استأنف المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان وقادة حركة الاحتجاج مساء أمس الأربعاء المفاوضات بشأن تشكيل هيئة انتقالية، في جلسة هي الأولى من نوعها منذ شهر تماماً حين سقط عشرات القتلى خلال فضّ اعتصام للمتظاهرين أمام مقرّ قيادة الجيش في الخرطوم. والتقى ثلاثة عسكريين بينهم نائب رئيس المجلس العسكري الفريق محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي" وخمسة ممثلين عن "تحالف الحرية والتغيير" الذي يقود الاحتجاجات، بحضور الوسطاء من إثيوبيا والاتحاد الإفريقي في فندق في الخرطوم، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة "فرانس برس". ورحّبت واشنطن باستئناف الحوار، مؤكّدة على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية موغان أورتيغاس أن "الوقت حان كي يتوصّل المجلس العسكري الانتقالي إلى اتّفاق مع تحالف الحرية والتغيير". وأضافت أن واشنطن تدعم "مطلب الشعب السوداني تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية". وكان قادة حركة الاحتجاج وافقوا بشروط على دعوة الوسطاء الأفارقة لاستئناف "التفاوض المباشر" مع المجلس العسكري بشأن نقل السلطة، وذلك بعد تجاذب استمرّ أسابيع عدة شهدت تشديداً في القمع. وقال أحد قادة قوى الحرية والتغيير مدني عباس مدني بعد اجتماع قادة الاحتجاج خلال مؤتمر صحافي إن الحركة الاحتجاجية "قررت ان تستجيب لدعوة التفاوض المباشر" لكن بشروط. وأشار مدني إلى أن من "الشروط التي وضعناها يجب أن يكون هناك مدى زمني محسوم لعملية التفاوض. نحن اقترحنا 72 ساعة. ليس لدينا ولا لدى الشعب السوداني مساحة للاستمرار في التفاوض اللانهائي". وتطالب الحركة الاحتجاجية أيضاً بالحصول على نسخة من نصّ الوساطة الذي يتضمّن "التعديلات" التي اقترحتها الحركة، خصوصاً التعديل المتعلق بضرورة مناقشة تشكيلة الهيئة الانتقالية. ومنح رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان "عفواً" عن 235 من متمردي "جيش تحرير السودان"، أحد أبرز الفصائل المتمرّدة في دارفور وإحدى قوى تحالف الحرية والتغيير. وجاء في بيان نقله التلفزيون الرسمي: "يُطلق سراح المعنيين فوراً ما لم يكونوا مطلوبين في اجراءات قانونية أخرى". وأكد الوسيطان أن المفاوضات ستتطرّق إلى مسألة الهيئة الانتقالية، وهي "مجلس سيادي" مؤلف من ثمانية مدنيين وسبعة عسكريين، وفق الخطة الانتقالية التي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منها. وسيكون "تحالف الحرية والتغيير" ممثّلاً على الأرجح بسبعة من أصل المدنيين الثمانية، في حين أنّ الشخصية الثامنة سيختارها الطرفان معاً. وسيرأس الهيئة الانتقالية أحد العسكريين في النصف الأول من الفترة الانتقالية أي خلال الـ18 شهراً الأولى، على أن يحلّ مكانه أحد المدنيين في النصف الثاني، بحسب الوثيقة. وكان السبب الرئيسي لتعليق المفاوضات في أيار (مايو)، تشكيلة الهيئة الانتقالية إذ إن كلاً من الطرفين يريد ترؤسها. ودعا قادة الاحتجاجات إلى تظاهرة كبيرة في 13 تموز (يوليو) الجاري تليها حملة عصيان مدني. وأدت حملة مماثلة نظمت من 9 إلى 11 حزيران، إلى إدخال العاصمة في حالة شلل. إلى ذلك، أعلنت شركة طيران الإمارات اليوم الخميس استئناف رحلاتها إلى الخرطوم بدءاً من 8 من تموز الجاري، بعد أن أوقفتها في أوائل حزيران الماضي بسبب الوضع هناك. وأعلنت الشركة في بيان: "بعد مراقبة الوضع عن كثب في السودان واجراء مراجعة شاملة لكافة العوامل التشغيلية، قررنا استئناف خدماتنا إلى الخرطوم". وكانت الشركة علقت طائراتها إلى السودان في أوائل حزيران الماضي. وستستأنف الرحلات عبر طائرة واحدة يومياً تربط بين دبي والخرطوم.
مشاركة :