برزت أمس السبت، مخاوف حقيقية في الشارع السوداني من احتمال وقوع صدام في المسيرة المليونية التي دعا لها تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير اليوم الأحد، حيث رد المجلس العسكري الانتقالي، أمس، على تحذير قوى الحرية والتغيير من قمع المسيرة بتحميلها كامل المسؤولية عن أي ضحايا أو ضرر يلحق بالمؤسسات في التظاهرات المحتملة، بينما حثت دول الترويكا، أمس، المجلس العسكري على احترام حق التعبير وتجنب العنف تجاه التظاهرات، في حين أكد رئيس المجلس العسكري، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، استعداد المجلس «لتسليم الحكم الآن إلى أي سلطة منتخبة من الشعب السوداني»، وأكد نائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير ب«حميدتي»، أنهم ليسوا ضد التعبير السلمي عبر تسيير المواكب الجماهيرية، لكنه حذر من وجود «مخربين وأصحاب أجندة». وقال البرهان: «نتعهد ببناء السودان الجديد ومنفتحون على التفاوض مع الجميع». وشدد على «السعي إلى سودان جديد يتميز بالتسامح والتعددية».وأضاف أن «مسؤوليتنا أن نستمع لمطالب الشعب السوداني الذي عانى الأمرين في ثورته». وتابع: «نحن مع الشعب السوداني في استكمال ثورته وصناعة مستقبل البلاد»، مشيرا إلى أن «الثورة على النظام السابق صنعها الشعب السوداني».وأكد المجلس أنه يؤيد حرية التعبير، لكنه ضد تعطيل حركة المرور وإغلاق الطرق.وقال المجلس إن «قوى الحرية والتغيير أعلنت عن تظاهرات اليوم في وقت يترقب فيه المواطنون الإعلان عن توافق نهائي بعد أشهر من الفراغ الدستوري».وشدد المجلس العسكري على أنه بذل ما في وسعه لدرء الفتن والإبقاء على اللحمة الوطنية.وفي وقت سابق أمس، أكد الفريق أول محمد حمدان دقلو ، نائب رئيس المجلس، أن المظاهر العسكرية في الخرطوم لتأمين المواطنين وليس لمضايقتهم.ودعا حميدتي لدى مخاطبته الحشد الجماهيري أمس، بمنطقة مايو بالخرطوم جنوب ، شباب المنطقة للانخراط في صفوف الشرطة والقوات المسلحة وقوات الدعم السريع لحماية مكتسبات الوطن.وقال حميدتي إن المسيرة المليونية السلمية التي دعت إليها قوى التغيير اليوم ستجد الحماية من المجلس ، مؤكدا أن المجلس ليس ضد السلمية ولكنه ضد المندسين والمخربين، معربا عن أمله بتكوين حكومة من الكفاءات ترضي كل الشعب السوداني.ووصف حميدتي الوضع الاقتصادي الحالي بالمزعج، متوعداً تجار العملة بالحسم ووجه المسؤولين بولاية الخرطوم بالنزول إلى الميدان لتلمس احتياجات المواطنين .ونفى حميدتي أن يكون المجلس العسكري «امتداداً» لنظام الرئيس المعزول، عمر البشير، مشدداً على أن «التغيير الذي حدث بالبلاد حقيقي».بدورها، حثت دول الترويكا، أمس، المجلس العسكري على احترام حق التعبير وتجنب العنف تجاه التظاهرات، مؤكدة دعم المبادرة الإفريقية للانتقال السلمي للسلطة.وشددت دول الترويكا التي تضم «أمريكا وبريطانيا والنرويج» حول قضية السودان، على ضرورة انخراط المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير في المبادرة الإفريقية بأسرع وقت.وكان المجلس العسكري أعلن ليل الجمعة أن المقترح الجديد بشأن الفترة الانتقالية الذي قدمته الوساطة الإثيوبية الإفريقية المشتركة يمكن ان يشكل قاعدة لاستئناف المفاوضات مع قوى التغيير.وقال المتحدّث باسم المجلس الفريق شمس الدين كباشي في كلمة متطرقا الى المقترح الإثيوبي الإفريقي الجديد «تسلمنا المقترح المقدم من الوساطة المشتركة بين الاتحاد الإفريقي وإثيوبيا وقد برزت حوله عدد من الملاحظات، الا انه في مجمله يعتبر مقترحاً صالحاً للتفاوض حوله للوصول الى اتفاق نهائي يفضي الى تشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي». وأضاف المجلس يتطلع للانطلاق الفوري لتفاوض جاد وصادق».(وكالات)
مشاركة :