أحيا المسلمون في لبنان عيد الاضحى المبارك وسط اجراءات امنية مشددة اتخذتها الاجهزة الامنية من جيش وقوى امن داخلي في محيط المساجد في بيروت والمناطق وفي محيط المدافن التابعة للاوقاف السنية والشيعية خصوصاً انه قبل اقل من 12 ساعة كان الجيش ضبط سيارة مفخخة في ضاحية بيروت الجنوبية معدة للتفجير، ما أعاد هاجس السيارات المفخخة الى الاذهان. وتشددت الحواجز الامنية المثبتة عند مداخل الضاحية الجنوبية في تفتيش السيارات فيما اغلقت الشوارع المحيطة بالمساجد الرئيسة والمدافن امام السيارات فيما سمح لقاصديها بالعبور سيراً على الاقدام. وحالت الخلافات داخل دار الفتوى مرة اخرى دون اقامة صلاة عيد جامعة. وام المفتي قباني المصلين في مسجد محمد الأمين في قلب بيروت، في غياب شخصيات سياسية وفي حضور مديري المؤسسات التابعة لدار الفتوى وأعضاء في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى. وكان اصطحب مفتي الجمهورية من منزل الإفتاء وفد شعبي من مناصريه إلى المسجد، وليس بسيارة رئيس الحكومة كما يقضي التقليد. وانتقد قباني في خطبة العيد «أداء ساستنا، الذين يلوذ بعضهم في أدائه بمعسكر في الغرب، وبعضهم بمعسكر في الشرق، ولتعلموا أن كلا المعسكرين يبحث عن مصالحه في أوطاننا، ولا يهمه مصالحنا في قليل ولا في كثير، إلا بالقدر الذي يخضعنا فيه لسياساته ومراده فينا، حتى أصبحنا أوطاناً منهوبة، يطمع فيها وفي ثروتها وفي موقعها الجغرافي كل طاغية وفرعون ومستعمر جديد». وتابع انتقاده بالقول: «أغرقنا ساستنا للأسف في مشاريعهم وطموحاتهم، حتى تناسوا مسؤولياتهم تجاه مواطنيهم، وهم الذين ما استطاعوا منذ انتهاء حروب الفتنة في العام 1990 أن يستكملوا بناء دولة حقيقية، استبشرنا بها خيراً بعد اتفاق الطائف، فإذا بنا بأكثرهم تجاوزوا في أدائهم كل المحرمات، وراحوا يشاركون في هدم الدولة بأيديهم ولو عن غير قصد، فجمدوا العمل بالديموقراطية التي يتغنون بها، بتعطيل الانتخابات النيابية نتيجة نزاعاتهم، وبالتمديد القسري للمجلس النيابي، وبعد التمديد عطلوا عمل المجلس بنسف جلساته ونصابها. وفوق ذلك أغرقوا البلاد بحكومة تصريف الأعمال، وهم يؤخرون تشكيل حكومة تقوم بشؤون الدولة والمواطنين، ثم يبتز كل فريق منهم الآخر بفرض الشروط والشروط المضادة في تشكيل الحكومة، حتى أصبحت سياسة البلد بين أيديهم لعبة سياسية حقاً، واللبنانيون الطيبون يتفرجون على سباق ساستهم في تلك اللعبة، ويفجعون بهم. ثم تراهم بنزاعاتهم يستنزفون الوطن والمواطن، المواطن الذي أصبح ما عليه إلا أن يختار بين الهجرة من وطنه من أجل لقمة العيش تحت خطر الموت، كما وقع لأبنائنا في عكار، أو أن يختار البقاء في وطنه ليموت فيه فقراً وجوعاً ضحية لسياسات الأفرقاء المتنازعين، حتى صارت شعارات «الوفاق والنفاق» واحدة عند معظم الساسة في لبنان». وتلقى قباني اتصالات تهنئة بالعيد من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وشخصيات. كما استقبل وفداً من قيادة الجيش ضم نائب رئيس الأركان العميد الركن مارون حتي ورئيس فرع مخابرات بيروت العميد جورج خميس، في حضور مدير العلاقات العامة في دار الفتوى الشيخ شادي المصري، ونقل الوفد لقباني تحيات قائد الجيش العماد جان قهوجي وتهنئة.
مشاركة :