رام الله: كفاح زبون كشف زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أن أوساطا في الحكومة الإسرائيلية السابقة ناقشت مع وسطاء إمكانية إعادة أجزاء من الجولان للرئيس السوري بشار الأسد، مقابل ابتعاده عن «محور الشر»، في إشارة إلى إيران وحزب الله. وبحسب ليبرمان فقد نوقش ذلك قبل أسابيع فقط من اندلاع الحرب الأهلية في سوريا في مارس (آذار) 2011. وتحدث ليبرمان إلى جمهور من اليهود في مستوطنة «كتسرين» الواقعة في الجولان خلال اجتماع انتخابي للسلطات المحلية (البلديات والمجالس)، قائلا: «بُذلت مساع قبل شهر من اندلاع الحرب في سوريا للتفاوض مع الرئيس السوري بشأن إعادة مرتفعات الجولان». وأضاف: «بعض المسؤولين كانوا متحمسين لفتح باب المفاوضات مع الأسد بشأن إعادة مرتفعات الجولان». وتابع: «لقد كانوا أسرى مفاهيم خاطئة، ومستعدون لإعادة الجولان حتى بحيرة طبريا مقابل إبعاد الأسد عن محور الشر». ولم يفصح ليبرمان عن هذه الأوساط، وكيف بدأت الوساطات، لكن الإعلام الإسرائيلي يعتقد أنه كان يتحدث عن جهود أميركية بذلت في تلك الفترة، حيث حاولت الإدارة الأميركية آنذاك التوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل وسوريا قد تؤدي إلى إطلاق مفاوضات، كان يعمل عليها في الحكومة إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك في الحكومة السابقة التي كان يرأسها كذلك بنيامين نتنياهو، وكان ليبرمان يشغل فيها منصب وزير الخارجية. وعد ليبرمان مسألة إعادة الجولان لسوريا بـ«غير الممكنة». وأضاف في نبرة مباهاة: «ما دام يوجد حزب إسرائيل بيتنا في الحكومة فإن هذا الموضوع لن يطرح حتى على جدول الأعمال». وتابع: «لدينا التزامات في الجولان دون أي علاقة بما يجري في سوريا، ولا حتى متى بدأ الصراع ولا متى سينتهي». وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية رفض التعليق على الموضوع، كما لم يتسنَّ الحصول على رد من وزير الدفاع السابق إيهود باراك. ويسعى ليبرمان الذي يعتبر الحليف الأساسي وشريك نتنياهو في الحكومة الحالية، إلى استرجاع منصب وزير الخارجية الذي تنازل عنه إثر اتهامات له بالفساد. وتجري محاكمة ليبرمان بالفساد الشهر القادم، وستحسم إلى حد كبير مصير الرجل سياسيا. وتعيد تصريحات ليبرمان التذكير بما قاله المسؤول الإسرائيلي السابق في وزارة الدفاع ميخائيل هيرتزوج في أكتوبر (تشرين الأول) 2012، عن إجراء محادثات سلام سرية بين بلاده وسوريا، توقفت بسبب الربيع العربي. وقال هيرتزوج آنذاك إن الفكرة كانت تتركز حول «رؤية ما إذا كان يمكننا دق إسفين في محور التطرف الذي يضم إيران وسوريا وحزب الله من خلال إخراج سوريا من هذه المعادلة، وكانت الفكرة التالية هي السعي لتحقيق السلام مع لبنان». وقبل ذلك كانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية كشفت عن إجراء هذه المحادثات التي توسط فيها الدبلوماسي الأميركي فريدريك هوف. وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية لـ«يديعوت أحرونوت» في ذلك الوقت: «المفاوضات كانت جدية، ولو لم تندلع الأزمة الحالية في سوريا لانتهت المفاوضات باتفاق». وقدر المسؤول الأميركي أن «نتنياهو وافق على إجراء الاتصالات مع الأسد من أجل تبرير الجمود الحاصل في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وانطلاقا من فكرته أن سوريا هي الحلقة الضعيفة في محور إيران - سوريا - حزب الله». وأخفى نتنياهو وباراك هذه المفاوضات عن جميع الوزراء ولم يشرك كبار المسؤولين في أجهزة الاستخبارات فيها، بينما أجرى المفاوضات عن الجانب السوري، كما نشر العام الماضي، وزير الخارجية وليد المعلم، لكن هوف التقى مع الأسد بشأنها. وكان يعلم بهذه المفاوضات عن الجانب الأميركي كل من الرئيس باراك أوباما، ونائبه جوزيف بايدن. وعلق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على هذه الأنباء في ذلك الوقت، بقوله: «الحديث يدور عن مبادرة واحدة من بين مبادرات كثيرة طرحت على إسرائيل في السنوات الأخيرة ولم توافق إسرائيل على هذه المبادرة الأميركية في أية مرحلة»، لكن تصريحات ليبرمان الجديدة تثير شكوكا حول الموقف المعلن لإسرائيل من هذه المفاوضات.
مشاركة :