المفتي السابق يكشف عن سبب تشريع سنة الأضحية وعلاقتها بالحج

  • 7/7/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأضحية تشتمل على معانٍ جليلة وحِكم قيمة‏‏ منها‏:‏ التشبه بالحجاج حين ينحرون هديهم في فريضة الحج‏، سواء على وجه الوجوب للمتمتع والقارن أو على الاستحباب للمفرد‏.واستدل «جمعة» في فتوى له، بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:‏ «ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها‏,‏ وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا» (‏الترمذي‏).‏وأضاف جمعة: من التشبه بالحجاج أيضا في الأضحية أنه يسن لمن أراد الأضحية عدم قص الأظافر وحلق الشعر إلا بعد ذبح أضحيته،‏ كما هو شأن الحجاج‏,‏ وهو تشبه بهم في كونهم شعثا غبرا‏,‏ فعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال‏: «‏من أراد أن يضحي فلا يقلم أظفاره ولا يحلق شيئا من شعره في العشر الأول من ذي الحجة» (‏سنن الدارمي‏).‏وأوضح من التشبه بالحجاج أيضا في الأضحية التوسعة على الفقراء والمساكين وإدخال السرور عليهم،‏ كما قال تعالى‏: «فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ»، ولذلك كان تقسيم الأضحية كما قال الإمام أحمد‏:‏ نحن نذهب إلى حديث عبد الله‏:‏ يأكل هو الثلث‏،‏ ويطعم من أراد الثلث‏، ويتصدق بالثلث على المساكين‏.وتابع: وقال الشافعي‏:‏ أحب ألا يتجاوز بالأكل والادخار الثلث‏، وأن يهدي الثلث، ويتصدق بالثلث‏. (‏تفسير ابن أبي حاتم‏)‏ ومن هنا قال تعالى‏: «لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ»، ففي الآية دلالة صريحة على أن الأضحية لا تطلب لذاتها‏،‏ ولكن للتوسعة على الفقير وابتغاء التقوى ومحبة الخير لكل الناس‏,‏ ويؤكد ذلك ما روي عن عائشة رضي الله عنها‏: «أنهم ذبحوا شاة فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ‏ما بقي منها؟ قالت‏: ‏ما بقي منها إلا كتفها‏.‏ قال‏: ‏بقي كلها غير كتفها‏» (‏الترمذي‏).‏وتابع: من حكم مشروعية الأضحية تحقيق فضيلة التقوى‏,‏ وذلك بالإذعان والطاعة والانقياد لأمر الله تعالى حيث قال‏: «لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ المُحْسِنِينَ»‏ وتتحقق التقوى كذلك بحسن اتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في هديه وبيانه لشروط الأضحية التي تدور حول سلامتها من العيوب تقوى للمضحي ونفعا للفقير،‏ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أربع لا تجوز في الأضاحي‏:‏ العوراء بين عورها،‏ والمريضة بين مرضها، والعرجاء بين ظلعها، ‏أي عرجها‏، والكسير التي لا تنقي، أي الهزيلة‏» (سنن أبي داود‏)‏ ذلك أن الله طيب لا يقبل إلا طيبا،‏ قال تعالى‏: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ» والإنفاق لا يكون إلا من أطيب ما يملكه الإنسان‏.‏وواصل: لكل هذه المعاني ولغيرها كانت الأضحية ذات شأن ومشروعية واستحباب من قبل الشرع الشريف،‏ إذ فيها دلالة على حسن العلاقة بين العبد وربه‏, ‏وبين الإنسان وأخيه الإنسان‏,‏ ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم- :‏ «من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مصلانا‏» (‏أحمد‏).‏وأبان بأن وقت الأضحية يبدأ من بعد صلاة العيد لقول الله تعالى‏: «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ»‏ وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من ذبح بعد الصلاة تم نسكه‏,‏ وأصاب سنة المسلمين» (‏البخاري ومسلم‏)، وينتهي الوقت بغروب شمس ثالث أيام التشريق‏، وفي ذلك توسعة للزمان حتى تتحقق التوسعة على الفقراء طول أيام العيد‏.

مشاركة :