«عروس البحر الأحمر» تحتضن أبناء الجاليات بـ«الأهازيج الشعبية»

  • 10/15/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تحولت بيوت جدة وشوارعها وحواريها مع بدء أول أيام عيد الأضحى المبارك إلى «كرنفال» بفعل الاحتفالات والأهازيج الشعبية المتنوعة لأبناء الجاليات المسلمة المقيمة في عروس البحر الأحمر حيث يتقاسم العرب على وجه الخصوص الحنين إلى الأهل والأحباب بإقامة احتفالات مشتركة تتخللها زيارات متبادلة بين الأهل والأصدقاء، والمشاركة في ولائم الأضحية. ويحظى عيد الأضحى المبارك، من كل عام لدى معظم أبناء الجاليات العربية المقيمة في المملكة باحتفالات للمعايدة ينظمها رؤساء الجاليات بالقنصليات وتتخللها عروض وأهازيج شعبية مرتبطة بأبناء تلك الدولة، ولكل احتفالاته الخاصة فالمصريون يختلفون عن السوريين واللبنانيين والفلسطنيين والسودانيين. «عكاظ» استطلعت آراء عدد من أبناء تلك الجاليات وكشفت عن كيفية قضائهم أيام العيد بعيدا عن الأهل والأحباب، فيقول عامر محمود (سوداني): إن على مستوى الجاليات هناك زيارات بين أفراد الجالية السودانية، حيث تحرص بعض الأسر على قضاء أيام العيد في الحدائق العامة والمتنزهات والاستراحات، لقضاء الوقت في جو أسري طوال، حيث يتم في المعايدة عرض الأنشطة والبرامج الترفيهية المختلفة والتي من بينها البرامج التراثية والفلكلورية وتكون في أيام وأوقات مختلفة ويستعان بالساحات والأماكن المفتوحة المنتشرة في جدة مثل حديقة حي الشرفية وحديقة قصر خزام إضافة إلى بعض المواقع الأخرى. وأضاف «كما يجتمع كل عام ممثلو الجاليات السودانية بالمملكة في دار القنصل العام وتهنئته بالعيد إضافة إلى تناول بعض المأكولات السودانية الخفيفة». ويقول عوض الحميدي «إن معظم الجاليات السودانية في جدة تتبادل التهاني بالعيد في مشهد يحمل قدرا كبيرا من التضامن والتكاتف في أرض المهجر وذلك لتخفيف معاناة الغربة عن الأهل والأحباب». ومن جهته، يقول سالم مري (يمني الجنسية): برنامجنا يكون معايدة في البيوت بين أبناء الجالية وذلك في أول وثاني أيام عيد الأضحى، أما اليوم الثالث فيخصص لحفلة ثقافية تقام فيها عروض من التراث الفني اليمني والرقصات الشعبية وذلك في إحدى قاعات الأفراح والمناسبات بعروس البحر الأحمر، ويحضرها كبار الشخصيات من رجال الأعمال والدبلوماسيين اليمنيين إضافة إلى باقي أبناء الجالية اليمنية في جدة. أما على مستوى الجالية اليمنية، فلها طابعها الخاص كونها تعد الأكثر حضورا في المنطقة الغربية حيث إنهم لم يتخلوا عن عاداتهم الاجتماعية في الأفراح والأعياد، إذ يقومون بعد صلاة العيد لتبادل التهنئة يعقبها تقديم الحلوى والمشروبات الباردة. ويقول عبدالعزيز الغامدي (29 عاما): في اليوم الأول من عيد الأضحى نتبادل التهاني مع الأهل والأصدقاء، وفي اليوم الثاني تبدأ سلسة دعوات الولائم بين الأقارب والأرحام، تارة تكون وجبات غداء وأخرى عشاء احتفالا بالأضحية. ويحرص الغامدي في عيد الأضحى على الالتقاء بأبناء عمومته جميعا في تلك الليلة المشهودة بحسب وصفه، إذ يقول «نحدد يوما بين أفراد العائلة ويتجمع كل أفراد أبناء العمومة عند أحد وجهائنا للسمر وتناول المندي». فيما يفضل بعض أبناء الجالية المصرية وخصوصا الشباب منهم إطفاء ظمأهم وحنينهم إلى النيل وشواطئ الإسكندرية بالتنزه على ضفاف كورنيش البحر الأحمر واستعادة الذكريات السابقة، كما هو حال محمود سمير (30 عاما) وأحمد بركات (32 عاما) إذ قالا «معظم برنامجنا في العيد يكون في الكورنيش حيث نقوم بممارسة السباحة تارة، وتارة أخرى التنزه على ضفافه ومن أمامه نقوم بالاتصال على أهلنا في مصر لتهنئتهم بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا». في المقابل، أوضح محمد المسعود (أحد مربي الماشية) أن سوق المواشي بجدة يرصد استعداداته المكثفة خلال موسم حج هذا العام لاستقبال زبائنه الذين يقبلون على شراء الأضاحي من تجهيز الحظائر ونقاط بيع الأغنام مشيرا إلى أن من أبرز هذه الاستعدادات هي طريقة العرض والاهتمام بتنظيف الماشية وتغذيتها ومراعاة وضعها الصحي وخلوها من الأمراض وإخضاعها للرقابة الصحية بإشراف وزارة الزراعة. وذكر أن أسعار الأضاحي يحكمها النوع وأنها بدأت في الارتفاع نظرا لقرب موسم الأضاحي وارتفاع نسبة الطلب على مختلف أنواع الأغنام وأكثر الأنواع إقبالا عليها من قبل المستهلكين هي النعيمي بالدرجة الأولى ومن ثم الأنواع الأخرى خاصة النجدي والحري. من جانبه، بين شاهر النفيعي الذي أمضى أكثر من 40 عاما في تربية المواشي بكل أنواعها أن تجارة المواشي بالأخص الأغنام عاودت نشاطها بعد موسم شهر رمضان المبارك في موسم الحج حيث تتوافد إلى الأسواق كميات كبيرة من المواشي مع قرب عيد الأضحى المبارك تشهد «حلقة» بيع المواشي بحي الخمرة بجدة حركة بيع كبيرة نتيجة قدوم المواشي المحلية من المحافظات المجاورة لبيعها داخل جدة مشيرا إلى أن دخول المواشي المستوردة للسوق لن يؤثر على السعر المحلي حيث إن أكثر الناس يفضل البلدي من الأغنام. وعد البائع محمد المحتسب كبر حجم بيع الأغنام بجدة كونها بوابة الحرمين الشريفين (مكة المكرمة والمدينة المنورة) حيث يتم توريد الماشية بشكل عام إلى هاتين المدينتين مؤكدا ضرورة مراعاة الأمانة والصدق في تسويق الأغنام وذلك من خلال بيان أي عيوب في السلعة أمام الزبون مخافة لله ثم تطبيقا لتعاليم الدين الإسلامي في عملية البيع والشراء.

مشاركة :