الركلات الثابتة.. علامة فارقة في "كان 2019"

  • 7/4/2019
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

تغيرت كرة القدم كثيراً على المستوى التكتيكي في الآونة الأخيرة، وبعد تقلص المواهب والمهارات الفذة، والاعتماد الأكبر على الجوانب الخططية المعقدة، بجانب السرعة والقوة البدنية، باتت الركلات الثابتة علامة مميزة لأهداف البطولات الكبرى، التي تحسم كثيراً من المواجهات الصعبة، وفي النسخة المصرية الحالية من كأس الأمم الأفريقية، شهد الدور الأول تسجيل 37% من الأهداف عبر الكرات الثابتة، وهو ما يقارب المعدل العالمي الذي سجله المونديال الروسي في العام الماضي، إذ أحرزت المنتخبات 41% من الأهداف بواسطة تلك الألعاب آنذاك، وهو ما تكرر في كأس آسيا الأخيرة، ولكن بنسبة أقل، بلغت 32.3%، وهى المعدلات التي تغيرت كثيراً، مقارنة بحصاد يورو 2016، الذي انتهى إلى اهتزاز الشباك الأوروبية عبر ركلات ثابتة بنسبة 25% فقط! وفي الدور الأول من «كان 2019»، تم تسجيل 25 هدفاً عبر الركلات الثابتة، برز خلالها الاعتماد الواضح والمؤثر على الركلات الركنية، التي أنتجت 40% من أهداف هذا الأسلوب، ويعتبر منتخب مدغشقر هو الأكثر استغلالاً لتلك الكرات الثابتة في كأس أفريقيا الجارية، إذ سجل بواسطتها 3 أهداف من إجمالي 5 له في الدور الأول، في حين تساوت 7 منتخبات في إحراز هدفين عبر هذا التكتيك، أبرزها الفراعنة ونسور قرطاج، مقابل الاستفادة منها مرة واحدة فقط لصالح 8 منتخبات أخرى، بينما لم ينجح كل من جنوب أفريقيا وموريتانيا، في بلوغ شباك المنافسين، سوى مرة واحدة، جاءت بركلة ثابتة. على الجانب الآخر، عانت بعض المنتخبات كثيراً بسبب هذه النوعية من الأهداف، وتلقت شباك الكونغو الديمقراطية 3 أهداف عبر الركلات الثابتة، بنسبة 75% من الأهداف التي سكنت مرمى «الفهود»، ولكن المنتخب الناميبي كان الأكثر معاناة بكل تأكيد، بعدما تلقى مرماه هدفين في مباراتين متتاليتين، الأول من ركلة حرة غير مباشرة أمام «أسود الأطلس»، والثاني من ركلة ركنية في مواجهة أولاد جنوب أفريقيا، تسببا في خسارته المباراتين، وحسمت هذه الركلات نتائج 7 مباريات خلال مواجهات الدور الأول، بالتعادل أو الفوز، بنسبة تقارب خُمس عدد مباريات مرحلة المجموعات. وبعيداً عن الركلات الثابتة، يمكن استخلاص نقاط فنية بارزة تتعلق بالصورة التكتيكية العامة لمواجهات الدور الأول، حيث سجلت المنتخبات 54% من الأهداف في الأشواط الثانية، إلا أن المعدلات الأكثر غزارة تركزت في نهاية الشوط الأول، وفي الفترة المتوسطة من الأشواط الثانية، لكن الأمر اللافت للنظر، هو اعتماد أغلب المنتخبات على العمق الهجومي، الذي أنتج أكثر من نصف عدد الأهداف، مقارنة بالأطراف. منتخبات القارة السمراء سجلت 12 هدفاً من تسديدات بعيدة المدى، مثلت نسبة 17.6% من إجمالي الحصاد التهديفي في الدور الأول، وجاءت 4 منها عبر ركلات حرة مباشرة، نفذها محمد صلاح والتونسي وهبي الخزري، بجانب ثنائي مدغشقر، كاروليس ماستينور وماركو إلايماهاريتا، ولكن يبقى منتخب مالي صاحب الخطورة الفائقة في التسديد من خارج منطقة الجزاء، بـ4 أهداف، حملت توقيع أداما تراوري على ثنائية، وعبدالله ديابي، وآخر عبر أمادو هايدارا. وأخيراً، أسفرت الكرات العرضية عن اهتزاز الشباك 22 مرة، بنسبة 32% من إجمالي الأهداف، حيث يعتبر الفراعنة ومحاربو الصحراء وأسود الكاميرون و«البلاك ستارز» الأبرز بتسجيل هدفين لصالح كل فريق عبر التمرير العرضي.

مشاركة :