التغير المناخي يتحدى شركات التأمين

  • 7/2/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت «هيئة التنظيم التحوطي» التابعة لبنك إنجلترا أحدث اختبارات الإجهاد لشركات التأمين العامة والتأمين على الحياة. يختبر هذا التمرين الذي يُجرى كل سنتين مرونة سوق صناعة التأمين في مواجهة الأحداث الطبيعية التي حصلت على تغطية إعلامية كبيرة في السنوات الأخيرة، مثل الأعاصير والزلازل وموجات تسونامي والعواصف والرياح والفيضانات. وشملت الاختبارات أيضاً خطرين جديدين، هما التغير المناخي والأمن السيبراني.يطلب بنك إنجلترا من الشركات التفكير في كيفية تأثير بعض السيناريوهات المتعلقة بالمناخ على أعمالها، إذ إن لكل منها مخاطر انتقالية؛ حيث تتجه الأنشطة إلى التخلص من الكربون للوفاء بالمتطلبات والأهداف المناخية التي نصت عليها «اتفاقية باريس»، وكذلك المخاطر المادية، وتلتزم بتحقيقها.السيناريو الأول هو التغيير السريع و«الانتقال غير المنضبط» من أجل تحقيق الأهداف.ويعد هذا انتقالاً مفاجئاً (تسمى لحظة مينسكي) ناتج عن إجراءات وسياسات عالمية سريعة تتمثل في تخطيط الأعمال على المدى المتوسط، يتسبب بزيادة درجة الحرارة؛ لكن يراعي الإبقاء عليها أقل من درجتين مئويتين (مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة) ولكن ذلك يحدث بعد ظهور تحول غير منظم. وفي هذا السيناريو تكون مخاطر التحول في أقصى درجاتها.يتضمن هذا السيناريو بعض عمليات شطب كبيرة في فئات أصول محددة. يطلب بنك إنجلترا من شركات التأمين العامة إجراء تغييرات على قيمة حقوق الملكية في «أقسام المحفظة الاستثمارية التي تشمل الكشف المادي» لقطاعي الطاقة والنقل.والسيناريو الثاني هو «الانتقال إلى تحول منظم طويل الأجل» للوصول إلى الحيادية في نسبة الكربون بحلول عام 2050.إن سيناريو التحول المنظم طويل الأجل يتماشى على نطاق واسع مع «اتفاقية باريس». يتضمن ذلك زيادة الحد الأقصى لدرجة الحرارة بواقع درجتين مئويتين (نسبة إلى مستويات ما قبل الصناعة) مع تحول الاقتصاد في العقود الثلاثة القادمة لتحقيق حيادية الكربون بحلول عام 2050، وحياد الغازات الدفيئة في العقود التالية.إن عمليات تسجيل هذا السيناريو ليست بتلك الأهمية. وفي الوقت ذاته، فإن الزيادة في قيم الأسهم لتوليد الطاقة المتجددة ومصنعي السيارات الكهربائية أكبر.لقد أدهشني منطق تجميع التغير المناخي والأمن السيبراني كمخاطر جديدة قيد الاختبار. فكلاهما عالمي، وكلاهما منتشر، وكلاهما لديه مجموعة كبيرة جداً من نقاط الضعف التي ستؤثر على الأعمال.يؤثر تغير المناخ على الشركات التي تساهم في زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وكذلك الشركات التي ستشعر بآثار ارتفاع منسوب مياه البحر أو الفيضانات أو الحرائق أو التغيرات في المكان الذي يفضل الناس العيش فيه، أو في تغير نمط الاستهلاك. لكن من المحتمل أن يكون من الأسهل حصر مناطق الحياة الحديثة المحدودة التي لا تتعرض لمخاطر الأمن السيبراني، بدلاً من تحديد المناطق الشاسعة وصعبة الحصر. وعندما يتمكن قراصنة الإنترنت من استخدام خزانات الأسماك المتصلة بالإنترنت، أو أجهزة التحكم عن بُعد في ستائر الفندق المزودة بمحركات لخرق أمان الشبكة، حينها سيكون من الصعب التفكير في مكان آمن من التهديدات السيبرانية.تجلى ذلك أيضاً في مفارقة سيناريوهات اختبار الإجهاد لدى البنك؛ حيث يمثل الأمن السيبراني تهديداً واضحاً على المدى القريب؛ لكن سيناريو المخاطر لدى البنك كبير الضخامة لدرجة أنه «يتعين على الشركات النظر في المطالبات الناشئة عن جميع خطوط الأعمال، بالإضافة إلى المنتجات الإلكترونية المستقلة». وفي الوقت ذاته، فإن تغير المناخ حالياً لا يمثل تهديداً واضحاً في كثير من الأماكن، وعلى الرغم من أن آثاره ستستمر لعقود أو قرون، فإن سيناريو المخاطرة الخاص بالبنك مقتصر على فئات الأصول وخطوط العمل.ومع ذلك، يجب أن تعمل مثل هذه التمارين على جذب كل من هذه المخاطر المنتشرة ونطاق الهجوم الواسع في إطار التفكير نفسه. وسيصبح الأمن السيبراني أيضاً مسألة طويلة الأمد؛ وسيصبح تغير المناخ حاضراً بشكل متزايد اليوم.من جانب آخر، سوف تقوم مجموعة زيوريخ للتأمين بتحديد أهداف الشركة التي تهدف إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وستستبعد مجموعة شركات الفحم والنفط من الاستثمار والاكتتاب. بلغت عائدات سندات النمسا ذات الاكتتاب المفرط لمدة 100 عام نحو 1.2 في المائة. ويتوقع عمدة لوس أنجليس، إريك غارسيتي، أن تحقق المدينة أرباحاً بقيمة مليار دولار في دورة الألعاب الأولمبية لعام 2028. من جهة أخرن فإن مصانع الإسمنت تخرج كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون تفوق جميع شاحنات العالم. وقامت شركة «ديد كاو» الأرجنتينية بتصدير أولى شحناتها من النفط والغاز، بعد قرن من اكتشاف احتياطيها.- بالاتفاق مع «بلومبرغ»

مشاركة :