تصاعد الجدل بين الحكومة الألمانية واليمين المتطرف بسبب كراهية الأجانب

  • 7/1/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فى ظل تصاعد دعوات الكراهية ضد الأجانب والمهاجرين، تحاول الحكومة الألمانية امتصاص هذه الأزمة ومنع تفاقهما بشكل كبير، دعت إلى مناقشة هذه الأزمة داخل البرلمان الألماني ""بوندستاج"، ودعوة وزير الداخلية هورست زيهوفر إلى محاربة هذه الأفكار بشكل قاطع وحازم، ومنع تداولها بشكب كبير."البوابة نيوز" كانت حاضرة جلسة البرلمان الألماني الأخيرة وتابعت تفاصيل ما حدث بشأن هذه القضية، وخاصة بعد اغتيال فالتر لوبكه الذي شغل منصب رئيس المجلس المحلي لمدينة كاسل الألمانية، وكان من الواضح تأثر وزير الداخلية الألماني بهذه الواقعة، وتأييده على أنها هزت مشاعره.كان من الملاحظ أن الحكومة هى من دعت إلى هذه الجلسة وليس المعارضة، فى خطوة يراها البعض محاولة لمكافحة تنامى أفكار اليمين المتطرف، فى ظل تنامى دعوات الكراهية ضد المهاجرين والأجانب.الملاحظ أيضا أن هناك موجة ضد المهاجرين، وتحاول الحكومة مواجهته بقوة، وهو ما ظهر مؤخرا خلال محاولات إقرار قانون لملاحقة العصابات العربية والأجنبية فى إطار محاولة مكافحة الجرائم المنظمة، وانتقد نواب الائتلاف الحاكم محاولات حزب "البديل من أجل ألمانيا"، والذي يسعى لاستغلال الأمر لتعزيز أفكار انتقاد الأجانب والمهاجرين.من جانبه دعا هورست زيهوفر إلى تفعيل استراتيجية "عدم التسامح " مع شعارات الكراهية ومعاداة الأجانب، وتبنى قرارات أكثر حزما ضد استخدام أي لغة "تفضي إلى الكراهية والعنف". الخلاف الآن يتصاعد بين الأحزاب والحركات اليمينية والائتلاف الحاكم، فهناك أسباب انتخابية يسعي من خلالها الائتلاف الحاكم لاضعاف حزب البديل ودعواته ضد الجانب، وفى نفس الوقت يسعى حزب "البديل" إلى مغازلة المواطن الألماني والتأكيد على أنه يتبنى أفكار من شأنها الحفاظ على قيم المجتمع، والآن أصبح الائتلاف الحاكم فى ورطة ما بين تنامى أفكار اليمين المتطرف، واغتيال لوبكة يعد ناقوس خطر، وبين تصاعد الانتقادات من حزب الخضر ضد الائتلاف الحاكم بسبب عدم الاهتمام بملف البيئة.ولم يتوقف حزب البديل عن دعواته والتشهير بالحكومة وأفكارها، وعدم قدرتها على وقف الجرائم المنظمة، وما يتبعها من نشر أفكار المهاجرين لعادات وأفكار ربما تكون نواة لتنظيمات إرهابية أو مناهضة للقيم الألمانية، إلا أن الحكومة تواصل نقدها لكل التياريات اليمنية، وتعزز من قيم الاندماج والتسامح ورفض كل الدعوات التى تحض من الأجانب والمهاجرين.وفى هذا السياق صرح المتحدث باسم السياسة الداخلية لحزب البديل، جوتفريد كوريو، "أوقفوا اتهامات التحريض، نحن نسعى للحفاظ على القيم الألمانية فقط".فى حين أكدت وزارة الداخلية أن عام 2018 كشف التهديدات التي يواجهها مجتمعنا المنفتح أصبحت أكثر تنوعاً وتعقيداً، وتأكيدها على أن كل مواطنة وكل مواطن، مطالبون هنا بذلك، وينبغي عليها وعليه إظهار الشجاعة المدنية، سواء في النادي أو مكان العمل أو المحيط الخاص. فقط بهذه الطريقة يمكننا السيطرة على هذا التحدي".ودعت الداخلية إلى زيادة عدد العاملين في الاستخبارات الداخلية وتحسين التقنيات التي تعمل بها ومنحها مزيدا من الصلاحيات، لمواجهة مخاطر الإرهاب والتطرف على نحو كاف. تأتي هذه التطورات على خلفية زيادة التهديدات التي يتلقها سياسيون ومسؤولون محليون يتعاطفون مع المهاجرين والأجانب ويدعون إلى تعايش سلمي، ما يثير غضب الجماعات اليمينية المتطرفة أو النازية الجديدة.هذا الجدل ليس هو الأول من نوعه، حيث سبق وأن احتلت مدينة كيمنتس اهتماما واسعا فى وسائل الاعلام الألمانية، حيث كانت مدينة الفليسوف الشهير كارل ماركس، قبل ان تتحول إلى بؤرة المتطرفين والأفكار اليميينة المتطرفة. وتعد المدينة ثالث أكبر مدن ولاية ساكسونيا بأقصى شرق وسط ألمانيا، وكانت واحدة من أهم مدن الصناعة في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وكان برلمان كيمنتس من أوئل البرلمانات، التي سيطر عليها النازيون خلال حقبتهم، ما غير الوجه الثقافي للمدينة. وجرى اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم، وحرق معابدهم في "ليلة الكريستال"، ومن لم يهرب منهم خارج كيمنتس تم ترحيله أو إرساله إلى مراكز الاعتقال، إلا أنه بعد الحرب العالمية الثانية أصبح النفوذ السوفيتي واضحا في كيمنتس سواء من الناحية العسكرية أو المالية أو التعدين أو حتى الثقافة. كان من الملاحظ انه في فترة الستينيات كانت هناك حركة عمران كبرى. وفي السبعينات نالت شهرة في المسرح والرياضة مثل التزلج الفني على الجليد ورياضات الدرجات والسباحة ورفع الأثقال، إلا انها تحولت مؤخرا مثل غيرها من مدن ولايات شرق ألمانيا لتحتوي أفكار اليمين المتطرف.

مشاركة :