«جائزة الشيخ زايد للكتاب» تمنح جائزة الآداب للرواية الفلسطينية «مجانين بيت لحم»

  • 4/7/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت «جائزة الشيخ زايد للكتاب»، أمس، عن فوز الكاتب الفلسطيني أسامة العيسة بجائزة «الآداب»، عن روايته «مجانين بيت لحم»، والبروفسور الياباني هاناوا هاروو بجائزة «الترجمة»، المؤرخ والكاتب الياباني سوغيتا هايدياكي على جائزة «الثقافة العربية في اللغات الأخرى»، وجائزة الترجمة للأكاديمي الياباني هاروو عن ترجمة ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة. أما المؤرخ الياباني هايدياكي فحصل على جائزة «الثقافة العربية في اللغات الأخرى» عن كتابه «تأثير الليالي العربية في الثقافة اليابانية»، في حين فازت «الدار العربية للعلوم ناشرون» اللبنانية بجائزة «النشر والتقنيات الثقافية». وقد أعلن مجلس أمناء الجائزة عن حجب الجائزة في فروع «التنمية وبناء الدولة» و«الفنون والدراسات النقدية» و«المؤلف الشاب»، وكذلك «أدب الطفل والناشئة»، وذلك «لأن الأعمال المشاركة لم تحقق المعايير العلمية والأدبية ولم تستوفِ الشروط العامة للجائزة». وأجلت الجائزة الإعلان عن جائزة «شخصية العام الثقافية» حتى وقت لاحق. وسيقام حفل تكريم الفائزين بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب خلال الفترة من 7 إلى 13 مايو (أيار) المقبل، حيث يمنح الفائز بلقب «شخصية العام الثقافية» «ميدالية ذهبية” تحمل شعار جائزة الشيخ زايد للكتاب وشهادة تقدير بالإضافة إلى مبلغ مليون درهم إماراتي، في حين يحصل الفائزون في الفروع الأخرى على «ميدالية ذهبية» و«شهادة تقدير»، بالإضافة إلى جائزة مالية بقيمة 750 ألف درهم. وقال الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب، إن الفائزين الأربعة بهذه الجوائز «استحقوا الفوز عن جدارة، وإن الجائزة تسعى إلى تكريس المنجزات الإبداعية، انطلاقا من الرؤية الملهمة للراحل الكبير (المغفور له) الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والاحتفاء بالمبدعين من المؤلفين والمفكرين والناشرين المتميزين والمواهب الشابة الذين كان لكتاباتهم وترجماتهم في مجال العلوم الإنسانية دور مهم في الارتقاء بالثقافة والآداب والحياة الاجتماعية العربية وإغنائها علميا وموضوعيا». وذكر بن تميم: «إن اختيار الفائزين بدورة الجائزة لهذا العام، جاء بعد مراحل مطوّلة من الدراسات الموضوعية والدقيقة والمراجعة المستفيضة من جانب لجنة الفرز والقراءة ولجان التحكيم والهيئة العلمية للجائزة ومجلس أمنائها، التي تم خلالها فرز الأعمال المشاركة من 31 دولة عربية وأجنبية، ضمن قائمة طويلة وأخرى قصيرة». وبالنسبة لرواية «مجانين بيت لحم» التي فاز بها أسامة العيسة، فهي من إصدار نوفل - هاشيت أنطوان - بيروت 2013. وقد شكل هذا العمل الروائي نصا أدبيا مميزا يهتم بسيرة المكان، ويتتبع تغيراته من خلال موضوعة الجنون التي احتفى بها العمل وصورها على نحو يؤرخ لحقبة فكرية في العالم العربي، وهو عمل يستلهم أساليب السرد التراثية، إضافة إلى أنه يفيد من وسائل تقنيات السرد المعاصرة ويمزج مزجا إبداعيا بين التاريخ والتحقيق الصحافي، وبين الواقعي والغرائبي، وتظهر الشخصيات على نحو ثري والحكايات الفرعية متناغمة مع الحكاية الأم. وترمز الرواية إلى الوطن الذي يتآكل تحت وطأة التغيرات السياسية التي تعصف به، متخذا السخرية كأسلوب لحكاياته المتعدّدة التي يربطها خيط الجنون، جنون المكان، جنون الإنسان، جنون الحروب، جنون مفاوضات السلام، جنون الساسة، جنون الأباطرة والرؤساء، جنون الصحافة والصحافيين، جنون العادات والتقاليد، جنون الشعراء والأدباء والمثقفين، جنون الأطباء والممرضين، جنون الدّين والمتدينين، جنون المدينة والقرية والمخيم، جنون الأحزاب والتنظيمات والفصائل، جنون الدّول، جنون النضال والفداء، جنون الانهزاميين والمتخاذلين، جنون المال والاقتصاد، جنون الشعب الذي ينطلي عليه جنون المجانين كلهم، جنون العالم، وجنون السّارد الذي هو الكاتب نفسه.. إلخ. في مدخل الرواية كتب المؤلف: «ولكن هذا لن يمنع القارئ من المطابقة بين الراوي والمؤلف، ولن يسبب لي ذلك أي حساسية ولن أجهد لنفي ذلك». وقدمت دار نوفل للرواية: «تبشير ألماني رائد، وطموح إمبراطورٍ مغامر، قدَحا شرارة الدهيشة، وطن مجانين فلسطين منذ الانتداب البريطاني. لاحقا، سيتم الاعتداء على ذلك الحيّز، في ظروف سياسية جديدة، وضعت المجانين ووطنهم على المحكّ. تحكي (مجانين بيت لحم) عن وطن المجانين الفعلي، وناسه. هي ترمز إلى الوطن الذي يتآكل تحت وطأة التغيّرات السياسية التي تعصف به. تقتحم موضوعا يكاد يكون بكرا في الأدب العربي الحديث، وتقدم الفلسطينيين كما هم، بشرا، من دون نبرة خطابية ولا مناجاة غنائية. رواية جديدة ليس فقط في موضوعها، ولكن أيضا في اقتراحها شكلا يناسب المضمون». أما الروائي ربعي المدهون فكتب على الغلاف الأخير: «رواية تتخلى فيها شهرزاد عن دورها لسارد مسكون بالحكاية الشعبية والتراث، يقلب ألف كتاب وكتاب، باحثا عن كل ما هو مدهش ليقدم هذا العمل المختلف، عن شخصيات تنمو وتتطور في فضاء يتشكل من واقع متخيل وخيال واقعي». أما ترجمة البروفسور الياباني هاناوا هاروو التي فازت بجائزة الترجمة لثلاثية نجيب محفوظ: «قصر الشوق» 2012، «بين القصرين» 2011. و«السّكرية» 2012، وهذه الثلاثية من منشورات «كوكوشو كانوكاي»، اليابان. وتشكل ترجمة ثلاثية نجيب محفوظ إلى اللغة اليابانية، التي أنجزها الباحث هاروو إنجازا معرفيا يتجاوز مسألة البعد اللغوي، لتكون بمثابة حوار حضاري بين الثقافتين العربية واليابانية نظرا لما تنطوي عليه الترجمة من أبعاد تتعلق بالتاريخ الاجتماعي الخاص بمصر وثقافتها، وما شهدته من تحولات مجتمعية من عشرينات إلى خمسينات القرن الماضي. أما كتاب «تأثير الليالي العربية في الثقافة اليابانية» لسوغيتا هايدياكي، وهو من منشورات إيوانامي شوتن، طوكيو 2012. فيتناول الكتاب تطور نظرة اليابانيين للثقافة العربية بعيون يابانية منصفة وغير منفعلة بمقولات الاستشراق. ورصد تأثير «الليالي العربية» في مختلف جوانب الثقافة اليابانية الحديثة والمعاصرة، منذ إصلاحات الإمبراطور المتنور المايجي (1868 - 1912) حتى اليوم، وبعد الحرب العالمية الثانية في أدب الأطفال عند اليابانيين، وفي الروايات اليابانية والمسرح، والسينما، والآداب، والفنون، وكتب الرحلات، والترجمة، والدراسات المقارنة وغيرها من حقول المعرفة في اليابان. وبالنسبة لفرع النشر والتقنيات الثقافية، التي فازت بجائزته «الدار العربية للعلوم ناشرون»، لبنان، لكون الدار منذ تأسيسها قبل ثلاثين عاما تصدر عن مشروع معرفي، وهذا المشروع يتمثل في الحرص على نشر الكتابات العلمية والفكرية والإبداعية التي تسهم في حركة التنوير، وترتقي بوجدان القارئ العربي، من خلال نشر الأعمال العلمية والفكرية والإبداعية. لهذا بقيت الدار تنشر الجديد والجاد وتتوجه إلى مختلف الشرائح العمرية، وتهتم بالترجمة عن اللغات الحية وتشارك في المعارض التي تقام في شتى أنحاء العالم العربي والعالم.

مشاركة :