آمال العرب مشدودة إلى مصر لمؤازرة تونس والجزائر

  • 7/11/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ستكون أنظار الجماهير الجزائرية والتونسية والعربية “منقسمة” بين ملعبي السويس والسلام لمؤازرة ممثليهما الجزائر وتونس في الدور ربع النهائي من بطولة أمم أفريقيا. ويلتقي المنتخب الجزائري نظيره ساحل العاج على ملعب السويس، فيما تواجه تونس منتخب مدغشقر مفاجأة هذه البطولة من أجل اقتطاع ورقتي الترشح للمربع الذهبي. وهناك يقين، مثلما يعبّر عن ذلك الفنيون والمحللون الرياضيون، بأن حظوظ هذين المنتخبين العربيين تبدو قائمة لتجاوز هذا الدور وكسب ورقة العبور إلى المربع الذهبي، بالنظر إلى المستوى الذي ظهر به “محاربو الصحراء” طيلة أدوار البطولة، والمردود الإيجابي الذي قدمه “نسور قرطاج” والروح المعنوية العالية التي عادت إلى الفريق في لقاء ثمن النهائي أمام غانا. وبعد خروج أبرز ممثلين للعرب في هذه البطولة منذ دور الثمانية المغرب ومصر بالنظر إلى مستواهما، بات الرهان العربي معلقا على منتخبي تونس والجزائر.جزائر ثابتة بالعودة إلى النتائج التي حققها منتخب الجزائر في الأدوار الأولى من المسابقة والدور ثمن النهائي، يرى محللون أن الفريق قادر على تخطي عقبة ساحل العاج وكسب ورقة العبور إلى نصف النهائي. وأنهى منتخب “الخضر” الدور الأول بالعلامة الكاملة وشباك نظيفة، وحقق في ثمن النهائي فوزا عريضا على غينيا بثلاثية نظيفة، في نتيجة كانت الثانية من نوعها على التوالي بعد التفوق على تنزانيا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة. ويجمع المعلقون على أن الفضل في ما تحقق يعود إلى المدرب جمال بلماضي الذي أعاد الانضباط إلى منتخب ضم في صفوفه العديد من النجوم في الأعوام الماضية، لكنه عانى من مشكلات مختلفة، لاسيما لجهة الانضباط والتكاتف أبعدته عن نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وأدت إلى خروجه من الدور الأول لأمم أفريقيا 2017 في الغابون. وقال بلماضي إن الفريق لديه الآن تحد جديد في طريقه لتحقيق حلم جديد للكرة الجزائرية. وأضاف خلال المؤتمر الصحافي للحديث عن المباراة “لن نتحدث عن المباريات السابقة التي خضناها، الآن أمامنا تحد جديد وهو ضرورة الفوز وتحقيق حلم جديد للكرة الجزائرية بالسير بعيدا في البطولة الحالية”. وعن حظوظ منافسه في هذه الجولة من البطولة أشار إلى أن “منتخب ساحل العاج قوي للغاية وسبق أن حقق اللقب القاري قبل سنوات قليلة، علينا الاستعداد النفسي والذهني والبدني لموقعة الخميس”. وأجمع لاعبو الجزائر بعد مباراة غينيا على أن الواقعية هي سلاحهم الوحيد لكسب معركة ساحل العاج في ربع النهائي. وقال رامي بن سبعيني “نعاني بعض الإرهاق بعد المباراة الأخيرة، لكننا نأمل في أن نحافظ على نظافة شباكنا حتى نهاية البطولة”. وأضاف “لاعبو المنتخب الجزائري يتحلون بالواقعية بصرف النظر عن النتائج التي حققوها حتى الآن، نحن ندرك حجم المسؤولية التي تنتظرنا في مباراة ساحل العاج”. وتنتظر الجزائر تحقيق لقب قاري ثان منذ تتويجها الوحيد على أرضها عام 1990. ومنذ ذلك العام، لم يتمكن محاربو الصحراء من رفع الكأس مجددا وعانوا حتى لتخطي الدور ربع النهائي باستثناء نسخة 2010 (المركز الرابع). وقال الفرنسي كلود لوروا، أحد أبرز المدربين الذين عرفتهم القارة السمراء ويشرف حاليا على منتخب توغو إن المنتخب “منظم بشكل مثالي”. ويحاول بلماضي منذ بداية البطولة التقليل من شأن وضع المنتخب في مرتبة المرشح الأبرز، لاسيما بعد خروج أسماء كبيرة أهمها مصر المضيفة والمغرب والكاميرون حاملة لقب النسخة الماضية. وفي المقابل، لن تكون عَقبة ساحل العاج، بطلة 1992 و2015، سهلة. فالمنتخب لم يخسر سوى بهدف يتيم أمام المغرب في المجموعة الرابعة، وقدم أداء ثابتا كانت أبرز نتائجه تخطي ناميبيا 4-1 في الجولة الثالثة لدور المجموعات، قبل التفوق على مالي 1-0 في ثمن النهائي. وقبل الفوز على مالي، اختصر كامارا واقعيته بالقول “لا أحد اعتقد أن بنين ستتجاوز المغرب (ثمن النهائي)، والأمر سيان بالنسبة إلى جنوب أفريقيا (أقصت مصر في الدور ذاته). لذا هذه النتائج كانت بالفعل رسالة إلى كل المنتخبات”، مؤكدا أن على كل منتخب “تقديم كل شيء لئلا ينتهي به الأمر مع ندم” في أدوار إقصائية لا تمنح الخاسر فرصة ثانية. المستحيل ليس تونسياعلى الجانب الآخر تبرز تونس، حاملة اللقب في 2004، مرشحة بارزة لفك عقدة الدور الربع النهائي والنسج على ملحمة 1996 عندما بلغت النهائي في جنوب أفريقيا. ويعول المنتخب التونسي على عودة الروح إلى مجموعته في مباراة الفريق أمام مالي، التي أظهر فيها زملاء القائد يوسف المساكني عزيمة وإرادة قوية لكسب ورقة الترشح إلى هذا الدور وإسعاد الجماهير التونسية والعربية. لكن بالموازاة مع هذا الإنجاز الذي حققه منتخب نسور قرطاج، فإن الفريق لم يكسب إلى حد اللحظة أي انتصار، حيث اكتفى بثلاثة تعادلات في دوري المجموعات كانت كافية للتأهل ثانيا، وتعادل مع غانا في مباراة الثمن النهائي في الوقتين الأصلي والإضافي ليفك عقدته مع هذا المنتخب العتيد ويخرجه من السباق بركلات الترشيح التي ابتسمت للتونسيين وعزّزت التمثيل العربي في البطولة. وعلق النجم التونسي السابق طارق ذياب عن الملحمة التي صنعها اللاعبون في تغريدة قال فيها “بعد خمس نسخ اكتوى فيها المنتخب التونسي بنيران الخروج من المباريات الإقصائية، كسر نسور قرطاج النحس وإن كانت العقبة سابقا الدور ربع النهائي وليس ثمن النهائي”. لكن تركيز اللاعبين التونسيين منصب على بلوغ المربع الذهبي ولمَ لا العبور إلى النهائي الذي يتمنى العديد من المتابعين لهذه المسابقة أن يكون عربيا، خصوصا وأن القرعة لا يمكن أن تجمع بين المنتخبين الجزائري والتونسي إلا في النهائي. وأكد المهاجم طه ياسين الخنيسي أن الضغط سيكون على منتخب بلاده عندما يلاقي الخميس منتخب مدغشقر. وقال الخنيسي “لا يوجد سر، يمكن المباريات الثلاث الأولى في ذهننا كانت بمثابة بطولة مصغرة يمكن الاستدراك فيها. لكن تحدثنا مع بعضنا البعض وكل واحد تحمل مسؤولياته، وأردنا أن نقوم برد فعل وقمنا بذلك ضد غانا”. وأضاف “تونس دائما ما تصل إلى ربع النهائي، وهذا يعني أننا لم نحقق شيئا بعد”، معتبرا أن منتخب مدغشقر “قوي، منظم، ويعرف كيف يلعب الكرة. الضغط سيكون علينا لأننا لم نترشح إلى الدور نصف النهائي منذ فترة”، أي منذ 2004. وتوقع المدير الفني للمنتخب التونسي ألان جيريس بأن تكون مباراة صعبة أمام منتخب مدغشقر الذي يعد من المنتخبات المتميزة في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 لكرة القدم المقامة حاليا في مصر، مبديا قلقه من إجهاد لاعبيه.

مشاركة :