ملتقى بيت السرد النقدي.. تسعة نقاد يناقشون تسع روايات سعودية

  • 7/13/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن بيت السرد في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، عن برنامجه لملتقى بيت السرد النقدي الذي ينعقد في 29 و30 يوليو الجاري، حيث سيقرأ ويناقش تسعة نقاد تسعة أعمال روائية سعودية. وسيكون البرنامج ثريا بمداخلات الكتاب والنقاد المتنوعة، حيث يقدم عبدالعزيز الطلحي ورقة عن رواية “ترمي بشرر” لعبده خال، الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2010، وتقدم لمياء باعشن ورقتها عن رواية “طوق الحمامة” لرجاء عالم، الفائزة مناصفة بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2011، أما ورقة حسن محجوب الحازمي فهي عن رواية “ما تبقى من أوراق محمد الوطبان” لمحمد الرطيان، الفائزة بجائزة الأمير سعود بن عبدالمحسن للرواية السعودية لعام 2010. ويتطرق حمد الرشيدي في مداخلته إلى رواية “نزل الظلام” لماجد الجارد، الفائزة بجائزة الأمير سعود بن عبدالمحسن للرواية السعودية لعام 2012، فيما تتناول ورقة عائشة الحكمي تقديما لرواية “موت صغير” لمحمد حسن علوان، الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2017. كما يطرح عادل الغامدي بحثه حول رواية “مسرى الغرانيق في مدن العقيق” لأميمة الخميس، الفائزة بجائزة نجيب محفوظ في الأدب لعام 2018، وتكون ورقة جمال الدين علي حول رواية “أبناء الأدهم” لجبير المليحان، الفائزة بجائزة وزارة الثقافة والإعلام للرواية لعام 2017، أما ورقة عيد الناصر فستكون عن رواية “خرائط المدن الغاوية” لمقبول العلوي، الفائزة بجائزة الأمير سعود بن عبدالمحسن للرواية السعودية لعام 2016، وختاما ورقة يقدمها مبارك الخالدي عن رواية “الحمام لا يطير في بريدة” ليوسف المحيميد، الفائزة بجائزة أبوالقاسم الشابي لعام 2011. وعلى الرغم من أن الروايات المختارة تنتمي لأزمنة مختلفة إلا أنها تتفق جميعها في كونها عالجت قضايا سعودية قديمة وحديثة، حيث تقدمت للقراء وللجان الجوائز وللنقاد باستعداد سردي عال، استطاعت من خلاله أن تلقى حضورا جماهيريا، وأن تحصد جوائز عربية ومحلية اختلف على استحقاقها النقاد والقراء السعوديون وغير السعوديين على حد سواء. من هنا، ينطلق الملتقى ليلقي الضوء وفق معايير نقدية على هذه الأعمال التي تجاوز بعضها الناقد نفسه، حيث يرى بعضهم أن الحركة النقدية تتقدّم على العملية الإبداعية الروائية في المملكة، بينما يرى آخرون أن الأمر على العكس من ذلك تماما.المواكبة المستحيلة في حديث لـ“العرب” مع مدير بيت السرد والمشرف على الملتقى، الناقد مبارك الخالدي، يؤكد على أن المواكبة بمعنى المسايرة أو المصاحبة، أو سير النقد بالتوازي النسبي مع الإنتاج الأدبي، هو الحلم المستحيل الذي لم يتحقق حتى في الأحلام. يقول الخالدي “بمنتهى الصراحة والوضوح، إذا كان لا بد من مواكبة نقدية كما تصر الصحافة المحلية على طرحها للموضوع بمثابرة واستمرارية لافتة، فإن الصحافة ذاتها هي التي يمكن لها أن تضطلع بدور ما نسميه تجاوزاَ ‘مواكبة النقد للكتابة الروائية‘ أو غير الروائية عن طريق إصدار ملاحق أو تخصيص بعض صفحاتها لمراجعات الكتب. لكنها لم تفعل ذلك في الماضي، ولن تفعله في الحاضر، وهي تعاني من الانكماش والتقلص إلى درجة التلاشي”. ويضيف “من أهم الأسباب التي تجعل النقد غير مواكب -رغم رغبات وأماني النقاد أنفسهم- هو أن النقد ليس وظيفة، أقصد ليس عملا يُلزم الناقد بالقيام به ثماني ساعات في اليوم على الأقل. إنني أتكلم بواقعية وبصراحة للإسهام في تشتيت ما سماها حسن النعمي ‘الفكرة المغلوطة‘ عند البعض وهي: على الناقد أن يتتبع كل رواية تصدر وكل ديوان يصدر بالنقد والتعليق‘. ويضيف النعمي محذرا بأن ‘التتبع أو المتابعة أو لنقل محاولة المواكبة هذا دور الصحافي، ولا يجب أن يسقط فيه الناقد‘. إني أتفق معه وأضيف أن الناقد، حتى لو غامر بالسقوط في هذا الدور، أو خلقت وظيفة بمسمى ناقد، وَعُيِّنَ فيها أحد النقاد فإنه سيخفق في تحقيق المواكبة لأسباب أرجئ ذكرها إلى وقت آخر. المواكبة النقدية بالمعنى الذي أوردته في البداية أو بتتبع كل ما يصدر حسب النعمي هي الحلم المستحيل”. ويتابع الخالدي حديثه عن ملتقى بيت السرد النقدي قائلا “ربما في تنظيم ملتقى بيت السرد النقدي ما يضيء شيئا مما يكون غامضا أو مبهما في ما ذكرته سابقا، فهو لا ولن يحقق فكرة ‘المواكبة‘ بمعنى المسايرة والمصاحبة، فبين موعد إقامته وصدور الروايات التسع مدد زمنية متفاوتة في الطول، كما أن إقامته لن تكون ممكنة من دون اختيار وإقصاء للعشرات من الروايات المحلية الأخرى. وسيحدث الاختيار والإقصاء في كل الدورات القادمة، إذ لا يمكن تنظيم ملتقى نقدي ينفتح لكل النصوص الروائية والقصصية. والشيء ذاته يحدث في حالة أو على مستوى الناقد الفرد”. ويتابع الخالدي حديثه “يعنى ملتقى بيت السرد النقدي بالنقد وبنظريات السرد أيضا، فالرغبة في أن يكون العنوان قصيرا ومختصرا أملت إضمار نظرية أن يكون العنوان صغيرا وبسيطا كالملتقى ذاته. إنه ملتقى الموضوع والمحور الواحد، فالهدف هو التركيز على الموضوع والتوغل فيه نقدا وبحثا وتحليلا، على أمل إنتاج معرفة به تتصف بالعمق والإحاطة بتشعباته والإلمام بجوانبه”. ويوضح الخالدي في ختام حديثه مع العرب بأنه “قد يكون المحور المنجز السردي لأحد الروائيين أو لكاتبة قصة، نظرية سردية، أو مفهوما سرديا، أو اتجاها وتطورا جديدا في السرديات، أو ثيمة متكررة في المنجز السردي لروائي أو قاص واحد، أو عدة روائيين أو كُتاب قصة. وقد يكون المحور رواية أو مجموعة قصصية واحدة. فالهدف أن يسهم ملتقى بيت السرد النقدي وفق هذه الرؤية في إثراء الحركة النقدية والسرديات. الإسهام في الإثراء هو الغاية، والهدف الذي نتطلع إلى تحقيقه من دون المواكبة المستحيلة!”.قراءات ضعيفة من جانبه يرى عضو بيت السرد الناقد عيد الناصر بأن مواكبة النقد للكتابة الروائية في السعودية ضعيفة جدا، حيث إنه في الكثير من الأحيان يبحث عن قراءات نقدية لروايات يُفترض أنها فازت بجوائز فلا تجد إلا مقالات صحافية لا تسمن ولا تغني من جوع. يقول “الكتب التي تصدر في هذا الخصوص -على ندرتها- تكتب كأبحاث جامعية، وهي تلتزم بخطوات البحث المتعارف عليه للحصول على علامة النجاح، ولكنها تفتقد إلى الإضافات الحيوية والملفتة التي تحتاج إلى الخبرة الثقافية، وكذلك خبرة الحياة والتجربة الإنسانية”. ويضيف “طلب منى صديق مهتم بالنشر كتابة دراسة عن رواية سعودية فوعدته خيرا، وبعد فترة أرسلت له المطلوب. اتصل بي شاكرا اهتمامي، واستمر في فضفضته عن واقع الحال، قال إنه اتصل بالكثير من النقاد، ولكن بعضهم أعطاه قراءات منتهية الصلاحية، وبعضهم أرسل ما يشبه المقالة الصحافية. يقول صاحبي إن الكل يتعذر بالانشغال، وضيق الوقت، ولكنك حين ترسل لهم تذكرة ووصل حجز الفندق يكون لديهم كل الوقت ليطلبوا تمديد فترة الدعوة”. عن مدى اهتمام الروائي بالناقد يوضح الناصر بأن العلاقة شبه مقطوعة، إلا من رحم ربي، لأن الأدب -بحسب رأيه- مرتبط بشكل وثيق بالمجتمع، أو هو انعكاس له. يقول “حين ننظر إلى واقع العلاقات الاجتماعية لا نجد فيها فسحة للتسامح أو للحوار والاختلاف في الرأي إلا في حدود ضيقة جدا (أنت إما أن تكون معي وإما ضدي)، ولهذا فنحن نلمس هذه الصفة حتى في الأعمال الروائية، حيث يمسك المؤلف بخناق شخصياته من البداية إلى النهاية، فلا تسمع لها صوتا ولا رأيا، وهذا ربما يحدث بشكل لا شعوري لدى الكاتب، ويخلق لهذه الشخصيات مبررات فنية باسم الراوي العليم أو ضمير المتكلم، والمجتمع يتماهى مع هذا الأسلوب الذي تربى عليه، فإذا كان هذا الروائي لا يتسع صدره ووعيه لإرخاء حبل قلمه عن رقاب شخوص رواياته وقصصه فكيف نتوقع منه أن يتقبل رأي شخص آخر هو الناقد، ويسمح له بأن يتجرأ ويشير إلى مواقع الضعف أو الهنات في عمله”.

مشاركة :