رحيل مكتشف النجوم الفنان عزت أبو عوف

  • 7/12/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

منذ أيام قليلة رحل عن عالمنا فنان موهوب بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فنان وإنسان يشع موهبة ونجومية رافقته وسارت معه منذ نعومة أظافره، هو فنان صاحب قلب كبير ولباقة معهودة أهلته للتربع علي عرش قلوب جمهوره ومحبيه وزملائه بالفن الذين ودعوه بجنازة وعزاء يليق بحضرة «الراحل الطبيب الفنان عزت أبو عوف»؛ الموسيقي البارع صاحب المقامات الفنية الرفيعة، والقدرات التمثيلية الهائلة والنظرات التي قالت حتى فاضت. موهبة الطبيب الفنان رحل الجميل أبو عوف الذي طالما أمتعنا بأعمال خلدت اسمه فهو صاحب وصانع الموهبة الذي أجاد توظيفها، وهو الموسيقي العاشق لأنه ببساطه ينحدر من أسرة فنية عريقة فهو ابن الموسيقار أحمد شفيق أبو عوف، وصاحب أشهر الفرق الموسيقية التي أمتعت جيل بأكمله «4 M» ومكتشف النجوم والفنان الذي نجح باقتدار في خطف الأنظار بالسينما والدراما التلفزيونية لفترات طويلة عزت أبو عوف الذي عشقته الكاميرا فعشقها وحاورها وحاور من خلالها عقول جمهوره، حيث شارك العديد من الأسماء البارزة في المجال الإعلامي، الطبيب الذي عالج ثغرات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عندما كان رئيساً لعدة دورات متتالية كانت من أكثر الدورات نجاحاً وتألقاً وشهد له الجميع بذلك خلال فترة تقلده لهذا المنصب الذي لم يعتبره تشريفاً، بل تكليف ومسؤولية كان على قدرها الطبيب الذي ترك مهنة الطب ليقدم وصفة مجانية لمحبيه من خلال أعماله، حيث كان يصرح دائماً أن ما قدمه من أعمال فنية وغنائية وغيرها هي حائط بطولاته التي يفخر بها. عزت أبو عوف من مواليد حي الزمالك بالقاهرة، حيث كانت الموسيقى الأصيلة تثري في أرجاء منزل والده فتربى وترعرع على الفن الأصيل فوالده الموسيقي أحمد شفيق أبو عوف الذي رفض في البداية دخول ابنه الوحيد المجال الفني متأثراً بتربيته ونشأته الريفية التي ترفض الفن؛ ولأنه يحلم أن يكون ابنه الوحيد طبيباً فما كان من الابن إلا أن استجاب وأطاع والده ونفذ رغبته بحب والتحق فعلياً بكلية الطب وتخرج الطبيب عزت مارس المهنة لفترة ولكن الفن والموسيقى التي سيطرت وطغت عليه منذ الصغر غلبته ونادته حتى استجاب ولبى النداء وحقق حلمه بتقديم فرقة موسيقية مصرية تميل وتشبه الأغاني الغربية نوعاً ما، واللافت أن أعضاء الفرقة ضمت شقيقاته البنات (منى، مها، منال، ميرفت) ولاقت الفكرة إعجاب وتقدير من الجميع سواء من الأسرة أو خارجها وقد كان وأصبحت «4 M» من أشهر الفرق الموسيقية المصرية رواجاً وتميزاً، حيث قدمت الأغنية بشكل مختلف خاصة عندما قامت بتقديم بعض الأعمال الفنية القديمة مثل «أوبريت الليلة الكبيرة» واستمرت الفرقة بثقة ونجاح لعدة سنوات قدمت ألحاناً واكتشفت نجوماً وبعد تلك الفترة التي شهدت تألقهم تفككت الفرقة بسبب زواج البنات اللاتي اعتزلن الحياة الفنية ما جعل الأسرة الفنية أو فرقة «4 M» تغير مسارها وبقي مها وعزت بالفن، وقدم بعدها عدة أعمال ناجحة، حيث سخر موهبته داخل أروقة الاستوديوهات ما بين الكاميرات و«سكوت هنصور» ولكن الطبيب الفنان لم يسكت عن التمثيل وأصبح تميمة نجاح لأي عمل فني لأنه ببساطة يقدمه بحب وبفن وبتمعن وأريحية. أعماله بالسينما والتلفزيون والإعلام حب الفن كانت كلمة السر في حياته، حيث قدم عشرات الأفلام بالسينما مع عدد كبير من أجيال ونجوم مختلفين مع (نادية الجندي، نبيلة عبيد، عادل أمام، فيفي عبده، الراحل علاء ولي الدين، غادة عادل، محمود عبد العزيز، تامر حسنى، أحمد السقا، أحمد ذكي)، ومن أهم تلك الأعمال (إسماعيلية رايح جاي، واحد من الناس، بونو بونو، بوبوس، الجزيرة، عمر وسلمى، السفارة في العمارة، طيور الظلام) وغيرها الكثير من الأعمال الفنية. عزت أبو عوف كان من أهم النجوم حضوراً على المائدة الرمضانية كل عام وقدم الكثير من المسلسلات ومنها (العمة نور، شط إسكندرية، الملك فاروق، نيلي وشيريهان، عمارة يعقوبيان، أماكن في القلب، عباس الأبيض في اليوم الأسود، ظل الرئيس) أبو عوف الإعلامي الذي شارك في تقديم واحد من أهم برامج التوك شو عبر إحدى الفضائيات الخاصة وهو القاهرة اليوم مع الإعلامي عمرو أديب ووضع بصمته وثقافته المعهودة وغير من خريطة وشكل الفقرات التي كان ينتظرها الجمهور بالمنازل والكافيهات. وداعاً عزت أبو عوف منذ سنوات ودع عزت أبو عوف زوجته الحبيبة فاطيما مثلما كان يلقبها في لقاءاته بالزوجة والأم وتغيرت حياته للأسوأ واكتأب وظهر هذا جلياً على حياته سواء الفنية أو الخاصة ومرض مرضاً شديداً وأجرى جراحة خطيرة بالقلب وعاد بعدها للعمل مرة أخرى بقصور واضح على صحته وليس كما عهدناه، بل مرهق متعب إلى أن رحل بعد معاناة مع المرض، فارق ودعوات محبيه كانت له العون والسند عندما ذهبت روحه إلى بارئها ..... وداعاً عزت أبو عوف الطبيب الفنان.

مشاركة :