتسجيل‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬السماوية،‭ ‬مما‭ ‬يُصعِّب‭ ‬عملية‭ ‬التقييم‭ ‬والتوصل‭ ‬إلى‭ ‬استنتاجات‭ ‬علمية‭ ‬محددة‭ ‬ذات‭ ‬مصداقية‭ ‬عالية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬رصدها‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬أدلة‭ ‬محسوسة،‭ ‬أو‭ ‬وصفا‭ ‬علميا‭ ‬منهجيا‭ ‬دقيقا‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شحاً‭ ‬في‭ ‬المعلومات‭ ‬الموثوقة،‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬طريقة‭ ‬علمية‭ ‬معتمدة‭ ‬ومتعارف‭ ‬عليها‭ ‬لتسجيل‭ ‬وتدوين‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭.‬ وفي‭ ‬17‭ ‬مايو‭ ‬2022،‭ ‬عقد‭ ‬الكونجرس‭ ‬جلسة‭ ‬استماع‭ ‬ثانية‭ ‬ونادرة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬لإعادة‭ ‬طرح‭ ‬موضوع‭ ‬الظواهر‭ ‬المجهولة،‭ ‬وإحيائها‭ ‬بعد‭ ‬نومها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬53‭ ‬عاماً‭. ‬ومن‭ ‬وقائع‭ ‬هذه‭ ‬الجلسة،‭ ‬شريط‭ ‬الفيديو‭ ‬السري‭ ‬الذي‭ ‬قدَّمه‭ ‬نائب‭ ‬مدير‭ ‬الاستخبارات‭ ‬البحرية‭ (‬Scott‭ ‬Bray‭) ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬علانية،‭ ‬ووصف‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬جسما‭ ‬دائريا‮»‬‭ ‬له‭ ‬سطح‭ ‬عاكس‭ ‬مرَّ‭ ‬على‭ ‬طائرة‭ ‬أمريكية‭ ‬حربية،‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬ليس‭ ‬لدي‭ ‬تفسير‭ ‬عن‭ ‬هوية‭ ‬هذا‭ ‬الجسم‮»‬‭. ‬كما‭ ‬قال‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬المساعد‭ ‬للاستخبارات‭ ‬والأمن‭ (‬Ronald‭ ‬Moultrie‭) ‬أن‭ ‬البنتاجون‭ ‬يجمع‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬أجسام‭ ‬طائرة‭ ‬غريبة‭ ‬تتحدى‭ ‬قانون‭ ‬الفيزياء،‭ ‬كما‭ ‬قال‭: ‬‮«‬بأننا‭ ‬نعلم‭ ‬بأن‭ ‬جنودنا‭ ‬تعرضوا‭ ‬لظواهر‭ ‬فضائية‭ ‬غير‭ ‬معروفة،‭ ‬ونحن‭ ‬ملتزمون‭ ‬لمعرفة‭ ‬مصادرها‮»‬‭. ‬وهذه‭ ‬الجلسة‭ ‬لم‭ ‬تخرج‭ ‬باستنتاجات‭ ‬واضحة‭ ‬ودامغة،‭ ‬حيث‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أدلة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬تمثل‭ ‬أجساماً‭ ‬متطورة‭ ‬ومتقدمة‭ ‬معادية‭ ‬للأمن‭ ‬القومي،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أدلة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬خارج‭ ‬الفضاء،‭ ‬أو‭ ‬خارج‭ ‬كوكبنا‭ (‬extraterrestrial‭).‬ أما‭ ‬عن‭ ‬‮«‬ناسا‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تكليفها‭ ‬بالتحقيق‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬وحُددت‭ ‬مهمتها‭ ‬في‭ ‬تسعة‭ ‬أشهر،‭ ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬مبدئياً‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬نظريات‭ ‬وفرضيات‭ ‬مطروحة‭ ‬حالياً،‭ ‬منها‭ ‬فرضية‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأجسام‭ ‬السماوية‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬مخلفات‭ ‬أو‭ ‬أجسام‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬البشر‭ ‬كالمناطيد‭ ‬والبالونات،‭ ‬والبلاستيك‭ ‬المنفوخ‭ ‬بالهواء،‭ ‬أو‭ ‬طيور‭ ‬مهاجرة،‭ ‬أو‭ ‬بلورات‭ ‬الثلج،‭ ‬أو‭ ‬ظاهرة‭ ‬الانقلابات‭ ‬الحرارية‭ ‬الطبيعية،‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أجساماً‭ ‬معادية‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬تستخدم‭ ‬تقنيات‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬الصوت،‭ ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬تجسسي‭ ‬لدول‭ ‬أخرى‭.‬ وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬فإن‭ ‬كل،‭ ‬أو‭ ‬معظم‭ ‬الجهود،‭ ‬والتقارير،‭ ‬والمعلومات‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬الأجسام‭ ‬والظواهر‭ ‬الجوية‭ ‬والفضائية‭ ‬المجهولة‭ ‬مصدرها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬أية‭ ‬تقارير‭ ‬تصدر‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬متحيزة‭ ‬ولها‭ ‬أهداف‭ ‬سياسية،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬مصداقيتها‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬مصادر‭ ‬مستقلة‭ ‬أخرى،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬الصين‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬نشرت‭ ‬اكتشافا‭ ‬غريباً‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬يونيو‭ ‬2022‭ ‬في‭ ‬صحيفتها‭ ‬‮«‬يوميات‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنلوجيا‮»‬‭ ( ‬Science‭ ‬and‭ ‬Technology‭ ‬Daily‭). ‬وهذا‭ ‬الاكتشاف‭ ‬الجديد‭ ‬رصده‭ ‬التلسكوب‭ ‬الصيني‭ ‬المعروف‭ ‬‮«‬عين‭ ‬السماء‮»‬‭ (‬Sky‭ ‬Eye‭)‬،‭ ‬أو‭ ( ‬Aperture‭ ‬Spherical‭ ‬Radio‭ ‬Telescope‭ (‬FAST‭))‬،‭ ‬حيث‭ ‬سجل‭ ‬ورصد‭ ‬‮«‬إشارات‭ ‬كهرومغناطيسية‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬الإشارات‭ ‬السابقة،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬مصدرها‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‮»‬‭ ‬وهذه‭ ‬الموجات‭ ‬الكهرومغناطيسية‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬ترددات‭ ‬الراديو‭. ‬ولكن‭ ‬الغريب‭ ‬أن‭ ‬نص‭ ‬هذا‭ ‬الاكتشاف‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬الصحيفة‭ ‬اختفى‭ ‬كلياً‭ ‬وفقاً‭ ‬للتحقيق‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬النيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬يونيو‭ ‬2022‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬التلسكوب‭ ‬الصيني‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬إشارات‭ ‬من‭ ‬كائنات‭ ‬فضائية‭. ‬البحث‭ ‬يستمر‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬التحقيق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاكتشاف‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬الإنذار‭ ‬الخاطئ‭.‬ وختاماً‭ ‬فإن‭ ‬موضوع‭ ‬الظواهر‭ ‬الجوية‭ ‬المجهولة‭ ‬معقد‭ ‬جداً‭ ‬وله‭ ‬تداخلات‭ ‬كثيرة‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬موجود‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬فمازال‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬والاكتشاف‭ ‬العلمي‭ ‬الدامغ،‭ ‬ومن‭ ‬الصعب،‭ ‬مهما‭ ‬فعل‭ ‬العلماء‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬استنتاجات‭ ‬علمية‭ ‬عالية‭ ‬الدقة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ثباتها‭ ‬ومصداقيتها،‭ ‬وسنضطر‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬‮«‬مصداقية‭ ‬ونزاهة‮»‬‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬ستصدرها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬ bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

مشاركة :