في مشهد إيماني مهيب، أدى أكثر من مليوني حاج صباح أمس الركن الأعظم من أركان الحج بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر يزينهم بياض الإحرام ومهللين ومكبرين وحامدين الله وشاكرين ومرددين « لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك» وتحفّهم عناية الله ثم ما وفّرته حكومة خادم الحرمين الشريفين وسموولي عهده الأمين من منظومة متكاملة من الخدمات التنظيمية والأمنية والتموينية ووسائل النقل الحديثة. واتسمت عملية التصعيد أمس بالسرعة غير المسبوقة والتي لم تتجاوز 180 دقيقة اكتملت خلالها عملية التصعيد بشكل كامل خالية من أية حوادث مرورية أوجنائية بحمد الله. وقال وكيل وزارة الحج لشؤون الحج والعمرة والمتحدث الإعلامي حاتم قاضي: إن خطة تصعيد الحجاج تمت بكفاءة عالية، وفور التصعيد انطلقت العديد من فرق المسح الميداني من أجل البحث والتأكد من خروج الجميع إلى مشعر عرفات، إضافة إلى جميع المواقع في مكة المكرمة، حيث أن التصعيد إلى عرفات يعتبر من أهم الحلقات في مناسك الحج. وبيّن أن معدلات الأداء مقارنة بالأعوام الماضية تعتبر قياسية بكل معنى الكلمة وهذا بفضل الله ثم بتضافر جميع الجهات المعنية، وتوّج ذلك كله قرار تخفيض أعداد الحجاج خارجيًا 20% وحجاج الداخل 50%، وكذلك المشروعات العملاقة التي حظي بها حجّ هذا العام بجانب حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري»، وجميعها ساهمت بشكل فعّال في إنجاح مناسك الحج. ومن جهته أكد قائد قوة المرور بالحج اللواء عبدالرحمن المقبل اكتمال عملية تصعيد الحجاج من مشعر منى إلى مشعر عرفات صباح أمس في وقت قياسي لم يتجاوز الـثلاث ساعات. وقال في تصريح لــ «المدينة»: بدأت عملية التصعيد على مرحلتين، الأولى كانت الساعة الثامنة مساء للحجاج المتعجلين في الصعود وانتهت عند منتصف الليل، فيما بدأت المرحلة الثانية وهي الجسر من بعد صلاة الفجر واستمرت ثلاث ساعات تقريبا اكتمل على إثرها توافد جميع الحجاج على صعيد عرفات دون أية إشكاليات أوارتدادات مرورية أوتوقف للحركة أواختلاط بين حركتي الحافلات والمشاة. وأشار المقبل إلى أن مؤسسات الطوافة وحملات حجاج الداخل التزمت بالخطة المعتمدة لتسريع عملية التصعيد وعودة الحافلات الخاصة بهم إلى المواقف المخصصة لها بعد إفراغ حمولتها من الحجاج في عرفات. ولفت إلى أنه تم البدء هذا العام في تشغيل المواقف الجديدة للحافلات في كل النواحي القريبة من مشعر عرفات ما أسهم في مرونة عالية للحركة في اتجاهات مختلفة. من جانبه أكد اللواء سعد الخليوي قائد قوات أمن الحج أنه لم تسجل أية ملاحظات أووقائع أمنية تذكر خلال عملية التصعيد من منى إلى مشعر عرفات، وأشار إلى أن جموع الحجيج تمتعت بعملية تصعيد آمنة ومنظمة وسلسة سواء كان ذلك للمشاة منهم أومستقلي الحافلات. ولفت اللواء الخليوي إلى أن المتابعة الميدانية والمراقبة والرصد من قبل مركز القيادة والسيطرة تسهم في تفادي أية إشكاليات قد تحدث والتعامل معها فورًا بالشكل الذي يضمن عدم إخلالها بخطة التصعيد. وأوضح الفريق سعد التويجري مدير عام الدفاع المدني أن 5 مراكز للدفاع المدني بمشعر عرفات على أهبة الاستعداد لمواجهة أية حوادث لا قدر الله اضافة الى فرق السلامة والإنقاذ والاسعاف المنتشرة بالميدان للتدخل السريع مؤكدًا عدم وقوع أية حوادث أوحرائق أثناء عملية التصعيد.