بالفيدو.. فاطمة الهاشمي: الموسيقى غيَّرت حياتي

  • 7/9/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

المصدر:حياة الحرزي ـ دبيالتاريخ:09 يوليو 2019 «أتمنى أن أكون مثالاً يحتذى للأجيال المقبلة، وأن أسهم في تكوين البنية التحتية لعالم الموسيقى في الإمارات»، بهذه العبارة افتتحت فاطمة الهاشمي، مغنية الأوبرا وعازفة البيانو الإماراتية، حوارها مع «الإمارات اليوم»، الذي تطرقت فيه إلى العديد من المحطات المهمة والفارقة في مسيرتها الفنية، سواء في عالم الغناء الأوبرالي أو الموسيقى، وأهم المسارح التي استقطبت تجربتها، وكذلك الجوائز التي حصدتها خلال 10 أعوام من حلم بلوغ أهدافها، وتكريس صورة لامعة للمرأة الإماراتية القادرة على أن تَنشُد العالمية برؤى إنسانية وفنية راقية. جذور فنية الهاشمي، التي تفخر بانتمائها إلى عائلة موسيقية بامتياز، اختارت الاتجاه منذ الصغر إلى تعلم أصول الموسيقى الكلاسيكية، خلافاً لغيرها من الأنماط الموسيقية، لتكرس لاحقاً تجربة مغايرة لأعمامها الذين تخصصوا في مجال الغناء والعزف الشرقي، حيث تولى سلطان الخطيب، عازف البيانو العراقي المعروف، مهمة تأسيسها، لتكمل بعدها رحلتها الطويلة في تعلم البيانو، الممتدة على مدى تسعة أعوام متواصلة، مع مجموعة مدرسين من التشيك، لتلتحق الهاشمي بعدها بمعهد الموسيقى العالمي في أبوظبي، فكانت من أوائل الطلبة الإماراتيين الحاصلين على شهادة التخرج، فدرست لمدة أربعة أعوام كاملة، نالت على أثرها عضوية «أسوشيتد بورد» من المدرسة الملكية للموسيقى بالمملكة المتحدة. تميز لافت بفضل ما تقدم، لم يكن غريباً على فاطمة حصد عدد من الجوائز التي رفدت مسيرتها الموسيقية وأغنتها، مثل جائزة التميز الخاصة بأفضل عازفة إماراتية، وجائزة العويس في دبي، وجائزة أفضل أداء للمؤلف الموسيقي فريدريك شوبان، فضلاً عن مشاركتها في العديد من المسابقات في الكويت، ما أهلها لتتولى عن جدارة رئاسة قسم الموسيقى في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات. تجارب عالمية لا تقتصر مشاركات فاطمة الهاشمي على الصعيد المحلي فحسب، بل تجاوزته إلى فضاءات خارجية، أهلتها مبكراً لتجارب العالمية، بعد أن أوصلتها إلى العاصمة الرومانية بوخارست، التي احتضنت أخيراً الأسبوع الثقافي الإماراتي، الذي نظمته وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، بالتعاون مع السفارة الإماراتية في رومانيا. كما قدمت الهاشمي عرضاً موسيقياً مميزاً ضمن فعالية «الأيام الإماراتية في مينسك»، في قاعة ميخائيل سافيتسكي في العاصمة البيلاروسية، إلى جانب أدائها مقطوعة للفنان الإيطالي «كريستوف ويليبالد فون جلوك» من أوبرا «باريس وهيلين» على مسرح فول هارمونيكا، الذي تستذكره الهاشمي وتفتخر بنجاحه، مثل فخرها بمشاركتها في أمسية موسيقية بعنوان «فن زايد»، احتفاءً بـ«عام زايد 2018»، التي اندرجت ضمن فعالية الأسبوع الثقافي الإماراتي في باريس، وقدمت فيها مجموعة من المقطوعات الموسيقية الشهيرة على البيانو، إضافة إلى معزوفات موسيقية إماراتية عربية معاصرة، ألحقتها الهاشمي بمشاركتها كضيف شرف في الاحتفالات العامة باليوم الوطني مع فرقة دبي التابعة لأوبرا دبي. أحلام قديمة حول أسباب اتجاهها إلى الغناء الأوبرالي دون غيره، تقول فاطمة: «أحببت هذا الفن منذ الطفولة، فحرصت على نيل العديد من الدروس الخاصة للحصول على شهادة متخصصة في هذا المجال، تعادل شهادة الماجستير التي نلتها في مجال الهندسة المعمارية قبل ذلك، وذلك لأنني لا أحلم بأن أكون عازفة بيانو مشهورة فحسب، وإنما بأن أسجل اسمي في مجال المساعدة في بناء البنية التحتية لعالم الموسيقى في الإمارات، لتكون هناك مؤسسات موسيقية حقيقية تابعة للدولة، تسهم في تفعيل هذا الاتجاه، وبناء إطار مختص في هذا المجال يكون قادراً على قيادة مستقبل هذا الفن فيها»، وتضيف: «صحيح أن هناك عشرات المعاهد الموسيقية المنتشرة في ربوع الإمارات، إلا أنها ذات طابع تجاري بحت، بعيد عن البحث عن مواهب حقيقية تسهم في خدمة هذا الفن وتنميته، كالدور الذي لعبه مثلاً معهد الموسيقى العالمي في أبوظبي، الذي دأب لمدة تسعة أعوام على الإسهام في خدمة هذه الأهداف، ولعب هذا الدور قبل إغلاقه، إذ تحضرني إلى اليوم قائمة الانتظار الطويلة للأطفال، رغم أنه لم يكن يستوعب أكثر من 60 طالباً وطالبة ومدرسين اثنين فحسب». صورة مشرقة تحدثت الهاشمي بشجن واضح عن حلمها بتأسيس معهد موسيقي متكامل، واضعة يدها على الهموم التي تلخصها قائلة «لنعترف أولاً بوجود الكثير من الدخلاء على الوسط الموسيقي الإماراتي، الأمر الذي يحول دون تأسيس جيل جديد من المواهب الموسيقية الحقيقية»، وتتابع «يجب أن يتم هذا الجهد على أيدي مختصين في مجال الموسيقى، وعلى أساس علمي صحيح يضمن نتائج مضمونة، أما المواهب الإماراتية فقد أثبتت تجربتي الأكاديمية أنها لا تنقصنا أبداً». نظرة جديدة للحياة تعكف فاطمة الهاشمي الآن على دراسة آلة الـ«تشيلو» في بيت العود بأبوظبي، بعد أن أصبحت آلة البيانو شغفها الأساسي، قائلة إنها تتنفس الموسيقى، ولا تستطيع العيش من دونها، بعد أن اضطرت في مرحلة معينة من حياتها إلى التنازل عن أشياء كثيرة، إلا أنها تقر بأنها عاجزة عن التخلي عن الموسيقى تحت أي ظرف من الظروف. في المقابل، تؤكد فاطمة على دور عائلتها في تشجيعها ودفعها نحو النجاح، وتأمين البيئة المناسبة لها، وتوفير الرعاية لولديها في فترات غيابها عن المنزل وسفرها، لافتة أن «الموسيقى أسهمت في تغيير نظرتي للحياة»، مضيفة «كما علمتني تجربة التدريس الصبر ورؤية العالم بشكل مغاير، خصوصاً في مجال هذا الفن الذي تعلمت منه الحلول البديلة لكثير من المواقف العملية والإنسانية».ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :