من المُرتقب أن يُرفع الايقاف الدولي عن الرياضة الكويتية نهائيا ودون رجعة خلال الايام المقبلة، وهذا حدث سيأتي بعد تنازلات وتعديلات وصراع خفي وعلني ومخاض طويل تخلله الكثير من العثرات والمطبات والشد والجذب والضرب من فوق وتحت الحزام.مرت العاصفة بسلام، بفضل حكمة الرياضيين وتفاعلهم الوطني لايجاد حلول ومخارج لأزمة أكلت «الاخضر واليابس» وتضررت منها الاندية والاتحادات والمنتخبات واللاعبين والمدربين والحكام والجماهير، وبالتالي وقف الاعلام الرياضي محتاراً «بين نارين» وتعرض للتشكيك واتُهم بعدم الحيادية وفق مبدأ «إن لم تكن معي، فأنت ضدي».إنها أزمة «طُبخت على أكثر من نار أزمة» وأطاحت برؤوس رياضية وسياسية كبيرة وتفاعلت معها الحكومة بطريقة «سي السيد» في البداية ولم تتنازل ولم تلتفت الى انصاف الحلول. كما تمسكت بأحقيتها في ادارة الرياضة على ايام تذكرنا بوزارة الشؤون الاجتماعية في ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي، عندما كانت تراقب وتحاسب وتفرض إرادتها، لانها المالك للارض وللعقار والمبنى وهي التي تعمر وتشّيد وتصرف من «حر مالها» على كل مؤسسة وهيئة وكيان رياضي.تمسك كل طرف في الأزمة برأيه وطرح حلولا وفق رؤيته، وللاسف وصل الامر الى حد العناد والمكابرة والاستعانة بدلا من الصديق بأصدقاء، لكن الحكومة مارست أقصى درجات ضبط النفس ووصلت الى قناعة بأن التوافق والتفاهم مع التنظيمات الرياضية الدولية هو الحل الأنجع لنفض غبار الايقاف. ولعبت الاندية دورا محوريا في اقناع التنظيمات الدولية بأنها مع توجهات الحكومة، رغم المآخذ عليها بأنها كانت السبب الحقيقي لتفاقم الوضع مع انفجار شرارة الازمة التي أدت الى الايقاف أكثر من مرة.نُفذت «خارطة الطريق» كاملة وعدلت الاندية والاتحادات واللجنة الأولمبية انظمتها الاساسية. عُدلت القوانين بما يتوافق مع الميثاق الأولمبي والاتحادات الدولية وأُتيحت لها مساحة أوسع من المطلوب للتنظيمات الرياضية المحلية لاتخاذ العديد من الاجراءات والتعديلات في لوائحها دون تدخل حكومي مباشر، وبالتالي مُنحت أدوارا نسفت ما كنا اعتُبر «سيادة دولة» وسلامة قوانين وأضعفت من هيبة الهيئة العامة للرياضة في الرقابة والمحاسبة والاشراف، ما جعل الاخيرة تتحول الى «بنك رياضي» لامداد تلك الهيئات بالميزانيات والحوافز المادية. لقد أحنت «الهيئة» رأسها للعاصفة حتى تمر من أجل أن يعود الشباب الرياضي الى ممارسة نشاطه ويمثل بلاده دون عوائق ومشاكل.إنها قصة كفاح طويل لم يشعر ويفتخر بها إلا من عاش الازمة بتفاصيلها كافة، وقاتل من اجل كتابة فجر جديد. انها الرياضة التي دمرتها الخلافات والصراعات والتدخلات السياسية عبر وسائل عدة لعل اخطرها وسائل التواصل الاجتماعي.كلمة مبروك لم نسمعها منذ فترة، ضمن صراع «الاخوة الاعداء»، والآن نقولها لمن يستحقها ممن تساموا على جراحهم من أجل نجوم الرياضة والمنتخبات وجماهير الاندية في كل الألعاب.
مشاركة :