الغضب يطرد "مو صلاح" من قلوب المصريين مؤقتا

  • 7/11/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كان التعاطف الجماهيري، مع نجم مصر وليفربول الإنكليزي، محمد صلاح، لافتا، حينما تجرع منتخب بلاده لكرة القدم خروجا غير مشرف من كأس العالم بروسيا بعد ثلاث هزائم قبل عام، غير أن الخروج المفاجئ من كأس أمم أفريقيا قلب المعادلة. وبعد أن كان صلاح، محل تعاطف قبل عام، أصبح تحت ضغط “انتقادات” متواصلة لأول مرة، عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، التي صبت عليه جام غضبها جراء خروج منتخب الفراعنة على أرضه وبين جماهيره، أمام جنوب أفريقيا في ثمن النهائي بهدف نظيف. ووسط تأييد ومعارضة، تعرض صلاح لانتقادات لافتة الأولى تخص مستواه، الذي وصفه البعض بـ”الضعيف”، مع منتخب بلاده، والثانية بسبب تضامنه مع زميله عمرو وردة، الذي واجه اتهامات بالتحرش خلال تواجده بمعسكر المنتخب. وغرّد صلاح بالإنكليزية، داعيا لمنح الأشخاص الذين يخطئون “فرصة ثانية”، بالتزامن مع الاتهامات التي وجّهت لوردة واستبعاده من المنتخب، مما وضعه تحت الانتقادات، التي زادت حدتها لاسيما بعد إحراز جنوب أفريقيا الهدف الذي أطاح بالفراعنة من المسابقة الأفريقية عقب نزول وردة للمباراة الأخيرة بدقائق.وبضغط من محمد صلاح وآخرين ألغى الاتحاد المصري لكرة القدم قراره باستبعاد اللاعب ليعود إلى تشكيلة الفريق، وليزداد الغضب من المنتخب ومن صلاح نفسه، ويصبح لقب الفريق “منتخب المتحرشين”، ما وضع “مو صلاح” في مرمى الكثير من الانتقادات الحادة، لينتقل الأمر إلى الصحف البريطانية التي هاجمت “أيقونة” المنتخب المصري بشدة لموقفه المساند لعمرو وردة. وفي يونيو 2018، عقب الخروج من كأس العالم، قالت صحف محلية بينها “اليوم السابع″ الخاصة في عنوان بارز “صحف العالم تتعاطف مع محمد صلاح بعد خروج مصر من كأس العالم”، وسط أحاديث آنذاك واسعة تدعو للتضامن معه ومساندته. تغيّر الحال بشكل لافت عقب الخروج المصري من الكان، حيث وجّهت صحف محلية منها “الوفد” الحزبية انتقادات لاذعة لصلاح، في تقرير لها بعنوان “سقطات محمد صلاح، وعقم خافيير أغيري (المدير الفني للفراعنة)، وفشل اتحاد الكرة، أبرز سمات خروج مصر من أمم أفريقيا”. وأوضح التقرير، أن “صلاح قام بدور أشبه بالحاضر الغائب، رغم تسجيله لهدفين، بجانب تعمده وآخرين الدفاع عن عمرو وردة”. وكانت الجماهير المصرية تعوّل على محمد صلاح المحترف في ليفربول الإنكليزي خلال العرس القاري، من أجل تحقيق إنجاز تاريخي يضاف إلى رصيده وبذلك يساهم في استعادة منتخب الفراعنة الأمجاد على الساحة الأفريقية من جديد. وسكبت تعليقات البعض النار على وقود تلك الانتقادات، خلال تغريدة لصلاح عقب يومين من الخروج القاري، عبر حسابه بتويتر. وقال صلاح: “حزين جدًا لخروجنا المبكر من كأس الأمم الأفريقية، كنا نتمنى استكمال المشوار والفوز بالبطولة من أجل جماهيرنا الوفية، التي من اللازم أن أشكرها على الدعم المعتاد منها”.ووسط تعليقات لتخفيف حدة الخروج القاري لمصر على صلاح، علت نبرة الانتقاد مرة أخرى. وقال الروائي المصري عمار علي حسن، في تعليقه على تغريدة صلاح، “لديك الآن فرصة لتجلس في بيتك وتشاهد زميلك هداف الدوري الإنكليزي الأسبق رياض محرز، كيف يقاتل من أجل منتخب بلاده الجزائر، كأنه لاعب لا يزال في البدء، ويريد إثبات نفسه”، في إشارة لاتهامات بضعف المستوى لصلاح. وقال حساب بعنوان “حبيبة” مكتوب باللغة الأجنبية، “للأسف أنت أخطأت خطأ كبيرا بدعمك غير المبرر لعمرو وردة (..) لا نعيب على مستواك في البطولة فهذا وارد”. وعلّق الإعلامي المصري محمد زيادة على انتقادات طالت تغريدة صلاح قائلا، “كمية التهجم على محمد صلاح في التعليقات مفزعة، وكأننا نتسابق في هدم الرجل الذي نتابعه طوال السنة، ونفرح لكل هدف يسجله مع ليفربول”. وأضاف، “من حقكم أن تعاتبوه لكن ليس من حقكم تحطيمه، عيب ما وصلنا إليه، صلاح نفسه، أكثر الخاسرين بضياع اللقب وأكيد حزنه أكبر من أي أحد”.بدوره، أكد حلمي طولان، الخبير الكروي، أن صلاح تغيّر كثيرًا في الفترة الأخيرة، وذلك بعدما تدخل في أزمة عمرو وردة وطالب بضرورة عودته إلى صفوف الفراعنة من جديد.وأضاف طولان، في تصريحات صحافية، أنه “يجب على صلاح الابتعاد تماما عن أي جوانب إدارية، ويجعل تركيزه في المقام الأول والأخير على أدائه داخل المستطيل الأخضر دون التدخل في أي اختصاصات تابعة للجهاز الفني”. وأوضح، أن صلاح لابد أن يكون قدوة للجميع ويجب عليه أن يحافظ على تلك المكانة في قلوب الجماهير المصرية ويتعامل مع الأمور بشكل احترافي.من جانبه، قال الناقد الرياضي جمال هليل، “لا يجوز أن نلقي باللوم على محمد صلاح وحده، فهو ليس السبب الرئيسي وراء خروج المنتخب من كأس الأمم الأفريقية، ولكن هناك عوامل أخرى أدت إلى ذلك”. وأضاف، “بالتأكيد أن صلاح يعتبر من الأعمدة الأساسية في المنتخب، لكن كرة القدم لعبة جماعية، فأي فريق لا يجب أن يقف على لاعب بعينه”. وأوضح، “من بين أسباب خروج الفريق هو اختيارات المكسيكي خافيير أغيري المدير الفني للمنتخب الخاطئة، بالإضافة إلى حالة التخبط التي يعيشها الاتحاد المصري للعبة، فلابد من وقفة تجاه ذلك الأمر”. وفي السياق ذاته، قال أحمد الكأس، الخبير الكروي في تصريحات صحافية، “لا يجب أن نذبح محمد صلاح، فهو أحد نجوم كرة القدم المصرية، والتوفيق لم يحالف جميع اللاعبين وليس صلاح بمفرده”. وأضاف، “صلاح وقع في خطأ بتدخله في مساندة أحد زملائه وهو عمرو وردة أثناء أزمته الشهيرة، ولكن ذلك لم يكن سببًا في تراجع مستوى صلاح خلال البطولة الأفريقية”.

مشاركة :