السودان على الطريق الصحيح

  • 7/7/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

د. حسن مدن أي خبر يأتي من السودان الشقيق بالوصول إلى اتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، أو حتى بقرب الوصول إليه، يثير في نفوسنا الفرح والأمل، وأي خبر يشير إلى العكس يثير حالاً من القلق والخوف عليه. وقد كان مسار المفاوضات بين الطرفين مساراً معقداً ومتعرجاً، منذ الإطاحة برأس النظام السابق عمر البشير في 11 إبريل/ نيسان الماضي إثر التظاهرات التي اندلعت، في البدء، احتجاجاً على زيادة أسعار الخبز وسوء الأحوال المعيشية، بعدما حكم البلاد بقبضة من حديد لنحو ثلاثة عقود. وجعل هذا المسار المتعرج السودانيين وأشقاءهم في حال من الترقب والخوف، وأدى إلى سقوط المزيد من الضحايا كان يجب ألا يسقطوا، لو أمكن بلوغ اتفاق على حل سياسي في حينه، لتجنب ما حدث عند فضّ الاعتصام أمام مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم بالقوة، وما تلى ذلك من توترات ومواجهات، لتشهد السودان في 30 يونيو/ حزيران، مظاهرات حاشدة وصفت بأنها الأكبر في تاريخه. لهذا السبب بالذات وجدنا الاحتفالات تعمّ السودان عقب الإعلان عن الاتفاق الأخير الذي أبرم بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير بوساطة إثيوبية، حيث أذاعت وكالات الأنباء أن آلاف الأشخاص من جميع الأعمار خرجوا إلى شوارع المدن ابتهاجاً. ومثل هذه البهجة عمّت في صفوف كل من يهمهم استقرار السودان وانتصار ثورة شعبه ضد الاستبداد والفساد في تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها، من خلال العبور الآمن للمرحلة الانتقالية التي تتطلب درجة ضرورية من التوافقات بين الفرقاء المختلفين في المعادلة السياسية القائمة في البلد اليوم، لتجنيبه مخاطر الانزلاق نحو العنف وحتى الحرب الأهلية، وهي مخاطر حقيقية لا يصح الاستخفاف بها أو التهوين من شأنها. الاتفاق الأخير الذي قوبل بالترحاب، كما رأينا، ينص، وفق إعلان وسيط الاتحاد الإفريقي على «إقامة مجلس للسيادة بالتّناوب بين العسكريّين والمدنيّين لمدّة 3 سنوات قد تزيد قليلاً»، و«تشكيل حكومة مدنية سمّيت حكومة كفاءات وطنية برئاسة رئيس وزراء مستقل» و«إجراء تحقيق دقيق شفاف وطني مستقل لمختلف الأحداث العنيفة التي عاشتها البلاد في الأسابيع الأخيرة». كما اتفق الطرفان على إعطاء فرصة للمزيد من المشاورات حول بعض القضايا الخلافية ب «إرجاء إقامة المجلس التشريعي والبتّ النهائي في تفصيلات تشكيله، إلى أن يتمّ قيام المجلس السيادي والحكومة المدنيّة». المؤمل أن تسود في المرحلة المقبلة الأجواء الإيجابية التي شاعت بعد الإعلان عن الاتفاق، ويتطلب ذلك مناخاً من الثقة والرغبة الجادة في وضع البلاد على الطريق الصحيح. madanbahrain@gmail.com

مشاركة :