يسعى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فمع افتتاح الجمعية العمومية للكاف في القاهرة الثلاثاء أعاد بلاتر تذكير الدول الإفريقية بالدعم المالي المكثف من الفيفا للاتحاد القاري. وأعلن بلاتر أن الفيفا أنفق نحو 700 مليون دولار على عدة برامج في أنحاء القارة السمراء. من جانبه، أعلن الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم كاف أن أصوات أعضاء الجمعية العمومية ستدعم بلاتر في انتخابات رئاسة فيفا المقبلة في 29 مايو. وقال حياتو في افتتاح أعمال الجمعية، موجها حديثه لبلاتر: هناك إجماع من قبل الدول الأعضاء في عمومية كاف على مساندتك أمام منافسيك. دعم إفريقي وآسيوي ومن المتوقع أن ينال بلاتر مساندة الاتحاد الإفريقي الذي تضم عضويته 54 دولة عندما يخوض انتخابات رئاسة الفيفا في مايو المقبل. ويعرف حياتو أيضا بالفساد، فقد أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم كاف أن جمعيته العمومية قد صوتت بالإجماع على إلغاء السن القانونية لرئيس الاتحاد البالغة 70 عاما. وهو قرار سيمنح حياتو فرصة الترشح لفترة ولاية أخرى بعد أن يتخطى السبعين في 2017. ويرأس حياتو (68 عاما) الاتحاد الإفريقي منذ عام 1988 وقد أعيد انتخابه لولاية سابعة على التوالي عام 2013. أما المرشحين الآخرين الذين دخلا سباق الرئاسة ضد بلاتر، وهما البرتغالي لويس فيغو نجم برشلونة وريال مدريد الإسبانيين سابقا، والأمير الأردني علي بن الحسين، فهما على علم بصعوبة إزاحة بلاتر. فقد توقع البرتغالي فيغو أن تكون مهمته صعبة في التغلب على بلاتر، وقال أعلم صعوبة المنافسة في سباق رئاسة الاتحاد الدولي، في ظل منافستي للسويسري جوزيف بلاتر، وأحاول الالتقاء بكل الأعضاء، لشرح أفكاري لتطوير اللعبة على مستوى العالم، وهذا يحتاج إلى جهد كبير، خصوصا وأنها التجربة الأولى لي. إقطاعية شخصية بالمقابل، اتهم الأمير علي بلاتر بتحويل الرئاسة إلى إقطاعية شخصية.وحمل الأمير علي بشدة على بلاتر، معتبرا أن الاتحادات الوطنية باتت تعتمد على الموافقة الشخصية له، وأن عائدات كأس العالم توزع حسب أهواء رئيس الفيفا. وحذر أيضا من أن إجراءات جذرية باتت مطلوبة لكي يستعيد الاتحاد الدولي مصداقيته بعد مزاعم الفساد التي تتعلق بقرار منح كأس العالم 2018 و2022 إلى روسيا وقطر. وفي يد بلاتر دعم غالبية الدول الإفريقية وعددها 54 اتحادا، وعلى الأقل نصف الدول الآسيوية وعددها 47 بالإضافة للأعضاء الـ11 في اتحاد اأوقيانوسيا و10 من أميركا الجنوبية ونصف أعضاء اتحاد أميركا الشمالية. ومن أشهر اتهامات الفساد ضد بلاتر، كانت عام 2011 حينما خصص 20 مليون يورو من أموال الـفيفا لفريق العمل لمكافحة الفساد بالتعاون مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية الإنتربول، وهي ما سمي بـالملف الأسود. ودفع بلاتر تلك الأموال للتحقيق بقضية التلاعب بنتائج حوالي 300 مباراة، بثلاث قارات مختلفة، وذلك في محاولة لغسل يديه من القضية. وبذلك تجاوز الرئيس حدوده التنفيذية وهو ليس بالأسلوب المتسق مع الإجراءات المناسبة للـفيفا فلا يعقل أن تمول الـفيفا نشاطات الإنتربول واتحاداتها التابعة لها تعاني الفقر والقحط المادي. وهناك الكثير من الأمور التي تثير حفيظة الملاحظين والمتتبعين لكرة القدم التي أصبحت تدار كما يدار العالم من قوة عظمى مدعومة من شركات كبرى (مثل نايكي وأديداس وبوما وكوكاكولا وبيبسي وغيرهم). وأثير الكثير من الجدل في كأس العالم 2006 بسبب قرعة كأس العالم التي كانت تحتوي على الكثير من الظلم للبعض والكثير من التساهل للبعض الآخر. وقام حينها مارادونا بفضح فيفا بقصة التلاعب في القرعة من أجل عيون بعض الفرق العالمية لضمان مشاركاتها وتأهلها، مما أحدث ثورة ضده في ذلك الوقت وشنت عليه حربا لا هوادة فيها، وأوقف وقتها مارادونا مرتين بسبب تعاطي المخدرات. لقد أصبح بلاتر من الشخصيات المثيرة للجدل فهو يصرح ويتدخل في أمور كان من باب المكانة الإدارية أن تتولاها جهات تنظيمية أو فنية، مثل تصريحاته بخصوص إقامة كأس العالم كل سنتين وغير ذلك مثل مشاركاته في القرعة شخصياً، وهذا ما أثار الشكوك في مدى دقة هذه القرعة واستخدام الكرات الحارة والباردة للتأثير على القرعة. بلاتر والإنجليز ويتمتع السويسري بدهاء كبير إذ أن الإنجليز فعلوا الكثير من أجل إبعاده عن السلطة في الـفيفا ولكنه ما زال صاحب السلطة الأكبر في عالم كرة القدم. وشن الشارع الإنجليزي ضده هجوما لاذعا بعد خسارة إنجلترا لشرف تنظيم كأس العالم 2018، حيث تم اتهامه بالرشوة وبدأوا في البحث والكشف عن حالات الفساد المحتملة في إدارته. واتهمت إنجلترا بلاتر ومعاونيه بتلقي رشوة لإنجاح الملف الروسي، إذ نشرت صحيفة غارديان تقريرا بشأن الأحداث، مؤكدة أن رئيس الاتحاد الدولي اجتمع مع شخصيات روسية مطلوبة من الشرطة الدولية إنتربول قبل عملية التصويت لاختيار البلد المنظم. ورغم نفي بلاتر الشديد لتلك الأحداث إلا أن الإنجليز الذين يتمتعون بإعلام يعد من الأقوى تأثيرا على الساحة، ردوا عليه بطريقة لم يكن يتوقعها حين بث صورا له مع واحد من أشهر شخصيات المافيا الروسية ويدعى أليمزان توختاخينوف ويعد من المطلوبين لدى الشرطة الدولية لتورطه بجرائم عدة ويصنف من ضمن أخطر الرجال في روسيا. وبذلك تكون الصحف الإنجليزية قد نجحت في إثبات بعض الفساد الإداري لدى فيفا من خلال صحيفة صنداي تايمز التي كشفت عن عملية بيع أصوات بين أعضاء فيفا للملفات المرشحة لاستضافة كأسي العالم في عامي 2018 و2022.
مشاركة :