قال عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت: ان في دفاع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله المستميت عن الرئيس السوري بشار الأسد تقاطع واضح من المصالح الاسرائيلية؛ لأن كل المواقف الاسرائيلية تريد استمرار الأسد في الحكم لانه حمى حدودها لمدة 40 عاما وتريد استمرار الحرب، ونصر الله تخلى عن عروبته لصالح المشروع الفارسي. ومن جهته، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع: ان المملكة العربية السعودية هي في طليعة أصدقاء لبنان، واضاف: يفصلنا عن حزب الله محيطات من الفروقات في وجهات النظر السياسية، نحن في العالم اللبناني البحت بينما حزب الله في عالم آخر تماما. تخلى عن عروبته وأكد فتفت في حديث الى تلفزيون المستقبل أن نصر الله لم يعد مهتم لا بالقضية الفلسطينية بشكل جدي ولا بالقضية العربية نهائيا فهو تخلى عن عروبته ليندمج في المشروع الفارسي. المهم في ما ذكره نصر الله انه تجاهل العروبة تجاهلاً كاملا. لم يتكلم عن العرب فهو نسي كليا ان هناك مشروعا عربيا حتى في كلامه عن الصراع مع الصهاينة. قال انه صراع بين المسلمين والصهاينة وهذا ليس كلاما دقيقا فالصراع الحقيقي هو بين العرب مسلمين ومسيحيين والحركة الصهيونية اليهودية. وأضاف: اما بالنسبة لما يفعله في سوريا فهو يؤكد انه اصبح فعلا نوعا ما من مرشد للدور الايراني في المنطقة يتحدث عن تاريخ الثورة السورية بتزوير كبير، يتجاهل كل الفترة السلمية من الثورة السورية في المرحلة الاولى ويتجاهل ان اول من استعمل السلاح هو الأسد ويتجاهل ان الاسد كلف سوريا حتى الآن عشرات بل مئات المليارات، أكثر من 250 الف شهيد ومئات آلاف الجرحى، الدمار هائل، وكل ذلك يقول انه نعمة. يمدح الامريكي وعن دفاع نصر الله عن الملف النووي الايراني، شدد على أن نصر الله يحاول ان يعمم هذا الاتفاق بمعنى انه اصبح يمدح الامريكي في هذا المجال متناسيا ان في هذا الاتفاق تنازلا كبيرا عن السيادة الايرانية، سائلاً: ماذا لو اي بلد عربي آخر قام باتفاق مماثل لكان خونه. وختم النائب فتفت: الغريب ان الوضع في اليمن مشابه كثيرا في بعض الاحيان بالوضع في سوريا، كيف يسمح لنفسه ان يتدخل هو وايران في سوريا ويقتل الشعب السوري ثم يتحدث عن الديمقراطية في اليمن؟. اعتقد ان التناقضات اصبحت كبيرة جدا لم يعد هناك قيمة لما يقوله حسن نصر الله. جعجع من جهته، رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في مقابلة عبر قناة France 24، انه غير متخوف على الوجود المسيحي في الشرق لأن ما يحصل ليس عملية ممنهجة المقصود بها المسيحيون تحديدا، بل هي تطورات تاريخية تحصل وللأسف بأثمان باهظة جدا انسانيا، اجتماعيا وماديا، ومن هذا المنطلق أعتقد أن مصير مسيحيي الشرق سيكون من مصير مجتمعاته، إما أن تؤدي هذه الأزمات الى الوصول الى مجتمعات تعددية، حرة وديمقراطية وبالتالي يكون مصير المسيحيين محفوظا، وإما أنها لن تصل وبالتالي سيكون مصير المسيحيين وغير المسيحيين وكل الأحرار من مسلمين ومسيحيين وباقي الطوائف مجهولا. وأكد ان الإرهاب محكوم عليه مسبقا لأنه يأتي بعكس منطق ولغة التاريخ، للأسف قد يتمكن هذا الإرهاب من إلحاق خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات والمجتمعات والثقافة والمتاحف والآثار، ولكن لفترة قصيرة وبشكل محدود، لأنه في نهاية المطاف منطق البشرية والانسانية هو الذي سيسود، من هنا ليس لدي تخوف كبير. علينا الصمود ومواجهة هذا الإرهاب بأوجهه كافة أي إرهاب داعش وإرهاب الأنظمة الديكتاتورية الذي يكون في بعض الأوقات أكبر حين يستعمل مثلا الأسلحة الكيماوية. الأزمة السورية وعن الأزمة السورية واستمرارها منذ 4 سنوات حتى اليوم وتغير المزاج الدولي تجاه نظام الأسد، قال: أنا أخالفك الرأي لا بل لدي معطيات مناقضة، فبعض الدول تحاول أن تتعاون مع النظام الأسدي في ما يتعلق بمعلومات عن الداعشيين الذين يأتون منها الى سوريا، ولكن هذا ليس معناه إطلاقا أن هذه الدول غيرت من موقفها، والمثل الأبرز أتى في مقابلة للرئيس الأمريكي باراك أوباما حين سئل: لماذا لا تتدخل أمريكا في سوريا؟ فأجاب أنه من الأجدى أن تتدخل الدول العربية لقمع ما يقوم به الأسد وتخفيف الارهاب عن الشعب السوري، ومنذ أسبوعين أو ثلاثة كان لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري تصريح غامض بهذا الشأن، فأتت ردود الفعل بريطانية، فرنسية وأوروبية شاملة لتوضح موقف كيري وتقول ان موقفنا من الأسد نهائي وبأن لا مكان له في مستقبل سوريا، لذلك لا أعتقد أن هناك تغيرا في الموقف الدولي من نظام الأسد بل على العكس بعد إنجاز الاتفاق النووي أعتقد أنه ممكن أن يزداد الضغط على النظام السوري كي يرحل الرئيس الأسد وتبدأ عملية سياسية معينة، نحن جميعا بانتظارها، في سوريا. دعم بشار وعن استمرار دعم ايران وروسيا لحليفهم الاستراتيجي بشار الأسد، أجاب: هناك مستجد لا يجب تجاهله وهو قيام التحالف العربي الذي بدأ بشن ضربات جوية في اليمن، انطلاقا من تمدد مجموعات مسلحة تابعة للحوثيين من جهة وللرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى، وبتقديري لم تعد المسائل بالسهولة التي كانت فيها سابقا، فإن كانت ايران أو روسيا تدعمان الأسد بشكل مباشر أو غير مباشر، من الممكن أن نشهد في الأشهر المقبلة وجودا عربيا مباشرا وقويا في سوريا، واذا اتخذ هذا القرار سيكون وجودا حاسما مرة لكل المرات. وعن انعكاس الاتفاق النووي على علاقة ايران بالدول الخليجية وعلى لبنان، أجاب: من المبكر جدا تقدير ما ستكون ارتدادات الاتفاق النووي الامريكي - الايراني، وخصوصا أنه لم ينجز بعد، فهو مشروع اتفاق، ولدينا حتى شهر يونيو لنعرف ما اذا كان الاتفاق سينجز بشكل دقيق وعلمي وبأي تفاصيل، كذلك لدينا حتى ذلك الحين لنرى ما سيكون عليه الموقف الأمريكي إثر انجاز هذا الاتفاق، ولكن المؤشرات الأولية تدل على أن أمريكا وكأنها تفاهمت مع ايران حول الملف النووي على قاعدة لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم، وبالمقابل ستتفاهم مع الدول العربية الأخرى على ملفات المنطقة الأخرى وفي طليعتها الملف اليمني والسوري واستطرادا الملف العراقي، اذا فلننتظر. واستبعد ان ينعكس تأثير الاتفاق النووي على الداخل اللبناني لأن لا علاقة مباشرة له، فالأمريكيون لم يسايروا الايرانيين حول ملفات المنطقة، وبالتالي لماذا سيقدم الايرانيون على الافراج على ملف الرئاسة اللبنانية؟ مقابل ماذا؟ طالما ان الامريكيين ودول الغرب لم يعطوا إيران شيئا لا بل هم بصدد استرجاع بعض الملفات الأخرى كالملفين اليمني والسوري واستطرادا أجزاء من الملف العراقي. انتخاب الرئيس وعمن يقف وراء عدم انتخاب رئيس جمهورية قوي في لبنان، قال: ان الجواب بسيط جدا، من يقاطع جلسات انتخاب الرئيس، فحتى الآن لم ينتخب هذا الرئيس لعدم اكتمال نصاب هذه الجلسات، فمن يغيب عنها يمنع الانتخاب وبالتالي يعطله. وعن انتظار الفرقاء اللبنانيين الضوء الأخضر أو كلمة السر، أجاب: كما تبين حتى الآن، نحن لم نغب عن أي جلسة انتخاب للرئيس، وبالتالي لم نكن بانتظار لا ضوءا أخضر أو أصفر أو برتقاليا، هناك كتلتان تتغيبان عن جلسات الانتخاب، وباعتقادي أن كتلة عون لا تنتظر ضوءا أخضر من أحد، ولكن لديها رأيها في الموضوع بينما كتلة حزب الله مرتبطة بالاستراتيجية الايرانية في المنطقة التي هي في موقع هجومي كامل وشامل من المحيط الى الخليج، لذلك لا يذهب نواب حزب الله الى المجلس. وعمن يقف حائلا دون قيام جمهورية قوية في لبنان، اعتبر ان الجمهورية القوية تعني جمهورية تستعيد كل صلاحياتها، وتسترجع كامل قرارها الأمني والعسكري والاستراتيجي والداخلي، فكيف تقوم جمهورية قوية في وقت تستفيق حكومة لبنان على حرب تشن في الجنوب دون أن تكون على علم بها؟ أو كيف تكون الجمهورية قوية وتستفيق في يوم آخر على مجموعات لبنانية مسلحة بأحجام كبيرة تخوض حربا في سوريا؟ اذا الشرط الأول والأساسي للوصول الى جمهورية قوية هو أن نعيد كل القرار وبالأخص الأمني العسكري والاستراتيجي الى كنف الدولة اللبنانية، ومن هنا مطالبتنا حزب الله مرارا وتكرارا بإعادة القرار الى الدولة اللبنانية وتسليم سلاحه الى الجيش اللبناني، وإلا سنبقى بحالة جمهورية (افتراضية). سلاح حزب الله وعن إمكانية مطالبة التيار الوطني الحر بإقناع حزب الله بالتخلي عن سلاحه، قال: في الوقت الحاضر للأسف، يفصلنا عن حزب الله محيطات من الفروقات في وجهات النظر السياسية، نحن في العالم اللبناني البحت بينما حزب الله في عالم آخر تماما، فعلى سبيل المثال لا الحصر قام حسن نصر الله مؤخرا بهجوم ساحق على المملكة العربية السعودية، بينما نحن نرى أن السعودية هي في طليعة أصدقاء لبنان ولم تأل جهدا في مساعدتنا، اذا هجوم نصر الله يأتي انطلاقا من معطيات واعتبارات غير لبنانية، وهذا أمر لا يمكن ان نقبله.
مشاركة :