نظام قطر الذي تجاوز كل الحدود

  • 7/1/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

نظام قطر أصبح حاله غريبا ومأساويا ويدعو للرثاء حقا. نظام قطر لا يكف يوما واحدا على لسان مسؤوليه من الشكوى للعالم من المقاطعة التي فرضتها الدول العربية الأربع عليه، ويصر على انه بريء تماما من كل التهم التي تم توجيهها له.. يصر على انه لا يدعم ولا يمول الإرهاب ولا يتآمر على أحد ولا يمارس أي دور تخريبي... وهكذا. الذي يفهمه العالم من شكوى النظام القطري التي لا تتوقف انه يريد من وراء ذلك ان يتم رفع العقوبات عنه، وأن تتدخل مختلف الدول للوساطة من اجل تحقيق هذا الهدف. لكن الأمر العجيب ان النظام القطري في كل مواقفه وسياساته وممارساته لا يفعل شيئا سوى أن يؤكد للعرب والعالم ان الدول الأربع على حق تام في مقاطعته، ويثبت انه بالفعل يلعب دورا تخريبيا ويدعم القوى والجماعات الإرهابية، وليس لديه النية أو الرغبة في تغيير سياسته هذه، بل بالعكس مصر على المضي فيها قدما للنهاية. يكفي للتدليل على ذلك ما فعله النظام مؤخرا عندما دفع قناة الجزيرة إلى إعداد فيلم مشبوه يسيء إلى البحرين ويزيف الحقائق كما عادة هذه القناة ويحرض على الفتنة. الأمر الذي يبدو محيرا لأول وهلة، هو لماذا يتعمد النظام القطري ان يفعل هذا الآن؟ إذا كان يحاول ان يقنع العالم بأنه يبذل جهده كي يتم رفع المقاطعة عنه، فما هي مصلحته بالضبط الآن في الإساءة إلى البحرين، وفي تشويه الحقائق، ومحالة اثارة الفتنة، وتقديم دعم جديد للقوى الطائفية الإرهابية في البلاد؟ طبعا من قبيل السخرية المرة والسخف الشديد جدا ما يقوله النظام القطري إن الأمر يتعلق بممارسة حرية التعبير أو الدفاع عن حق الشعوب في الإصلاح والتغيير. أصلا الذي يكرس كل جهوده وامكانياته من اجل دعم الإرهاب والقوى والجماعات الإرهابية لا يمكن ان تكون له أي علاقة بالحرية أو الديمقراطية أو الإصلاح. ينطبق هذا على النظام في قطر وعلى قناة الجزيرة بكل تاريخها الأسود المعروف. الأمر أيضا، كما اشار بيان مجلسي الشورى والنواب عن حق، ان قيما وسياسات وممارسات مثل حرية التعبير أو الإصلاح والتغيير وما شابه، لا تعرفها قطر أصلا وليست لها أي علاقة بها من قريب أو بعيد في المواقف والسياسات الداخلية. كيف يمكن لمن يفتقد مثل هذه القيم ان يزعم دفاعه عنها؟ والعالم كله يعلم ان من البجاحة الشديدة ان يتحدث النظام القطري عن مثل هذه القيم والسياسات فيما يتعلق بالبحرين بالذات التي شهدت اكبر مشروع إصلاحي ديمقراطي لا مثيل له في تاريخ المنطقة كلها. إذن، يظل السؤال مطروحا، لماذا يفعل النظام القطري هذا إذن؟ هل يريد النظام مثلا ان يثبت انه مازال قادرا على اثارة الفتنة في البحرين وتحريض القوى والجماعات الإرهابية على امل أن يمثل هذا عامل ضغط يدفع باتجاه انهاء المقاطعة له؟ الحقيقة غير كل هذا. الحقيقة ان النظام القطري فيما هو واضح، اصبح أسيرا لدوره التخريبي في الدول العربية، ولمواقفه وسياساته الداعمة للإرهاب والإرهابيين. أصبحت هذه المواقف والسياسات للأسف من الثوابت الاستراتيجية للنظام القطري بما يترتب عليها من خروج عن الصف الخليجي العربي. ليس مهما السبب ولماذا يصر النظام القطري على السير في هذا النهج المدمر، وما إذا كانت هذه هي قناعته الشخصية، أم انه مجرد منفذ لأجندات كبرى لتدمير الدول العربية. المهم ان النظام تجاوز كل الحدود في مواقفه العدائية تجاه البحرين والدول العربية، وفي إصراره على ان يقطع كل السبل امام رفع المقاطعة عنه. كما انه يقطع الطريق امام شعب قطر المغلوب على امره كي تعود بلاده إلى المحيط الخليجي العربي.

مشاركة :