ليس إنسانًا من لم يتوقف يومًا فى أثناء عمره الطويل ليسأل نفسه من أين و إلى أين .. و ما الحكاية؟و ماذا بعد الموت؟أينتهى كل شئ إلى تراب ! أيكون عَبَثًا و هزْلًا أم أنها قصة سوف تتعدد فصولًا ..! أكان لنا وجود قبل الميلاد؟و ماذا كنت قبل أن أولد؟ و من أنا على التحقيق؟ و ما حِكمة وجودى؟و هل أنا وحدى فى هذه الغربة الوجودية .. أو أن هناك من يرانى و يرعانى و يعتنى بأمرى ؟و ليس إنسانًا أيضا من لم يحاول أن يحل هذه الألغاز و يجيب عن تلك التساؤلات و يقرأ بكل قلبه ، و يستمع بكل أشواقه إلى من يقول عندى جواب ، فالمسألة ليست ترفًا فلسفيًا كما يدعى الماديون و إنما هى كل شئ ، و سوف يتوقف عليها كل شئ!بهذه الكلمات سطر الراحل الدكتور مصطفى محمود حروفه متسائلا عن رحلة الوجود من وإلى أين....؟ووسط هذا الضغط الذي يشهده العالم جراء صراع القوى الذي يزيد بمرور الأيام ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل في العالم بأثره .... تتبدل الأدوار وتتراجع وتتقدم لتعاد هيكلة خارطة العالم من جديد على غير المرسوم والمتوقع .تمضي بنا الحياة والأيام سريعًا و يبدأ النهار ليتبعه الليل دون حتى أن نشعر بقدوم النهار....!وهكذا تدور الحياة بنا دورتها السريعة بمرور اليوم فالأسبوع والشهر.. فالسنة.. هكذا.. كغمضة عين!وقد أصبحنا لا نستطيع الالتفات يمنة ويسرة... كل ما علينا هو الركض... لنلحق بالركب... وإلا سيفوتنا الكثير إذا توقفنا لنغمض أعيننا... فضلًا عن ألتقاط أنفاسنا!في رحلة العـمر والأيـام مسرعة يجب علينا ألا ننسى من نحن .. أو ما وجهة السفر! ولانسرع في حزم الأشرعه والتحلى بقليل من الوقوف والتفكر....بلسان الحال والمبادرة قبل الرحيل المغادرة....فإلى متى سيطول أمد الانتظار، في محطاتٍ لا يَمُر بها القطار ؟__كلنا راحلون ولكن...إذا كانت حياتنا أقل من أن تكون غاية فانها لا شك أهم من أن تنسى!__حياتنا تعني اجتهاد وعمل ... نجاح وإبداع....وفي الحديث الشريف "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرزها"ولكن وسط هذا المعترك الكبير لابد من نافذة نتنفس منها الصعداء من نافذة نطل منها على العالم الآخر. _خلق الإنسان في أحسن تقويم والكون كله جاء لخدمته في إبداع وتناسق لا نظير لهما _جميع الأفلاك من شمس وقمر وكواكب تدور عكس عقارب الساعة في مداراتها الخاصة بها.. ما عدا النجوم التي هي ثابتة الفلك! الكواكب لها حركاتها الرجعية في(مدارها) وهذا ثابت بالرصد والجميع منذ القدم متفق ....آيات في حقول الكون الكبير لها اعجازها وصداها فهل تدبرنا وأدركنا حكمتها أم ما زلنا مغيبون في جب الغفلة والنسيان وسط صعاب الحياة وزحمتها؟مصير كل منا يعيش بداخله وتتفاوت نسب الشجاعة نسبيا فيما بيننا حول امكانية قدرة البعض رؤية هذا المصير بداخله من عدمه. نهاية العالم قادمة لا محالة وتعني وقت معين سيتم فيه تدمير الكون أو الأرض والبشرية جمعاء نجد هذه العبارة والمفهوم في أغلب الديانات والمفاهيم الفلسفية حتى بعض الأساطير في الميثولوجيا الإغريقية والشمالية.....الجميع متفق على ذلك المصير المحتوم .....!نحن مجرد مخلوقات تولد و تموت و تعيش على هبة محدودة من الخالق الذي أوجدها، و لو كنا نملك أنفسنا حقيقة لما كان هناك موت!و لكن الموت هو الذي يفضح القصة. هو الذي يكشف لنا أن ما كنا نملكه لم نكن نملكه......!الموت والحياة وجهان لعملة واحدة، فنحن نموت كل يوم؛ حيث تموت ملايين الخلايا داخل أجسامنا دون أن نشعر!
مشاركة :