اهتم المواطن المصري والعالم اهتمامها شديدا بمتابعة الثورة والفوران الذي جري ويجري في السودان الشقيق.. فهو يدرك جيدا ان استقرار السودان جزء لا يتجزأ من استقرار مصر..فالسودان ومصر كانتا ولا تزالان وستظلان جسدا واحدا اذا اشتكي منه عضو تداعت له بقية الأعضاء بالسهر والحمي. وكما قال لي صديقي الصحفي والاعلامي السوداني المهاجر الي كوكب اليابان الشقيق منذ نحو ربع قرن، الفاتح ميرغني، المحرر الأول في موقع بان أورينت نيوز: ( ان أعظم ما في هذه الثورة انها ثورة مفاهيم وقيم، وليست ثورة شخوص وكاريزمات فمطالبها تتركز في " الحرية والسلام والعدالة" بعدها نضع نقطة ونبدأ سطرا جديدا!) وكما قال الصحفي السوداني عبد الرحمن الأمين ان السودان علي مشارف صيف سياسي ساخن..ولعل اكثر ما أبهر المصريين والعالم هو الظهور القوي للمرأة السودانية، خاصة خلال المظاهرات التي أدت الي سقوط البشير وظهرت طالبة كلية الهندسة والعمارة في جامعة السودان العالمية الاء صلاح علي طه ذات الاثنين وعشرين ربيعا التي أطلقوا عليها كنداكة الثورة السودانية واقاموا لها تمثالا بردائها الأبيض النقي يمثل الحرية حيث انها ألهبت مشاعر المعتصمين في الساحة بهتافاتها بكلمات قصائد الشاعر الثوري أزهري محمد علي وصارت أيقونة للثورة السودانية المهمة مما وضعها ضمن المرشحين لجائزة نوبل. ولمن لا يعرف معني كلمة كنداكة فهو لقب كان يطلق علي الملكات الحاكمات أو مسمى يعني الزوجة الملكية الأولى في حضارة كوش الإفريقية العريقة ببلاد السودان ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام والتي عرفت أيضًا باسم الحضارة النوبية.ولقد اتي حماس النساء السودانيات وتصدرهن للتظاهرات لأن المرأة السودانية كانت من أكثر الشرائح تضررا من نظام البشير، لذلك فقد ظهرت المرآة كرمزٍ في الحراك الشعبي المتواصل، لكن آمالها لا تقتصر على إسقاط النظام الحاكم، بل ترجو مستقبلًا مختلفًا استلهمت فيه عراقة دور المرأة وشموخها في الحضارة السودانية الراسخة ، بعد عقود حرمت خلالها من حقوق كثيرة.
مشاركة :