تعقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعا طارئا، الأربعاء، بناء على طلب الولايات المتحدة لعرض انتهاكات إيران للاتفاق النووي الذي وقع العام 2015، بعدما تجاوزت طهران الحد المسموح به في الاتفاق لمخزونها من اليورانيوم المخصب، في حين أعلنت إيران أنها ستنفذ اليوم تهديدها بتخصيب اليورانيوم بمستوى يتخطى نسبة 3.67% بزعم أنه لأهداف سلمية، كرد على الانسحاب الأميركي من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات. نشاطات مشبوهة في العاشر من يونيو 2019، عقد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيو آمانو مؤتمراً صحفيًا في مقر الوكالة في فيينا، وردًا على سؤال طرحه مراسل صحيفة «اعتماد» التابعة للنظام الإيراني، لماذا يتعرض النظام للعقوبات، رغم تعاونه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ركز على عدم تعاون النظام لحسم النشاطات النووية للنظام ذات الأبعاد العسكرية المحتملة المسماة بـ PMD، ونوه بشكل خاص إلى 12 حالة من النشاطات النووية المشبوهة بأبعاد عسكرية. كذب محض إن مجموع ما قامت به المقاومة الإيرانية من عمليات الكشف وما عرضته الوثائق الصادرة عن مراكز الدراسات الدولية بشأن النشاطات النووية للنظام ذات الأبعاد العسكرية خلال العامين الماضيين، لم تبق أي شك في برنامج النظام لتصنيع السلاح النووي. وتثبت الوثائق المتاحة وبتفاصيل دقيقة أن كل المجالات الـ12 التي كانت تدرسها الوكالة الدولية والتي وردت في مرفق تقرير نوفمبر 2011، قد تم تنفيذها من قبل النظام الإيراني وأن كل إجابات النظام على أسئلة الوكالة الدولية كانت كذبا محضا. فهذه المجموعة من المعلومات والوثائق لم تكن متوفرة في دراسات الوكالة الدولية في الفترة الماضية مما يجعل إعادة الأمر ومراجعة كاملة لنشاطات النظام النووية ذات الأبعاد العسكرية أمرًا ضروريًا.. وفي هذا التقرير، ندرس بعض المحاور من 12 محورًا ورد في مرفق تقرير نوفمبر 2011 للوكالة الدولية. أولا: تصنیع نظام التفجير للسلاح النووي في موقع سنجريان باسم مستعار «نورآباد» تم الكشف عن موقع سنجريان لأول مرة في مؤتمر صحفي أقامه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بتاريخ 24 سبتمبر 2009 من قبل مهدي أبريشمجي رئيس لجنة السلام في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وتم الكشف في هذا المؤتمر عن موقع سنجريان السري، وموضوع عمله كان تصنيع جهاز التفجير النووي (القنبلة الذرية من نوع ايمبلوجن). وتم الكشف عن اسم مؤسسة تصنيع الجهاز وهو «METFAZ» وهذه المؤسسة هي واحدة من الأجهزة المصنعة للسلاح النووي. ويذكر تقرير معهد العلوم والأمن الدولي المنشور في 7 مايو 2019 تحت عنوان « مولد موجة الصدمات لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني»، أن الموقع تم اكتشافه لأول مرة من قِبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) في عام 2009، يُطلق عليه «مركز أبحاث الانفجار والتأثير» بالقرب من سنجريان، والمعروف بالفارسية اختصارا باسم METFAZ. تفاصيل أنشطة موقع سنجريان بناءً على تقارير من داخل مؤسسة تصنيع الأسلحة الذرية باسم SPND، والتي تتضمن تفاصيل الأجهزة والمواد المستخدمة في الموقع، وأوضح تقرير المعهد الدولي للعلوم والأمن الدولي، أن النظام سمى الموقع تحت اسم مستعار نور آباد.. فيما يلي بعض التجارب نقلًا عن هذا التقرير: 01 غرفة نور آباد مبنى سنجريان يحتوي أيضًا على غرفتين لإطلاق المتفجرات استخدمت لاختبار EBWs ، أو مولد موجة الصدمات أو الموزع، والمكونات الفرعية الأخرى التي قد تكون مطلوبة لمشروع مولد الموجات الحلقية أو معدات التشخيص عالية السرعة ذات الصلة. كانت غرف المتفجرات تسمى نور آباد العليا والسفلى، حيث كانت غرفة نور آباد السفلى أصغر، حيث توجد 8 أجهزة تفجير أو أجهزة EBW مرئية. وكانت غرفة نور آباد العليا مزودة بكاميرا عالية السرعة يمكنها التقاط صور لاختبارات تنطوي على متفجرات عالية عبر منفذ على جانب واحد. ومن المحتمل أن يكون حجم هذه الغرفة بضعة أمتار مكعبة وقادرة على التعامل مع بضعة كيلوجرامات من المتفجرات العالية. 02 قيد التطوير تشير الاختبارات إلى أنه خلال فترة شهرين تقريبًا، كان مولد الموجات الحلقية قيد التطوير، ويتم تقييم العديد من الاختبارات على أنها تتعلق باختبار نسخة أصغر من تلك المخططة للاستخدام في رأس حربي يتم وضعه في صاروخ. وكان نظام الملالي ادعى في عام 2008 وفي السنوات التالية، ردًا على التجربة أن النظام نفذها للسيطرة على آبار النفط. 03 معلومات وتفسيرات في تقرير صدر في سبتمبر 2014، ذكرت الوكالة أن النظام الإيراني قدم معلومات وتوضيحات للوكالة بشأن قرار إيران في أوائل عام 2000 بتطوير أجهزة تفجير آمنة. كما قدمت إيران معلومات وتفسيرات للوكالة بشأن عمل إيران بعد عام 2007 صنع مفجرات مجهزة بسلك قنطرة تفجير لقطاعها المتعلق بالنفط والغاز. وأفادت الوكالة سابقًا أن مثل هذا التطبيق لا يتنافى مع الممارسات المتداولة في القطاعات المتخصصة. وأشار المدير العام كذلك إلى أن الوكالة ستحتاج إلى النظر في جميع القضايا العالقة الماضية، بما في ذلك صواعق EBW ، ودمجها في «نظام» وتقييم «النظام» ككل. 04 أمر للخداع إن عمليات الكشف من قبل المقاومة الإيرانية لا تترك أي شك في أن مؤسسة «spnd» كانت تعمل على تصنيع نظام التفجير للسلاح النووي، وكذلك استخدام أنظمة تفجير EBW في موقع سنجريان، وكانت جميع الإجابات التي قدمها النظام إلى وكالة الطاقة الذرية مجرد أكاذيب. وكشف مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن، في المؤتمر الصحفي الذي عقده في 1 ديسمبر 2015، عن تفاصيل لأكاذيب النظام حول أنظمة تفجير EBW تحت غطاء الحاجة إلى استخدامها في آبار النفط. نُشر هذا الكشف في كتاب بعنوان «إيران: أمر للخداع والتستر» في مايو 2016. وفي الكشف الذي قامت به المقاومة الإيرانية في واشنطن في 21 أبريل 2017، تم الإشارة إلى استمرار نشاط مؤسسة «spnd»، وقيل أيضا إن «METFAZ» حولت بعض أنشطتها من موقع سنجريان إلى موقع الأبحاث الموجود في موقع بارشين. ثانيا: البادئ النيوتروني وغرف التفجير في موقع بارشين «باسم مستعار طالقان» في نوفمبر 2014، كشفت المقاومة الإيرانية تفاصيل بناء لغرف التفجيرات لإجراء تجارب نووية في بارشين. وبدأ مشروع غرف التفجير التي تم تركيبها واستخدامها في بارشين، تحت رعاية الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية (التي كانت تسمى مركز أبحاث الفيزياء في ذلك الوقت، والتي تسمى اليوم منظمة الابتكارات والبحوث الدفاعية، (spnd). تمت مراقبة المشروع مباشرةً من قبل محسن فخري زاده، وهو العنصر الرئيسي في برنامج الأسلحة النووية للنظام. وكان المسؤول الرئيسي لهذا المشروع سعيد برجي، وهو ضابط في قوات الحرس، أخصائي متفجرات، مسؤول سابق عن مركز الأبحاث والتطوير في تقنيات الانفجارات والتأثيرات، المعروف باسم «METFAZ» ، من الأقسام التابعة لـ (spnd) ومن أعضاء قريبين من فخري زاده. وكانت البحوث حول ما سمي بـ»نانو الماس» ليس إلا غطاء لهذا المشروع. ويعد «المكتب الرئاسي للتعاون التقني والابتكارات» منظمة ضالعة في التحايل على العقوبات والحصول على معلومات غير قانونية عن أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة النووية، انخرط في استقطاب خبراء من روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا وتوظيفهم فيما يتعلق بالأنشطة النووية في وزارة الدفاع، وكان له دور مباشر ونشط في جذب العالم الأوكراني دانيلينكو وتأمين حاجاته. وعمل برجي رئيس هذا القسم في مؤسسة الابتكار الدفاعي والأبحاث عن كثب في المشروع مع دانيلينكو منذ وصول الأخير إلى إيران وحتى مغادرته للبلاد، وصمموا بالاشتراك أسطوانة التفجير المستخدمة في بارشين. وحصل على بعض تجارب دانيلينكو في مجال نانو الماس وتقنية الانفجارات والتأثيرات ومجالات أخرى للقنابل النووية. تصميم كامل تم تركيب أسطوانة التفجير المستخدمة في بارشين من قبل شركة آذر أب، وهي من الشركات التابعة لمقر خاتم الأنبياء من المؤسسات التابعة لقوات الحرس الثوري كمشروع خاص مع معلومات مصنفة للغاية وكان لدى شخصين فقط في الشركة التصميم الكامل للبناء، وتولت وزارة الدفاع تركيب الأسطوانة، وفي 13 مايو 2019، أصدر معهد العلوم والأمن العالمي تفاصيل عن أسطوانة التفجيرات في موقع بارشين ومواصفاته حسب الوثائق الواردة في تقرير بعنوان «Neutron Source: Iran’s Uranium Deuteride Neutron Initiator»، وتم الحصول على غرفة التفجير وصور من داخل المبنى، مما يؤكد المعلومات التي كشفت عنها المقاومة الإيرانية لبناء غرفة التفجيرات وتحديد موقع الغرفتين للتفجير وكان النظام قد أطلق عليهما «طالقان1» و «طالقان2». ثالثا: إنتاج يورانيوم عالي التخصيب في موقع فوردو (الملقب باسم مستعار موقع الغدير) تم الكشف عن موقع فوردو للمرة الأولى من قبل المقاومة الإيرانية في عام 2005 من قبل محمد محدثين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وفي سبتمبر 2009، تم الإعلان عن الموقع من قبل رؤساء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وكشفت المقاومة الإيرانية في باريس في أكتوبر 2009 أن أنشطة فوردو كانت مرتبطة بالأسلحة النووية. وأورد تقرير لمعهد العلوم والأمن الدولي في 13 مارس 2019، بعنوان «محطة تخصيب فوردو، الملقب الغدير 1»، وثائق على خطة تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو الملقب بالغدير، وكذلك مسودة عقد توضح أن تخصيب 90٪ يتم نقله إلى وزارة الدفاع. تاريخ هذه الوثائق والأنشطة ذات الصلة من 2000 إلى 2002. رابعا: خطة AMAD كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن موقع صناعة الأسلحة النووية في شيان لوفيزان لأول مرة في مايو 2003، مما اضطر النظام إلى تدمير الموقع بالكامل لمنع تفتيش الوكالة، وأزال التربة بعمق 4 أمتار من هناك، ثم كشفت المقاومة الإيرانية في 28 أبريل 2004 في باريس عن موقع جديد لبناء الأسلحة النووية، أطلق عليه اسم «مركز الاستعداد وتكنولوجيا الدفاع الجديد»، والذي أطلق عليه لفترة وجيزة أيضًا اسم «AMAD». وكشفت المقاومة النقاب عن أن مركز قوات الدفاع والتكنولوجيا للدفاع الجديد، تابع لوزارة الدفاع، ويقع في طهران - لافيزان - حسين آباد - شارع موجده، وأن هذا المشروع، الذي تم نشر جزء من وثائقه بالفارسية، تم التخطيط والإعداد لجميع أجزاء التجميع النهائي للأسلحة في هذا المجال (في السنوات التالية، بسبب الكشف عن الموقع للأنشطة النووية، تم تخصيص المجموعة لاستخدام الصواريخ). خامسا: بناء رأس نووي لصواريخ شهاب 3 كشفت المقاومة الإيرانية عن تفاصيل عديدة حول قيام النظام برؤوس حربية نووية، منها ما تم الكشف عن تفاصيل حول بناء رأس حربي نووي في مؤتمر يوم 20 فبراير 2008. وجاء في هذا الكشف، أن مشروع بناء رأس حربي نووي يتم متابعته في مجموعة تصنيع صواريخ همت، وتصنيع علي رضا نوري، برمز 8500، وتقع هذه المجموعة في منطقة خجير شرق طهران. وفي هذا الكشف، تم وضع علامة على موقع علي رضا نوري على صورة جوية. وجاء في تقرير أصدره معهد العلوم والأمن الدولي ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في 29 أكتوبر 2018، بعنوان «تفكيك وإعادة توجيه برنامج الأسلحة النووية الإيرانية»، أن الوثائق الداخلية لمنظمة spnd تخبرنا بكيفية صنع قنبلة نووية على رأس حربي لصاروخ شهاب 3. وفي مجموع الوثائق الأخرى باللغة الفارسية جاءت تفاصيل لبناء خمسة رؤوس حربية نووية. ضرورة مضاعفة تفتيش المراكز النووية العسكرية للنظام مجموعة التقارير والوثائق التي تم الحصول عليها تؤكد بالكامل وبالتفاصيل خطة نظام الملالي بمواقعه السرية ومع المؤسسات والخبراء. وأصدر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في نوفمبر 2018 كتابًا بعنوان «قلب الأنشطة النووية الإيرانية»، دعا إلى تفتيش المنشآت النووية العسكرية للنظام، مع أدلة مثبتة على أعمال دكتاتورية الملالي لصنع سلاح نووي، وبعدما ثبت أن نظام الملالي قد أجاب كذبًا على أسئلة الوكالة حول PMD، فإن منع الأنشطة العسكرية النووية السرية للنظام بات أمرًا ضروريا.
مشاركة :