تسعى الولايات المتحدة الأميركية بدعم من بريطانيا إلى تشكيل تحالف عسكري دولي يعمل على تأمين الحماية للسفن التجارية التي تمر عبر مضيق هرمز على خلفية تعرض ناقلة نفط بريطانية لتهديدات من قوارب إيرانية مسلحة. وقال الجنرال مارك ميلي المرشح لتولي رئاسة هيئة الأركان الأميركية المشتركة إن للولايات المتحدة "دورا حاسما" في ضمان حرية الملاحة في الخليج، وإن واشنطن تسعى لتشكيل تحالف "بشأن تأمين مواكبة عسكرية وبحرية للشحن التجاري". وأضاف خلال جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ "أعتقد أن ذلك سيتبلور في الأسبوعين المقبلين"، في إشارة إلى تشكيل تحالف دولي لتأمين أمن الملاحة البحرية بعد تصاعد التوتر مع طهران المتورطة في حادثتي تخريب ناقلات نفط قبالة السواحل الإماراتية وفي بحر عمّان. وأدانت الولايات المتحدة محاولة إيران مضايقة سفينة بريطانية بالقرب من مضيق هرمز، حيث قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تغريدة له عبر موقع تويتر "تدين الولايات المتحدة محاولة القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني مضايقة السفينة البريطانية بالقرب من مضيق هرمز".وفي السياق ذاته، قال الأسطول الخامس الأميركي في بيان إنه على علم بأعمال التحرش غير القانونية من جانب القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني ومحاولات اعتراض سبيل السفينة التجارية البريطانية "بريتش هيريتيدج" التي ترفع علم المملكة المتحدة يوم 10 يوليو الجاري، بالقرب من مضيق هرمز. وقال نائب الأميرال جيم مالوي "نواصل العمل عن كثب مع البحرية الملكية البريطانية، وجميع شركائنا الإقليميين والعالميين الذين يشاركوننا التزامنا بالحفاظ على التدفق الحر للتجارة وحرية الملاحة والدفاع عنها". وكان متحدث باسم الحكومة البريطانية أفاد بأن زوارق إيرانية حاولت "إعاقة مرور" ناقلة نفظ بريطانية. وذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية أن طائرة أميركية كانت تحلق في المنطقة وسجلت مقطع فيديو للواقعة. وتأتي الحادثة التي من شانها أن ترفع منسوب التوتر في المنطقة، بعد أسبوع من احتجاز بريطانيا في جبل طارق ناقلة إيرانية بتهمة انتهاك عقوبات مفروضة على سوريا. وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية في بيان "السفينة الحربية مونتروز اضطرت للتمركز بين السفن الإيرانية وبريتيش هيريتدج ووجهت تحذيرات شفهية للسفن الإيرانية التي ابتعدت حينها". وحثت بريطانيا السلطات الإيرانية على "تهدئة الوضع في المنطقة". وتتهم الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراء سلسلة من الهجمات التي استهدفت الملاحة منذ منتصف مايو في أهم شريان ملاحي لقطاع النفط في العالم، وهي اتهامات ترفضها طهران، لكنها أثارت مخاوف من اندلاع حرب بين الخصمين القديمين بعد أن أسقطت إيران طائرة مسيرة أميركية مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإصدار أمر بضربات جوية ردا على ذلك ليلغيها قبل التنفيذ بدقائق. وعلى صعيد ناقلة النفط المحتجزة في جيب طارق، قالت الشرطة إنها ألقت القبض على قبطان ومسؤول ناقلة النفط غريس 1 بتهمة خرق العقوبات الأوروبية على سوريا مضيفة أنها صادرت منها وثائق وأجهزة الكترونية. وقال جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "أتوقع أن يواصل الإيرانيون تحين الفرص للمضايقة والعرقلة دون الانزلاق إلى حرب". وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني العام الماضي وأعادت فرض عقوبات على إيران وشددتها منذ مايو بهدف وقف صادرات النفط الإيراني بالكامل. وردت إيران بتكثيف عمليات إنتاج وتخصيب اليورانيوم بما يتخطى الحدود المسموح لها بها بموجب الاتفاق. وغير احتجاز بريطانيا ناقلة إيرانية الأسبوع الماضي من الحسابات الدبلوماسية بعد أسابيع حاولت فيها الدول الأوروبية الحليفة لواشنطن أن تبدو محايدة بعد رفضها لقرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي. وعلى الرغم من أن الدول الأوروبية لم تحذو حذو واشنطن في فرض عقوبات على إيران فإن هناك عقوبات مفروضة بالفعل من الاتحاد الأوروبي تمنع بيع النفط لسوريا حليفة طهران. وقال مراقبون إن تهديد إيران لناقلة النفط البريطانية سيكون نقطة تحول كبيرة للموقف الأوروبي حيال طهران ويخدم المساعي الأميركية في محاولة توسيع التحالف ضد إيران لإجباره على الجلوس من جديد على طاولة المباحثات وفق شروط جديدة.
مشاركة :