قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، بزيارة خاطفة إلى روما والفاتيكان للقاء المسؤولين الإيطاليين والبابا فرنسيس، وذلك في أوج أزمة بين موسكو والدول الغربية، بحث فيها عدة قضايا دولية أبرزها النزاع الأوكراني والبرنامج النووي الإيراني، والأزمة السورية، إذ أبدى مخاوفه من تدفق المتشددين منها إلى ليبيا. وجدد أيضاً رفض بلاده لاتهامات الولايات المتحدة بالتدخل في انتخاباتها، وأكد استعداده للحوار بشأن الحد من التسلح.وتوجه بوتين فور وصوله إلى مطار روما، إلى الفاتيكان، حيث استقبله البابا فرنسيس، في ثالث لقاء لهما، للتباحث في قضايا دولية وثنائية، منها الوضع في سوريا وفي شرق أوكرانيا، إضافة إلى الحوار بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، والكنيسة الكاثوليكية، حسبما ذكر الكرملين في وقت سابق. وخلال ذلك اللقاء، دعا البابا الرئيس الروسي إلى «بذل جهد جدّي وصادق» لإحلال السلام في أوكرانيا. وقال رئيس الحكومة في الفاتيكان، إن الحبر الأعظم ينظر إلى بوتين كرجل مؤمن، يحتضن القيم المسيحية، مضيفاً أن روسيا تولي اهتماماً كبيراً لمسائل مثل حماية المسيحيين في الشرق الأوسط.والتقي بوتين خلال زيارته، نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، ورئيس الوزراء جوزيبي كونتي، ونائبي رئيس الحكومة ماتيو سالفيني، ولويجي دي مايو. وقال المستشار في الكرملين يوري أوشاكو، إن «القضايا الاقتصادية ستحتل الأولوية» في الزيارة، موضحاً أن «مبادلاتنا التجارية لم تتمكن من العودة إلى المستوى الذي كانت عليه قبل 2014» عندما بلغت 54 مليار دولار، معرباً عن أسفه لأن «إيطاليا تراجعت من المرتبة الثالثة أو الرابعة على لائحة شركائنا الاقتصاديين إلى المرتبة الثامنة بسبب العقوبات الأوروبية وعقوباتنا المتبادلة». ويرغب بوتين في بحث العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي مع السلطات الإيطالية، إضافة إلى الأوضاع في سوريا وأوكرانيا وليبيا، وكذلك البرنامج النووي الإيراني.وأبدى بوتين خلال مؤتمر صحفي في روما، قلقه من تدفق المتشددين على ليبيا من محافظة إدلب السورية، وحذر من أن الوضع في ليبيا يتدهور. وقال بعدما أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي، إن موسكو تأمل أن توافق الأطراف المتحاربة في ليبيا على وقف إطلاق النار، وإجراء محادثات والدخول في عملية سياسية لحل مشكلات البلاد.وأشاد بوتين خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة «كورييري ديلا سيرا»، بأن موسكو مستعدة لتعزيز الحوار مع الولايات المتحدة بشأن الحد من التسلح والاستقرار الاستراتيجي، ورفض الاتهامات الأخيرة بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية والأوروبية.وقال: «الشيء الأكثر عبثية هو اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية»، بحجة أن التحقيق الأمريكي الاتحادي، بقيادة المحقق الخاص روبرت مولر، «أخفق في جمع أدلة ملموسة لمجرد أنه لم يحدث شيء». وقال بوتين إن اتهام بلاده بمحاولة التدخل في الانتخابات الأوروبية «شائعة» تهدف إلى «شيطنة روسيا في عيون المواطنين الأوروبيين». وقال: «أرغب في أن أوضح ذلك تماماً، لم نتدخل، ولا نعتزم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أو أي دولة أخرى».وعن العلاقات مع أوكرانيا، قال بوتين إن تحسن العلاقات «محتمل»، إذا بدأ الرئيس الأوكراني الجديد فولوديمير زيلينسكي «حواراً مباشراً مع مواطنيه في دونباس»، وتوقف عن «وصفهم بالانفصاليين».(وكالات)
مشاركة :