صدر حديثًا كتاب مدرسة السامر "مهدي الحسيني" سيرة مسرحية للناقد المسرحي أحمد خميس، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، سلسلة إبداعات مسرحية. ويتناول الكتاب عرضًا لتجربة الناقد المسرحي الراحل مهدي الحسيني، وتجربته المسرحية المتنوعة والممتدة عبر النص الثاني من القرن الماضي، حيث يجمع الكتاب فيما يمكن أن نسميه بالسيرة الذاتية المسرحية، حيث مكث الكاتب أحمد خميس على جمع مادة الكتاب قرابة العشر سنوات، عن طريق حوار ممتد ومتقطع، وأن هذا الحوار يُعد شهادة على مرحلة طويلة من الحياة الثقافية والفنية والمسرحية المصرية، بما فى ذلك من دلالات اجتماعية وتاريخية. حوار يتسم بالبوح والفضفضة عبر مناقشات ساخنة لم يكن مبتغاها تبرير كثير من الانكسارات التى قابلها فى حياته الفنية. ويقول الناقد المسرحي أحمد خميس في مقدمة الكتاب:" يعد ذلك الحوار سيرة حياة، وسيرة فنية بشكل أو بآخر، ولكنها لا تتبع المنحى التقليدى فى عرض المعلومات والوقوف على النتائج، وإنما فى ظنى سيرة حرة لا تبدأ أو تنتهى بالشكل المنطقى والمتوقع، فلم يبدأ الحديث بينى وبينه على طريقة متى ولدت؟ أو ماذا عن مراحله الأولى كطفل محب للفنون؟ أو ما أول كتاب مسرحى قرأته فى حياتك؟ ومنْ هم أصحاب الفضل فى تكوينك الفني؟ ففى رأيى المتواضع تلك الطرق عفى عليها الزمن، ولم تعد توافق القارئ الشغوف باكتشاف الفلسفة أو الحكمة الجمالية من وراء العمل، وهذا ليس معناه التراجع عن تقديم المعلومة، فكل أنواع الأسئلة، وكل طرق تتبع السيرة تم تضمينها فى الحوار على طريقة التداعى الحر والبوح المرتبط بالعمل الفنى أو الذى تبقى وجوده بشكل أكبر فى باطن الذهن، فعادة ما تكون لدى كل منا بعض الذكريات المؤثرة والتى يعاود التعامل معها كل حين، كما لا يعنى ذلك أنه قد تم تجاهل أى فترة أو عمل فنى شارك فيه، فقط يحتاج القارئ للمراجعة كى يصل للمعلومة التى يحتاجها".
مشاركة :