أكتب هذا المقال في الذكرى ٤٦ لحرب أكتوبر المجيدة وكلي فخر واعتزاز وانا اتحدث عن جدي لوالدتي المشير محمد عبدالغني الجمسي احد صانعي حرب الكرامة والذي كان يشغل في توقيت الحرب منصب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية ثم رئيس أركان القوات المسلحة أثناء الحرب ودوره في حرب الكرامة والعزة التي أعادت للوطن هيبته وكرامته واستطاعت تحرير الأرض وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي في خلال ست ساعات بفضل الله عز وجل بأبطال الجيش المصري العظيم فكانت حرب اكتوبر المجيدة علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية وكان لها الأثر الأكبر في تاريخ العسكرية العالمية الحديثة.وكان للمشير الجمسي دور بارز في حرب الكرامة حيث أطلق عليه في هذا التوقيت مهندس حرب اكتوبر واطلقت علية جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل لقب الجنرال النحيف المخيف وتم تصنيفه ضمن ابرع ٥٠ قائدا عسكريا في التاريخ وكان للجنرال النحيف المخيف إسهامات كبيرة في حرب الكرامة حيث قام بإعداد دراسة كاملة للحرب، وكانت تتضمن المواصفات الفنية لقناة السويس والمد والجزر وسرعة التيار واتجاهاته وساعات الظلام وساعات ضوء القمر وحالة البحرين الأبيض والأحمر وأفضل توقيت يناسب الجبهة المصرية والسورية في نفس الوقت للهجوم بحيث يتحقق أفضل استخدام للقوات المصرية والسورية بالعملية الهجومية بنجاح ويحقق أسوأ الظروف لإسرائيل وتحديد مواعيد الأعياد والعطلات الرسمية في إسرائيل وتأثيرها على إجراءات التعبئة في إسرائيل حيث القاعدة العريضة من الجيش الإسرائيلي هي القوات الاحتياطية ودراسة الموقف الداخلي لإسرائيل وتم كتابة هذه الدراسة في كشكول بخط يد الجنرال النحيف لضمان السرية وأطلق الرئيس الراحل محمد انور السادات علي هذه الدراسة كشكول الجمسي.فلم يتخيل أحد أن خطة الهجوم في حرب أكتوبر والتي تغير بعدها التاريخ وتغيرت معها الجغرافيا كتبها الجنرال النحيف المخيف في كشكول ابنته التلميذة في المرحلة الابتدائية، والتي أصبحت تدرس في العديد من الأكاديميات العسكرية في مختلف أنحاء العالم باسم خطة ”كشكول الجمسي”.وفي صباح السادس من أكتوبر وقف الجمسي بغرفة عمليات القوات المسلحة ينظر الي الساعة حتى جاءت الثانية مساء موعد العبور فصاح الجمسي ”بدر.. بدر.. بدر” إعلانًا لبدء الهجوم العسكري وانطلاق القوات الجوية في سماء سيناء لتدك الجيش الاسرائيلي وكان نصر أكتوبر، ولم يقتصر دور الجنرال النحيف المخيف في تحرير الأرض علي الحرب بل انه كان قائد المفاوضات مع عدو ظل يقاتله أكثر من ربع قرن وكان من أشرس القادة الذين جلسوا مع الإسرائيليين علي مائدة المفاوضات فكان يجلس علي طاولة المفاوضات مترئسا الوفد المصري متجاهلا الوفد الإسرائيلي دون القاء التحية والمصافحة فكان مفاوضا مخيفا مثلما كان عسكريا مخيفا.ورسالتي الي الشعب المصري العظيم عليكم بالافتخار والاعتزاز بانتصار اكتوبر العظيم وعليكم ان تحكوا قصص وبطولات اجدادكم لأبنائكم وعظمة الجيش المصري الذي يدافع عن الأرض والعرض وعليكم الاحتفال بأعظم انتصار حربي في العصر الحديث وهزيمة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر في ٦ ساعات علي أيدي الجيش المصري العظيم.
مشاركة :