محمود عشيش يكتب: أردوغان الدجال ودغدغة المشاعر

  • 7/5/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دائما ما يسعي أردوغان الي دغدغة المشاعر والمتاجرة بجميع القضايا من خلال التصعيد الاعلامي بخطب حنجورية ذات صبغة إسلامية زائفة محاولا استغلال قضايا العالم الإسلامي للوصول الي حلمه بإعادة إحياء الدولة العثمانية.. فالدجال الذي رضع الايديولوجية الإخوانية الوصولية صاحب مدرسة خاصة في الانقلاب علي المبادئ وصناعة العدو الوهمي وشيطنة الاخر مهما كلفه ذلك. فدائما ما يدعو للخلافة الإسلامية ودولته التي يحكمها دولة علمانية وليست دولة إسلامية ومنهج الدجال هو انتهاز الفرص والاستفادة من المحيطين والتخلص منهم بعد ذلك فهو شخصية لا ترضى بوجود شركاء له بالسلطة.. ففي بدايته السياسية وبعد خسارته أكثر من مرة في انتخابات اسطنبول تقرب من فتح الله كولن زعيم حركة الخدمة التركية الأكثر شعبية في ذلك الوقت وأعلن الدجال تأييده المطلق للحركة واستطاع الدجال إقناع فتح الله كولن بدعمه في انتخابات اسطنبول حتي استطاع الفوز بالانتخابات وأصبح الدجال عمدة لاسطنبول سنة 1994. وكان تأييد كولن هو سر النجاح لدرجة ان الدجال وحزبة اطلقوا علي كولن لقب المجاهد وظل التحالف مستمرا حتي استطاع الدجال وحزبه الوصول الي رئاسة الوزراء وتحقيق أغلبية برلمانية والسيطرة علي مقاليد الحكم في تركيا بفضل دعم كولن للدجال وحزبه وسرعان ما انقلب الدجال علي كولن وحركته بعد الإمساك بمقاليد الامور. فبدأ بالتضييق الأمني علي حركة خدمة ففي عام 2013 اصطدمت الشرطة التركية بأعضاء حركة خدمة عندما ألقت القبض عليهم أثناء الاحتفال السنوي الذي تقيمه الحركة كل عام في ميدان تقسيم وتعاملت الشرطة بعنف مفرط مع أعضاء الحركة وبدأ الدجال بالانقلاب علي من أوصله الي السلطة فقام بمطاردة أعضاء الحركة في كل مكان حتي في وظائفهم وشركاتهم واستغل الدجال مسرحية الانقلاب المزعوم في عام 2016 للتخلص النهائي من عبدالله كولن وحركته حيث اتهامهم الدجال بتدبير الانقلاب واستطاع اعتقال معظم قيادات وأعضاء الحركة وقام بالاستيلاء علي معظم ممتلكاتهم وأموالهم .وأصدر الدجال قرارا باعتقال عبدالله كولن وإعلان حركة الخدمة حركة إرهابية وبدأ التخلص من جميع معارضيه بحجة دعم مسرحية الانقلاب ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل انه امتد الي قمع الصحافة والاعلام فأصدر أوامر الي الشرطة التركية باقتحام مقر صحيفة زمان المعارضة والأكثر انتشارا وتأثيرا في تركيا وتمت مصادرة الصحيفة.. ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد حيث فرض سيطرته علي وكالة الأنباء التركية جيهان وقام بمصادرتها بل انه أغلق أكثر من 80 مؤسسة اعلامية وبعدما تخلص الدجال من جميع معارضيه والسيطرة علي الصحافة والاعلام بدأ بتعديل الدستور من نظام برلماني الي نظام رئاسي حتي يستطيع الإمساك بمقاليد الحكم أكبر فترة وعندما عارضه ذراعه اليمين أحمد داود أوغلو قام بالتخلص منه واقالته حتي يستطيع الانفراد بالسلطة دون شركاء حتي اقرب الأقربين وقام بتعيين بن علي يلدريم بدلا منه وحاول الدجال بكل طاقته تزوير انتخابات اسطنبول لصالح بن علي يلدريم ضد اكرم اوغلو ولكن كانت إرادة الشعب التركي لصالح اوغلو فقام الدجال بإلغاء نتيجة الانتخابات بحجة ان فارق الأصوات قليل وأعلن إعادة الانتخابات بعدها بشهرين إلا أن الشعب التركي اعطاه درس العمر وخرج للوقوف ضده ودعم اوغلو في الانتخابات المعادة حتي استطاع اكتساح الانتخابات بفارق تخطي 700 الف صوت ليصبح اكرم اوغلو عمدة اسطنبول .فدائما الدجال يحترف اللعب في الخفاء ففي الوقت الذي يمارس فيه التصعيد الاعلامي ضد إسرائيل كان في الخفاء يبني علاقة استراتيجية تجارية واقتصادية مع إسرائيل ففي عام 2017 بلغ حجم التبادل التجاري بين إسرائيل وتركيا 4 مليارات دولار والمفاجأة الأكبر ان المسئول عن هذا الملف هو الابن الاكبر للدجال احمد اردوغان ففي نفس العام قام احمد اردوغان بإرسال 100 شركة تركية من جميع قطاعات الأعمال وأجروا لقاءات تجارية مع شركات إسرائيلية بهدف إنشاء تعاون تركي إسرائيلي مما أدي لصعود العلاقة الاقتصادية وتناميها بشكل كبير بينهم ولم يختلف الخطاب الاعلامي مع أمريكا كثيرا ففي الوقت الذي كان يمارس الدجال التصعيد الاعلامي في قضية القس الأمريكي اندور برونسون المعتقل في تركيا وكان دائما يردد الدجال رفضه إعلاميا الإفراج عن القس إلا انه في الخفاء كان يجري مفاوضات مع أمريكا انتهت بالإفراج عن القس اندور وترحيله الي أمريكا مقابل دعم أمريكا له في قضايا الفساد المتهم فيها ابنه الأصغر بلال . فلم يختلف كثيرا فساد الابن الأصغر للدجال بلال اردوغان عن اخيه الأكبر احمد فاستطاع بلال اردوغان تكوين علاقة اقتصادية مع تنظيم داعش الارهابي فكان بلال اردوغان يقوم بشراء البترول من تنظيم داعش واشترك معهم في عمليات غسيل الأموال وقامت روسيا بتوجيه اتهامات مباشرة الي بلال بالتعاون مع داعش وقامت ايطاليا بالتحقيق مع بلال اردوغان بتهم غسيل الأموال وقام القضاء التركي بتوجيه تهم فساد وغسيل أموال الي عائلة الدجال وعلي رأسهم بلال وقام الدجال باخفاء أدلة تورط عائلته في الفساد.. ففي عام 2014 نشر موقع أحوال مكالمات مسجلة بين الدجال وابنه بلال للاتفاق علي إخفاء الأدلة والأموال وتوزيعها علي بعض المقربين منهم حتي يخفي حجم ثروة عائلته الحقيقية.

مشاركة :