أكد الرئيس فؤاد السنيورة أن "مشاكلنا تحل اذا اتخذنا قرارات جريئة وعدنا إلى احترام اتفاق الطائف والدستور والقوانين". وعبّر بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي في الصرح البطريركي في بكركي عن "مدى استيائي وادانتي لما جرى في الايام القليلة الماضية من اعمال، وان ما شهدناه من ضحايا بريئة سقطت كان ينبغي ألا تسقط في هذا المكان، لأن هذه ليست هي الطريقة في معالجة مشاكلنا، والذي جرى هو نتيجة هذه الاحقاد التي يصار الى اعادة احيائها، وبالتالي "النفخ" في هذه التشنجات التي نواجهها والتي شهدناها ايضا من خلال التصريحات المتهورة التي يطلقها البعض، بقصد ان يبني عصبية او شعبية معينة، ولكنها لا تؤدي الا الى مزيد من التشنج داخل الصف اللبناني. هذه الاساليب ليست صحية في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة والأخطار". وتابع: "إن لبنان ومن خلال التجارب التي مررنا بها، يحكم بقوة التوازن وليس بتوازن القوى، وبالتالي اولئك الذين يحاولون ان يعدلوا موازين القوى لمحاولة ايجاد تغييرات فان هذا لا يؤدي الى نتيجة لان التاريخ اعطانا نماذج وتجارب عديدة لفهمنا بان طبيعة لبنان هي ان يحافظ على الاتزان والتوازن وعدم مغادرة هذه القواعد. في الحقيقة ان هذا الامر الذي يجري الان من خلال هذا "النفخ" المتجدد وخصوصا في المناطق التي عانت كثيرا، ليس من المفيد اعادة ما يسمى "نبش القبور" من جديد". وزاد: "نحن في حاجة الى اتخاذ القرارات الصحيحة والجريئة التي تعيدنا الى ما يسمى "الاوتوستراد". علينا ان نعود الى المبادرة الاساسية والعودة الى احترام اتفاق الطائف والدستور والقوانين. ولم يعد من الجائز ان يقول احدهم وهو مسؤول إننا نريد ان نعدل اتفاق الطائف بالممارسة، او نريد ان نعدل القوانين بعدم تطبيقها، او اننا نتجاهل مصلحة الدولة التي هي لمصلحة كل اللبنانيين وان نعيد الاعتبار الى احترامنا للشرعيات اللبنانية والعربية والدولية: الشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور وباتفاق الطائف وباحترام القوانين، والشرعية العربية المتمثلة ايضا باحترامنا لقرارات الجامعة العربية والاجماع العربي، والشرعية الدولية المتمثلة باتفاق الهدنة ايضا وبالـ 1701. وكل هذه الامور نحن نرى انفسنا نتخطاها". "الدولة اصبحت وليمة على طاولة" وقال: "الدولة اليوم اصبحت وليمة على طاولة وكل الأفرقاء يقطعون في جسمها ليأخذوا مصالحهم، هذا الامر لم يعد ممكنا، نحن الان نواجه تحديات كبرى ما زال في امكاننا مواجهتها والخروج من هذه المآزق بالعودة الى الاصول والمسارات الصحيحة، والحالة التي وصلنا اليها هي ان الثقة انحسرت الى مستويات مقلقة جدا بين الدولة وبين اللبنانيين، ولاستعادتها يجب العودة الى الاصول واحترام القوانين والدستور واتفاق الطائف والدولة والكفاية والجدارة". وقال ردا على سؤال: "موضوع التوطين يجب ان يكون توافقيا بين اللبنانيين. اللبنانيون اجمعوا بدستورهم على رفض التوطين، ونقطة على السطر. لماذا كل يوم نحاول ان تتقاذف التهم في ما بيننا، يجب ان تكون لدينا وجهة نظر نواجه فيها كل العالم بان هناك موقفا موحدا بين اللبنانيين عندما يكونون موحدين على امر ما من قوة في الدنيا تستطيع ان تقف ضدهم. في العام 2006 واجهنا موقفا شديد الصعوبة، واستطعنا من خلال وحدتنا منع اسرائيل من الانتصار، اضافة الى الموقف الدولي وهنا لا أقلل من الموقف الدفاعي الذي مارسته المقاومة على الاطلاق". ولفت الى أن "الفساد ليس فقط ان هناك احدا فتح "الجارور" واخذ المال، فالفساد في السياسة وعندما يحاول احد ان يخضع الدولة لمصلحة حزبه والميليشيات وتعبئة الموظفين في الدولة، فهذا الامر غير ممكن، لذلك يجب على الدولة ان تسيطر على كل مرافقها وليس ان تكون مفتوحة على من يريد، وبالتالي نتهرب من الالتزامات، ويجب ان تطبق العدالة على الجميع". وردا على سؤال قال:" هناك كلام يقال بتعديل الدستور بالممارسة، وهذا الكلام يقوله مسؤولون في الدولة". سلام: بدع دستورية وهرطقات سياسية من جهته إعتبر الرئيس تمام سلام أن "اتفاق الطائف بدأ المس فيه مع "اتفاق الدوحة"، وقال: "ما نشهده اليوم من بدع دستورية وهرطقات سياسية هي نتيجة ما تم اعتماده في "الدوحة"، عبر المس بالتفاهمات والصلاحيات والتوازنات، بعد ان تم اللجوء إلى مبدأ التعطيل كوسيلة شرعية للممارسة السياسية". وعبر سلام خلال استقباله وفدا بيروتيا برئاسة المحامي ميشال فلاح، عن رفضه "لكل المواقف الطائفية، التي نشهدها مؤخرا، وهي تضرب صلب الكيان اللبناني، وذلك عبر التعرض للمقامات، كما والتعرض لعلاقات لبنان مع الدول الشقيقة والصديقة، وما لهذه العلاقات من أهمية استراتيجية للبنان، سياسيا واقتصاديا". ورأى ان "لقاء رؤساء الحكومات السابقين، يلعب دورا أساسيا في وحدة الصف الوطني عموما والسني خصوصا، عبر التمسك بالثوابت الوطنية والدستورية، خصوصا عندما يتعرض بعض الافرقاء السياسيين لهذه الثوابت". وعن أحداث الجبل الدموية، أسف سلام لما حصل، مشيرا الى عدم تفاجئه به، إذ انه "نتيجة حتمية للحقن الطائفي والتجييش المناطقي الضيق، والمستمر منذ أشهر، وكأن المقصود توتير البلد وضرب استقراره، عبر ضرب مصالحة الجبل التاريخية، والتي نعيد التأكيد على تمسكنا بها، لأنها لا تحمي الجبل فقط، بل كل لبنان". وتمنى على "العقلاء من بني معروف، وأد الفتنة، وحماية الجبل وكل لبنان مما يخطط له، لأن ما يجري ليس من قبيل الصدفة". وطالب سلام "العقلاء بالسعي إلى حفظ السلم الاهلي، وترتيب العمل السياسي بما يتوافق وجوهر لبنان وطبيعته الديموقراطية التعايشية، القائمة على توازنات وطنية".
مشاركة :