روسيا في سوريا.. طبخة على نار هادئة

  • 11/6/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

منذ تدخّلها العسكري في سوريا الذي بدأ في سبتمبر 2015، تطبخ روسيا أهدافها على نار هادئة، ولا تحصر دورها في المجال العسكري، إنما هي تعمل على جبهات متعددة وتتعامل مع أطراف متضادة، وتضطر أحياناً للمشي على خيط رفيع مع إجادة لافتة للعبة التوازن. وقد تجلّى دهاء القيادة الروسية بوضوح في إدارتها التطورات الأخيرة الناجمة عن العدوان التركي في شمال شرقي سوريا. موسكو لن تتسرّع في قول أي شيء، ما فهم على أنه ضوء أخضر لأنقرة، لكنّها بعد يومين قالت إن العملية التركية ينبغي أن تكون متناسبة مع أهدافها المعلنة، ثم بدأ المسؤولون الروس يقولون إن العملية غير مقبولة والمنطقة الآمنة مرفوضة، وأن السبيل الوحيد لتبديد المخاوف التركية يكمن في انتشار الجيش السوري على الحدود. وبهذا، فإن موسكو من خلال موقفها الأولي المبهم، حققت جملة أهداف دفعة واحدة، فهي لم تفعل شيئاً يفسد سياستها الكامنة في زيادة المسافة بين أنقرة وواشنطن، وأوصلت الأكراد السوريين إلى قرار استدعاء الجيش السوري للدفاع عن الشمال، وإلى جانبه دوريات الشرطة العسكرية الروسية. وبذلك زادت موسكو عدد لفّات طرف الخيط الذي تمسك به في الملف السوري. نجاح وبعد النجاح الدراماتيكي الذي تحقق في الجمع ميدانياً بين الجيش السوري والقوات الكردية، تقول موسكو على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، إن موسكو مستعدة لتسهيل عقد مفاوضات بين دمشق والأكراد حول انضمام قوات سوريا الديمقراطية «قسد» إلى الجيش السوري. وقال فيرشينين «لقد قلنا أكثر من مرة إننا نؤيد إجراء حوار بين ممثلي الأكراد والحكومة المركزية في دمشق، ونعتبر الأكراد جزءاً لا يتجزأ من المجتمع السوري». وفي رده على سؤال ما إذا كانت روسيا مستعدة لتسهيل المفاوضات بشأن انضمام «قسد» إلى الجيش، قال فيرشينين، إن موسكو مستعدة لهذا في جميع المسائل. انضمام وكانت رئيسة اللجنة التنفيذية لـ «مجلس سوريا الديمقراطية»، إلهام أحمد، أعلنت في الأول من الشهر الجاري، أن القوات الكردية في شمال شرق سوريا على استعداد للانضمام إلى الجيش السوري، لكنهم يرغبون في إعادة هيكلته أولاً، وذلك رداً على دعوة وزارة الدفاع السورية، مقاتلي «قسد» إلى الانخراط في الجيش لمواجهة «العدوان التركي». ومن التعاطي الذكي مع الأكراد إلى إدارة التناقض مع نقيضهم التركي، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية تسيير ثاني الدوريات الروسية - التركية المشتركة، شمال شرقي سوريا، بإجمالي طول يبلغ أكثر من 160 كيلومتراً. بيان وزارة الدفاع قال إنه «اعتباراً من الساعة 12.20 (بتوقيت موسكو) يوم الخامس من نوفمبر، بدأت الدورية المشتركة الثانية للشرطة العسكرية الروسية ودائرة الحدود التركية عملها في المنطقة الحدودية الجديدة، الواقعة على بعد بضعة كيلومترات شمال قرية عين العرب (كوباني)». جبهة النفط على الجبهة الشرقية ترصد موسكو بحذر محاولات واشنطن تعزيز وجودها للسيطرة على آبار النفط. نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، جدد التأكيد على الموقف الروسي من هذه المسألة، إذ قال أمس، إن موسكو تعتبر محاولات واشنطن التمركز شمال شرقي سوريا في منطقة حقول النفط، أمراً غير مقبول. وقال فيرشينين للصحافيين: «أي تصرفات.. تلك التي تحاول الولايات المتحدة تعزيز وجودهـا العسكري غير الشرعي، هي، من وجهة نظرنا، مخالفة للقانون الدولي وغير مقبولة». وكانت مصادر محلية أفادت بأن «الجيش الأمريكي يستعد لبناء قواعد في منطقه»سور«، حيث يوجد عدد كبير من معدات البناء على هذه الأراضي، وتم نشر 250-300 عسكري إضافي في المنطقة، فضلاً عن ناقلات أفراد مصفحة وأسلحة ثقيلة وذخائر». وقال المبعوث الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، في وقت سابق، بأن مناطق إنتاج النفط في شمال شرق سوريا يجب أن تسيطر عليها الحكومة السورية.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :