المعيقل والصبان وشحاتة وعواد أهم دعاة النهضة الأدبية والوطنية

  • 4/9/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استهل ملتقى قراءة النص الثالث عشر، والذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة أولى جلساته برئاسة الدكتور عبدالله الحيدري بأربع أوراق بحثية، لكل من الدكتور عبدالله المعيقل بعنوان «مقدمات الرواد»، وورقة للدكتور عبدالحق بلعابد بعنوان «خطاب العتبات في أوليات الأدب السعودي»، وورقة ثالثة للدكتور حمد السويلم بعنوان «الأسس المعرفية في جهود النقاد الرواد» وورقة أخيرة لعثمان جمعان بعنوان «الطائف ونخبه المثقفة»، فيما عقب الناقد علي الشدوي على مجمل الأوراق، وتداخل عدد من الحضور في جزئيات من المحاضرات. بداية، تناولت ورقة الدكتور عبدالحق بلعابد أستاذ نظرية الأدب والأدب المقارن المشارك بجامعة الملك سعود كلية الآداب قسم اللغة العربية وآدابها، دراسة العتبات، حيث اعتبرها مدخلا مهما لفهم النصوص وتأويلها، وذهب إلى أن بحثه في هذا المضمار يعد جديدا من حيث مقاربته للمقدمات النقدية الحديثة في بدايات الأدب السعودي والنقدي عند أهم رواده، وهما إبراهيم هاشم فيلالي في كتابه المرصاد، وعبدالله عبدالجبار في كتابه التيارات الأدبية الحديثة. وأوضح، في محاضرته، أن خطاب العتبات في الرؤية العربية عامة، مرتبط بفنون التأليف والتدوين، وصنعة الكتابة، التي تقوم على قواعد ضابطة، وشروط محكمة، لا يمكن لمن تصدر للتأليف أن يتجاوزها بأي شكل كان، كما وردت في كتب متخصصة كثيرة منها (أدب الكاتب لابن قتيبة والصولي، والأحكام في صنعة الكلام للكلاعي، وصبح الأعشى للقلقشندي). وانتهى بلعابد بقوله «فالملاحظ عند القدماء أن المقدمة في أغلب تسمياتهم يطلق عليها (الخطبة)، وهذا من بقايا العقل الشفاهي العربي، قبل انخراطهم في عصر التدوين أو ظهور العقل الكتابي العربي كما هو ظاهر فيما أشار إليه التهانوي وغيره، لتصبح المقدمة عندهم فضاء للخطط الكتابية، وأفقا لانتظارات القارئ». وتناولت ورقة الدكتور عبدالله المعيقل خطاب المقدمات في الأدب السعودي ـ بين إنكار الذات وإثباتها، حيث تعرض لمقدمات ثلاثة رواد في الأدب السعودي. واعتبر المعيقل أن محمد سرور الصبان أحد أهم دعاة النهضة الأدبية والوطنية في المملكة وله دور كبير في الحراك الفكري وتأسيس حركة للنشر والتأليف وفي ما نشره من كتب كثيرة على نفقته الخاصة، ومنها كتب في التراث، التي تميزت بفكر تنويري في دعوته للتجديد والتغيير، كاشفا عن رؤية عميقة في الإصلاح تتجاوز الأدب والثقافة، لتشمل مجالات حيوية في المجتمع والأمة، وكان منزله بمثابة المنتدى يجتمع فيه ناشئة الحجاز يشجعهم ويرعى إنتاجهم. أما حمزة شحات ــ كما أشار المعيقل ــ مثقف واسع الاطلاع في مختلف حقول المعرفة من فنون وآداب وفلسفة، كاتب بارع وشاعر مجدد حقق للقصيدة السعودية مكانة مهمة، ومع ذلك كان لا يسمح بنشر شيء من إنتاجه، وبعد تطواف في وظائف داخل المملكة وخارجها لا يمكث في الواحدة منها طويلا، استقر في القاهرة وفرض على نفسه عزلة شديدة إلى أن توفي هناك. وأبان الدكتور المعيقل أن محمد حسن عواد من أبرز الأسماء في جيل الرواد وربما أبعدهم أثرا وتأثيرا في جيله والأجيال التي تلت، وقال «رغم أن العواد شاعر مكثر إلا أن أهميته في المقام الأول تعود لكونه يمثل ظاهرة بما اتصف به من أفكار جديدة سابقة لعصرها وبأسلوبه الذي قدم به هذه الأفكار للمجتمع في دعوته للانفتاح على كل جديد، وهجومه على القديم في صراحة وقوة أصابت الناس بالدهشة، وظل حتى وفاته ــ رحمه الله ــ مستمرا في الكتابة وفي جهوده الشخصية بما عرف عنه من نفس إصلاحي». وكانت الورقة الثالثة للدكتور حمد السويلم بعنوان «الأسس المعرفية في جهود النقاد الرواد» قال فيها هذه وقفات سريعة مع المنجز النقدي الذي كتبه الرواد خلال حقبة زمنية محددة، وأن النقد لا يولد كاملا، وإنما لا بد أن يمر بمرحلة سكون ومخاض، بيد أن هذه المرحلة طال زمنها. وقال سويلم اشتغال بعض النقاد في الصحافة نأى بهم عن المنهجية الدقيقة وكذلك تعاطي النقاد للإبداع جعلهم يضجون من الصرامة العلمية. إن الناقد في هذه الحقبة ميال إلى التذوق الآني، فهو لا ينشغل بالموضوعات والتقاط صفاتها وخصائصها، وكثير من الذين يمارسون العمل النقدي هم في الأصل مبدعون. وأبان سويلم بأن الشاعر اعتاد على أن يسبح في فضاء الإبداع، في حين تتطلب الممارسة النقدية الإجراء المنهجي الذي يتكئ معرفيا على أصول نظرية. وفي المحاضرة الأخيرة من الجلسة الأولى، قدم الأستاذ عثمان جمعان الغامدي رؤية شاملة عن مكانة مدينة الطائف التاريخية والاجتماعية، مستعرضا أدوار الأسر العلمية ومكانتها وتأثيرها على التنوير في المملكة، ورصد عددا من هذه الأسر منها: أسرة آل النجار، ومنهم الشيخ محمد العبود أحد علماء الطائف وفضلائها كان له مجلس علمي وكان من جلسائه صالح كشميري، ومن هذه الأسرة أيضا الشيخ الطبيب أحمد بن علي النجار الطائفي والشيخ عبدالله كمال، والشيخ عبدالرحمن قاضي، والشيخ عبدالحي كمال، والشيخ محمد صالح قزاز، والشيخ سليمان الصنيع، وعبدالرحمن السقاف. كما ذكر أسرة آل قاري وأسرة القاضي وأسرة بن حريب وآل سراج وآل الراضي وأسرة المرغني وأسرة آل كمال. ولفت جمعان إلى الأسماء التي اضطلعت بدور مهم في الحركة الثقافية في الطائف، ومنهم محمد بن إبراهيم المؤيد صاحب مكتبة المؤيد. مشيرا إلى أنه كان يرتاد مكتبته كثير من المشايخ والأدباء من أمثال القاضي أحمد الحضراني، وعبدالقدوس الأنصاري، وعبدالعزيز الرفاعي، ومحمد بن عبدالرحيم الصديقي، وعبدالله بن خميس، وعبدالرحمن المعمر، وغيرهم. ثم أتيح للناقد علي الشدوي التعقيب على ما ذكر في الجلسة الأولى، حيث أشار إلى أن ورقة الدكتور معيقل تعد من المقاربات العددية والدكتور العابد استشراف كاتب المقدمة، فالورقتان توصيف خطاب للمقدمات، وأبدى الشدوي أن الورقات حملت أفكارا مضيئة ولكن غاب عنها الوصف والفحص التاريخي، ويواصل الشدوي في تعقيبه حول ورقة الدكتور السويلم بأنها علمية انحيازية مسميا إياها(بالضجر والصرامة العلمية)، وهي عقل النهضة، مختتما الشدوي بأن مفهوم الريادة مرن يطوع للتطوير ثم داخل عدد من الحضور، منهم الدكتور معجب العدواني والدكتور محمد الربيع والدكتورة سعاد المانع وإيمان الحازمي والدكتور حسين المناصرة.

مشاركة :