في انتظار أن يعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ساعة الصفر لبدء عملية تحرير الأنبار من سيطرة تنظيم داعش فإن طبول الحرب تقرع منذ أيام وعلى نطاق واسع في مختلف أنحاء المحافظة. وأعلن سعد الحديثي، المتحدث باسم مكتب العبادي، أن رئيس الوزراء توجه إلى محافظة الأنبار «لمتابعة سير العمليات العسكرية لتحرير المحافظة». وأضاف الحديثي، أن «العبادي سيعقد اجتماعا بالقادة الميدانيين وسيطلع على الخطط الموضوعة لإنجاز هدف التحرير ومتابعة جهود تسليح وتجهيز أبناء العشائر للقتال إلى جانب القوات المسلحة والمساهمة في تحرير مناطقهم ومدنهم من تنظيم داعش الإرهابي». بدوره، قال فالح العيساوي، نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار لـ«الشرق الأوسط»، إن «العبادي اجتمع مع رئيس وأعضاء مجلس المحافظة ومحافظ الأنبار وأعضاء الحكومة المحلية، وكذلك مع القادة الميدانيين للجيش والشرطة والتشكيلات الأمنية الأخرى، فضلا عن كبار القادة العسكريين لبحث الخطط العسكرية». وتابع العيساوي: «بحثنا مع السيد العبادي جهود تنظيم وتسليح وتجهيز أبناء عشائر المحافظة للمشاركة إلى جانب القوات الحكومية في الحملة العسكرية التي انطلقت قبل يومين لتحرير مدن الأنبار من سطوة تنظيم داعش». وبسؤاله عن مشاركة «الحشد الشعبي» في الحملة العسكرية، قال العيساوي: «أكثر من 10 آلاف مقاتل من أبناء العشائر في الأنبار سيشتركون مع قوات الجيش والشرطة؛ فهم أدرى من غيرهم بالمناطق وكيفية تحرير الأراضي في مدن الأنبار، وإذا احتجنا إلى مساعدة إخواننا في (الحشد الشعبي) فهم على أهبة الاستعداد لذلك، ونحن نعتز بهم ونثني على جهودهم الكبيرة في الدفاع عن العراق». في السياق نفسه، أعلن عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار فارس طه الفارس في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «عملية تحرير الأنبار كان ينبغي أن تكون حتى قبل محافظة صلاح الدين لأسباب كثيرة في مقدمتها الأهمية الاستراتيجية للمحافظة حتى بالنسبة لتنظيم داعش، يضاف إلى ذلك وجود استعدادات واسعة من قبل أهالي المحافظة لتحريرها، ولا سيما أن عشائر المحافظة تملك خبرة واسعة في كيفية مواجهة هذا التنظيم». وأشار إلى أن تنظيم داعش «ارتكب مجازر بحق أهالي الأنبار في مسعى منه لتخويف أبناء المحافظة ومما زاد الأمور تعقيدا أن الحكومة لم تقم بواجبها بما يكفي على صعيد تسليح عشائر المحافظة بدعوى أن هناك من هو مرتبط بـ(داعش) من بعض الأطراف أو أن الأسلحة التي أعطيت لم يجر توزيعها بصورة صحيحة». وبينما وصل العبادي إلى قاعدة الحبانية العسكرية شرق الرمادي لمتابعة العمليات العسكرية في الأنبار فإن مجلس المحافظة أعلن عن بدء العمليات من الناحية الفعلية دون إعلان رسمي. غير أنه طبقا لتوقعات المراقبين العسكريين في بغداد فإن العبادي وعلى غرار ما فعل في تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، حيث أعلن عن بدء عمليات «لبيك يا رسول الله» من مدينة سامراء. وطبقا لسياسة قضم الأرض في المحافظة المترامية الأطراف والتي تشكل ثلث مساحة العراق فقد أكملت القوات العراقية تحرير ما نسبته 80 في المائة من منطقة السجارية عند مدخل مدينة الرمادي في إطار عملية الأنبار الكبرى استنادا لما أعلنه رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت. وقال كرحوت في تصريح أمس، إن «القوات الأمنية وبعد انطلاق العملية العسكرية الكبرى لتحرير الأنبار من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، تمكنت من تحرير مناطق السجارية والفلاحات شرق الرمادي من عناصر (داعش)»، مبينا أنه «تم قتل وإصابة العشرات من التنظيم». بدوره، قال الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي شيخ عشائر البوفهد التي تقطن منطقة السجارية، التي تدور معارك عنيفة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوات الأمنية وبمساعدة نوعية وعددية من أبناء عشائر المحافظة التي كانت قد أعلنت الانتفاضة ضد تنظيم داعش عبر ما عرف بـ(حلف الفضول) بدأت تحقق نتائج مهمة في هذه المنطقة التي تعد أحد مفاتيح النصر في هذه المواجهة الحاسمة مع هذا التنظيم». وأضاف أن «الحكومة هذه المرة جادة في التعامل بشكل صحيح مع أبناء العشائر، سواء على مستوى التجهيز أو التسليح رغم أنه لا يزال دون المستوى المطلوب، لكن السبب لا يعود في تقديرنا إلى تقصير من قبل الدولة بقدر ما يعود إلى قلة الإمكانيات لديها».
مشاركة :