قوات خاصة أميركية إلى الأردن لتدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة

  • 4/10/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أشارت عدة تقارير صحافية أميركية إلى أن مئات من القوات الخاصة الأميركية تتجه إلى دول بمنطقة الشرق الأوسط للقيام بمهام تدريب المعارضة السورية لمواجهة تنظيم داعش، فيما تتشكك الدوائر السياسية الأميركية في مواقف البيت الأبيض من الحرب ضد «داعش»، وتتهم إدارة أوباما بالتردد والارتباك. ويشير المحللون إلى تحديات كثيرة تتعلق بقدرة واشنطن على تجميع عدد كبير من قوات المعارضة السورية المعتدلة، وإلى الفترة الزمنية التي يتطلبها تدريب تلك القوات السورية لتتمكن من إحداث فارق على أرض المعركة ضد «داعش». ويتشكك الخبراء العسكريون في مدى فاعلية خطط الولايات المتحدة لإطلاق برامج تدريب للمعارضة السورية، ليس فقط لتأخر تلك البرامج بعد مرور أكثر من أربع سنوات على اندلاع الصراع في سوريا، ولكن أيضا للمخاطر والتحديات التي تلف هذه البرامج. وأشارت مجلة «فورين بوليسي» إلى أن المجموعة الخامسة من القوات الخاصة الأميركية (وهي المجموعة التي أطاحت بحركة طالبان من أفغانستان عام 2001) تستعد للانتشار في الأردن لتدريب المعارضة السورية. ويرأس المجموعة الخامسة الكولونيل جون برينان الذي يعد واحدا من كبار القادة بقوات العمليات الخاصة الأكثر خبرة، وقاد في السابق «سرب قوة دلتا» الشهير بالجيش الأميركي. وسيتولى برينان قيادة قوة المهام المشتركة للعمليات الخاصة في الأردن خلال الأشهر القليلة المقبلة. وتتشكل المجموعة الخامسة من القوات الخاصة الأميركية من أكثر من 200 جندي، وهي قوة قادرة على تدريب ما يقرب من سبعة آلاف مقاتل. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن المجموعة الخامسة ستقوم بإنشاء فرقة عمل متعددة الجنسيات لتدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة، بعد التأكد من أن تلك القوات المعارضة السورية ليست لها علاقات مع تنظيم القاعدة أو جبهة النصرة أو تنظيم داعش. ويقول قادة القوات الخاصة الأميركية إنهم بانتظار الإذن الرسمي لنشر «تشكيلات كبيرة» من قوات العمليات الخاصة، وإن الأمر يتوقف على سياسات الإدارة الأميركية. ويشير المحللون إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجه فرقة القوات الخاصة الأميركية في تدريب المعارضة السورية المعتدلة، بما يمكنها من إحداث فارق في ساحة المعركة، خاصة مع التعهدات المتكررة لإدارة أوباما بعدم إنزال قوات أميركية برية في الحملة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا. ويراهن البيت الأبيض على مهام إعادة بناء الجيش العراقي والميليشيات القبلية للقيام بمهمة قتال التنظيم، بالتزامن مع تدريب وتجهيز قوات المعارضة السورية المعتدلة للقيام بالمهمة ذاتها. ويخشى المحللون من أن الفشل في هذه المهام من المرجح أن يشجع أعداء الولايات المتحدة، مثل إيران ونظام الأسد وتنظيم داعش وجبهة النصرة، على «القيام بضربات للإضرار بالمصالح والهيبة الأميركية». ويشير الخبراء إلى احتمالات تداخل عمل الفرقة الخامسة من القوات الخاصة مع عمل وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) التي لديها برنامجها التدريبي الخاص لتدريب المعارضة السورية في الأردن، بما يشير إلى تخبط في تحديد القيادة المركزية التي تتولى وتشرف على برامج التدريب. وتوجد تحديات في أن يجد قادة القوات الخاصة أنفسهم في منافسة مع وكالة الاستخبارات المركزية لتدريب نفس القوات من المعارضة السورية المعتدلة. وتقوم وكالة «CIA» بالفعل بتدريب عدد صغير نسبيا من المعارضة السورية في معسكرات تدريب بالأردن، بينما بإمكان قوات العمليات الخاصة تدريب أعداد كبيرة من المقاتلين بصورة أوسع بكثير من الأعداد التي تدربها وكالة الاستخبارات المركزية. وتقول مجلة «فورين بوليسي» إن الجنرال مايكل ناغاتا (الذي يدير قيادة العمليات الخاصة للقيادة المركزية الأميركية)، سيتولى مهمة التنسيق بين وكالة المخابرات المركزية وقوات العملية الخاصة التي ستشرف على مهام تدريب المعارضة السورية في الأرض. وأشارت المجلة إلى أن مهمته ستركز على المحافظة على خط فاصل بين وكالة المخابرات المركزية وقوات العمليات الخاصة. ورغم أن الولايات المتحدة لديها قوات عمليات خاصة في كل من العراق والأردن ومنطقة كردستان العراق، وجميعها يعمل ضد عدو واحد هو تنظيم داعش، فإنهم لا يشتركون في نفس سلسلة القيادة على خلاف نموذج قوات العمليات الخاصة التي عملت في أفغانستان، حيث كان الجميع تحت قيادة واحدة. ويعمل الجنرال جيمس تيري من مقر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في معسكر عريفان بالكويت مع الجنرال ناغاتا والجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية الأميركية، في تنسيق سلسلة الأوامر لضباط قوات العمليات الخاصة. ويعد فحص والتأكد من «اعتدال» قوات المعارضة السورية من التحديات التي تواجه قوات التدريب الأميركية. وتتعاون الولايات المتحدة مع الأردن والمملكة العربية السعودية لإجراء الفحص وتحديد المعارضين السوريين المعتدلين الذين سيتم تدريبهم. ويشير محللون أميركيون إلى وجود شكوك حول ما إذا كان هناك ما يكفي من عناصر المعارضة السورية الذين يستوفون المعايير الأميركية وتوصيف واشنطن لكلمة «المعارضة المعتدلة». ويقول الخبراء «إنه حتى إذا كان من الممكن تجميع أعداد كافية من السوريين المعتدلين، فإن تدريبهم يستغرق سنوات لتجهيز إعداد القوات التي تتمكن من إحداث تغيير على الأرض في سوريا. وقال ضابط كبير بقوات العمليات الخاصة، إن «هذا الأمر يحتاج إلى تدريب لعامين أو ثلاثة أعوام لتجهيز قوات قادرة فقط على السيطرة على الأرض». ويشكل هذا تحديا آخر، بخلاف تحدي الحفاظ على مشاركة قوات عربية في جهود تدريب المعارضة السورية، وتحدي طول الفترة الزمنية التي يستغرقها تدريب وتجهيز تلك القوات السورية لتصبح قوة قتالية فعالة. وهناك أيضا تحديات تتعلق بقدرة تحويل رجال «ليست لهم خبرة قتالية سابقة»، إلى مقاتلين قادرين على استخدام منظومات لقذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات، والقيام بمناورات خاصة في فترة تدريب أقل من 90 يوما. وقال ضابط كبير في قوات العمليات الخاصة «إذا أخذنا رجالا من الشارع وحاولنا تدريبهم لتشكيل وحدة قتالية متماسكة في وقت أقل من 90 يوما، فأعتقد أننا نضع أنفسنا في خطر لأنهم لن يصمدوا أمام أول مواجهة مع قوات العدو». ويقول الضابط بقوة العمليات الخاصة إن أفضل سبيل لتحقيق النجاح، هو أن تقود قوات العمليات الخاصة بنفس نموذج العمل الذي قامت به الفرقة الخامسة في أفغانستان في عام 2001، وهو ما يتطلب دخولها في معارك قتالية دفاعية داخل سوريا بمصاحبة القوات الجوية وعمليات الاستخبارات، لكن المشكلة هي رفض إدارة أوباما السماح لفرق القوات الخاصة بالقيام بعمليات على أرض المعركة في سوريا. ويشير ضابط القوات الخاصة إلى أن للولايات المتحدة قوة أميركية في الأردن تابعة للقوات الخاصة أطلق عليها اسم «فينكس» مهمتها مراقبة وتتبع المقاتلين الأجانب الذين يتدفقون إلى العراق وسوريا. ويشار إليها أحيانا باسم «قوة مواجهة المقاتلين الأجانب»، لكن ليس لهذه القوة تصريح بالقيام بغارات في مواجهة مقاتلي تنظيم داعش الذين يتجاوز عددهم 20 ألف مقاتل، ويقتصر عمل القوة على تلقي المعلومات من الدول الحليفة. ويؤكد الخبراء أن الولايات المتحدة تأخرت بشكل كبير في الدخول لمواجهة «داعش»، بعدما قام التنظيم بالتوسع والسيطرة على أجزاء كبيرة من شمال العراق وشمال شرقي سوريا، ولم تفعل الولايات المتحدة سوى القليل (فقط لحماية المنشآت الأميركية)، عندما اجتاح «داعش» مدينة الموصل في شهر يونيو (حزيران) الماضي.

مشاركة :