«الجارديان»:«فيفا» تجاوز كل الحدود الأخلاقية من أجل مال قطر

  • 6/30/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لا يزال تقرير المحقق الأمريكي مايكل جارسيا، الخاص بشبهات فساد أدت إلى تنظيم قطر مونديال 2022 يلقي بظلاله على ماعداه من أحداث كروية، وبدا واضحاً أن التقرير يدين قطر؛ لكن لأسباب غير معروفة، مازال بعض أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» يؤكد أن كأس العالم ستقام في الدوحة، وهو ما أثار الصحفية البريطانية مارينا هايدي، التي كتبت مقالاً في صحيفة «الجارديان» حول ازدواجية التصرفات لدى «فيفا». أكد هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، وعضو مجلس «الفيفا»، أن قرار إسناد تنظيم مونديال 2022 إلى قطر، سيعرض على الاتحاد الدولي، وكل الاحتمالات واردة بشأنه.وكان المكتب الإعلامي لأبو ريدة أصدر بياناً أكد فيه أنه لم يتطرق خلال تعليقات لبعض الإعلاميين إلى تقرير مايكل جارسيا.وأكد أبو ريدة، أن ما نسب إليه من تأكيد أن تقرير جارسيا الصادر في الساعات الماضية لن يؤثر في استضافة الدوحة للبطولة، يخالف الحقيقة والمنطق.وأوضح أنه لم يتحدث في هذا الشأن، ولم يتطرق لهذه النقطة من الأساس، وأن تعليقه على تقرير مايكل جارسيا لم يتعرض من قريب أو بعيد، لمدى تأثيره على مستقبل قرار إسناد تنظيم مونديال 2022 إلى قطر، سواء بالسلب أو الإيجاب؛ لأن ذلك من اختصاص مجلس «فيفا»، الذي سيعرض عليه هذا التقرير، وبالتالي فإن كل الاحتمالات واردة، ولا يمكن تأكيد أو نفي أي منها.وأضاف أن تعليقاته كانت منصبة حول البعد الأخلاقي الذي تناوله التقرير، والنقاط التي تعرضت له خلاله، وهذا ما يعنيه، لاسيما أن التقرير لم يحمل أي إشارة سلبية على مسلكه، كعضو أعلى هيئة كروية في العالم. ويخوض أبوريدة معركة هادئة مع الاتحاد الإفريقي «كاف» من أجل وقف محاسبة الكرة المصرية بسبب مقاطعتها لقطر.وسيجتمع أبو ريدة مع أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم من أجل مناقشة العقوبات الموقعة على منتخب مصر وأندية الأهلي والزمالك وسموحة، بسبب مقاطعة قناة «بي إن سبورت» القطرية.من جهة أخرى، بدأ مكتب مكافحة الاحتيال البريطاني «سيريوس فرود أوفس» بتحليل ما ورد في تقرير المحقق الأمريكي مايكل جارسيا بخصوص ملف استضافة قطر لمونديال 2022 وروسيا لمونديال 2018، وقال المتحدث الرسمي باسم المكتب:«نراجع حالياً تقرير جارسيا، لا نستطيع الإدلاء بمزيد من التعليقات حالياً».اهتمام مكتب مكافحة الاحتيال جاء بعد 20 شهراً من إبلاغ رئيس المكتب ديفيد غرين أعضاء مجلس العموم البريطاني باحتمالية وجود شبهة غسل أموال من ضمنها 500 ألف دولار أسترالي دفعتها لجنة أستراليا المسؤولة عن ملف استضافة 2022 لجاك وارنر رئيس اتحاد كونكاكاف السابق، حينها قال غرين الذي كان يقدم شهادته للجنة الثقافة والإعلام والرياضة: «لا أستطيع اتهام فيفا بالرشوة وفقاً لقانون الرشوة لأنه صدر في يوليو / تموز 2011 ومعظم التهم التي طالت استضافة المونديال تتعلق بأحداث جرت قبل ذلك التاريخ»، وراجع فريق مكون من 5 أفراد في مكتب مكافحة الاحتيال بأكتوبر/ تشرين الأول 2015 أكثر من 1600 وثيقة زودها بها اتحاد الكرة الإنجليزي فيما يتعلق بملف بريطانيا الفاشل للترشح لمونديال 2018.أما الصحفية مارينا هايد فكتبت مقالاً قاسياً في «الجارديان» وهاجمت «فيفا» تحت عنوان «فيفا سمحت لقطر 2022 بالإبحار، وما زالت تلوح في الأفق، خطوطها الأخلاقية في الرمال»، وورد في المقال:«مخاوف الحرب والموت والعبودية... الدرس الوحيد في تقرير جارسيا هو أنه لا يمكن لأي شيء مهما كان أن يبعد يد قطر عن مونديال 2022» وتساءلت: «هل مونديال قطر تجربة فكرية ؟ تقرير جارسيا عن قطر يثير الضحك لا الغضب، ودليل على أننا تجاوزنا جميع الحدود الأخلاقية من أجل المال، كلما علمنا المزيد عن فضائح استضافة قطر للمونديال زاد التساؤل ماذا يريد بعد رئيس فيفا إنفانتينو من أسباب لسحب الاستضافة من قطر؟ هل وصلنا معه لطريق مسدود؟ لقد شاهدنا أشكال العبودية في قطر، وشاهدنا موت المئات من العمال؛ لكن فيفا لم تحرك ساكناً حتى مع صدور تقارير عن منظمات دولية مثل منظمة العفو وحماية حقوق الإنسان، هذا الثمن كانت فيفا مستعدة لدفعه لأن قطر للطيران أحد الرعاة الأساسيين لها وبدلاً من أن يقول المتحدث الرسمي للفيفا بأنه سيراجع ملف قطر خرج ليقول لنا «العمل متواصل بوتيرة متسارعة في ملاعب قطر 2022»، علمنا من تقرير جارسيا أن عضواً سابقاً في اللجنة التنفيذية للفيفا هنأ أعضاء في الاتحاد القطري لكرة القدم وشكرهم على «الدعم» مباشرة بعد فوز قطر بملف الاستضافة، وبعد شهر من ذلك الإيميل وجدت 300 ألف يورو طريقها لحساب هذا العضو في البنك، وعلمنا من تقرير جارسيا بوجود إيداع بمليوني دولار في حساب ابنة عضو في اللجنة التنفيذية رغم أنها بسن ال10 ولا تعرف الكثير من البزنس الرياضي ناهيك عما فعلته أكاديمية اسباير القطرية في «تعبيد» طريق الملف من خدمات هنا وهناك؛ لذا لا توجد ردة فعل من عالم الرياضة لهذه المسرحية سوى الضحك، الشيء الوحيد الأقل نزاهة من عملية ترشح الملفات في الفيفا هو ما يحدث بين زعماء عصابات المافيا لشراء شرطي مكسيكي مبتدئ.

مشاركة :