الأصدقاء والمشي والريجيم والعمل والتمارين العقليةالزواج والمعاش المبكر والدهون وقلة النوم تلتهم السنوات والشبابالنظام الغذائى يحمى من الخرف والنوبات القلبية والسكتات الدماغية والسرطانإضافة سنوات إلى العمر والتمتع بصحة جيدة حلم سيطر ولا يزال على تفكير جميع البشر فى العالم، وعبروا عن هذه الأمنية فى أساطير ملأت آلاف الكتب وأفلام سينمائية من الصعب حصرها، وجذبت اهتمام العلماء من بداية التفكير المنطقى، سرعان ما انخرط كثير من الباحثين فى البحث عن حلول لهذا المطلب الملح والذى أصبح فى الإمكان تحقيقه جزئياً.اليوم مع التقدم العلمى خاصة فيما يتعلق بالتجميل والحفاظ على الشباب، نجح العالم فى الحفاظ على شباب الملامح والتخلص من آثار الزمن التى تهاجم ملامح الوجه بالتجاعيد.أما مقاومة بصمات الزمن على الصحة والقدرات العقلية والحالة النفسية فتناولتها كثير من الدراسات العلمية وكشفت أسرار العمر الطويل والصحة الجيدة منها دراسة أمريكية امتدت لأكثر من 80 عاماً.فى هذه الدراسة جمع الباحثون بيانات من أجل مشروع «العمر الطويل»، والذى يبحث فى أنماط الحياة والسلوكيات لـ1500 شخص فى سان فرانسيسكو تم اختيارهم للمشاركة فى عام 1921، عندما كان معظمهم لا يزال فى العاشرة من عمره، وقام هوارد فريدمان، أستاذ علم النفس بجامعة كاليفورنيا بتحليل البيانات ونشر النتائج مع المؤلف المشارك ليزلى آر مارتن فى كتاب أسموه «العمر الطويل» تم نشره عام 2011.وأثبتت الدراسة خطأ بعض المعتقدات المتعلقة بالعمر الطويل، منها على سبيل المثال، الاعتقاد القديم بأن المتزوجين يعيشون حياة أطول وأكثر صحة من العزاب، لكن فريدمان قال فى الكتاب: «فى دراساتنا، كانت النساء المطلقات أو العازبات يزدهرن فى أغلب الأحيان.. حتى النساء اللاتى ترملن يعيشن حياة أطول عمراً وأكثر سعادة».ويرى فريدمان أن مفتاح هذا اللغز قد يكون فى الروابط الاجتماعية، التى تعتبر حيوية للصحة البدنية والعقلية والتى تميل النساء إلى البحث عنها والحفاظ عليها، بينما الرجال المطلقون غالباً ما يفقدون هذه الروابط ويكونون أكثر عرضة للوفاة المبكرة.كما أكدت الدراسة أن التقاعد المبكر يؤثر سلباً على طول العمر، وحسب فريدمان، «أولئك الذين عملوا بجد أكبر عاشوا أطول.. وازدهر المسئولون المنجزون والناجحون بكل الطرق، خاصة إذا كانوا لديهم مسئوليات سواء لعمل أو لأشخاص آخرين».الأكثر إثارة للدهشة أن التفاؤل المفرط ليس له تأثير حقيقى فى تمتع صاحبه بحياة طويلة وصحية، إذ يؤكد فريدمان، أن «التفاؤل أكثر من اللازم لم يكن مفيداً فى كل الأحوال وأحياناً ما يكون ضاراً»، كما توصلت الدراسة إلى أن الأطفال والبالغين الواقعيين يبقون بصحة جيدة ويعيشون لفترة أطول بكثير، ويرجع ذلك إلى أن الأشخاص القلقين لا يأخذون صحتهم كأمر مسلم به، هم أقل عرضة للانخراط فى أنشطة محفوفة بالمخاطر مثل التدخين، تناول الكحوليات، وتعاطى المخدرات أو قيادة السيارة دون ارتداء حزام الأمان، والأرجح أن يتأكدوا من سلامة طعامهم، وأن يتبعوا نصائح الأطباء، ويحصلون على وقت كاف من النوم، ويحققون مزيداً من النجاح فى الزواج، والصداقات، والوظائف.واجتمعت الدراسات العلمية على مجموعة من النصائح تمنح الإنسان العمر الطويلة والصحة الجيدة، أولها تناول كميات أقل من السعرات الحرارية، ولكن مع الحصول على مزيد من الطعام، هذه النصيحة لا تحمل تناقضاً إذ إن التخسيس يمكن أن يساعد فى منع المرض، وخفض كمية الطعام التى يتناولها الإنسان والتى تعتبر استراتيجية تسمى «تقييد السعرات الحرارية» قد يؤدى إلى إبطاء عملية الشيخوخة.1- الحياة والسعرات الحراريةعندما دعا الباحثون فى مجال التغذية أنفسهم لتناول العشاء فى المطابخ فى جميع أنحاء العالم، من اليونان إلى اليابان إلى ولاية بنسلفانيا، اكتشفوا سر الصحة الجيدة: تناول طبق من الخضراوات والفواكه، مع قدر لا بأس به من الحبوب الكاملة، والتقليل من السعرات الحرارية العالية المتواجدة فى أطعمة مثل الجبن والصلصات الكريمية واللحوم الدهنية، وكانت النتيجة: انخفاض السعرات الحرارية، ومزيد من مضادات الأكسدة المعززة للصحة، تساوى حياة أطول وأكثر سعادة وأكثر نشاطاً.ويقول برادلى ويلكوكس، الحاصل على دكتوراه فى الطب من معهد المحيط الهادئ للبحوث الصحية فى هونولولو، الباحث الرئيسى فى دراسة طول العمر فى أوكيناوا: «الناس فى أوكيناوا يأكلون طعاما أكثر من الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً على الطريقة الغربية، الفرق أنهم يتناولون أطعمة ذات سعرات حرارية منخفضة، وهذا النظام الغذائى يساعد فى الحماية من خطر الخرف والنوبات القلبية والسكتات الدماغية والسرطان.لكن تقليل السعرات الحرارية أمر ليس سهلاً، إذ يجب على الفرد تناول أطعمة أقل من 25 لـ40 %، كلما خفض الإنسان من النسبة كلما كان ذلك أفضل، ولكن 25 % خفضاً فى السعرات الحرارية هدف جيد، وبالتالى إذا كان الإنسان يستهلك عادة 1800 سعر حرارى يومياً، يجب عليه الوصول لـ1350 سعراً حرارياً على الأقل.2- التمارين دواء مضاد للشيخوخةالتمرينات الرياضية يمكن أن تساعد على تحقيق نوعية حياة أفضل، وليس سراً أن النشاط البدنى يؤدى لتقوية العضلات وحرق السعرات الحرارية، ويمنح إحساساً بالسعادة، لكن فى الآونة الأخيرة، كشف الباحثون عن فائدة إضافية جديدة، وهى أن التمرينات تعمل كدواء قوى ضد عملية الشيخوخة نفسها. ويقول روبرت نيد، أخصائى الطب الرياضى فى كاليفورنيا، إن عدم ممارسة التمارين الرياضية تضاعف من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.وقد تكون التمارين منخفضة الكثافة أفضل أنواع التدريبات من أجل حماية القلب والشرايين، ولا تحتاج الإنسان إلى الجرى أو ممارسة رياضة عنيفة، لأن مجرد المشى بوتيرة سريعة لمدة 30 دقيقة يومياً ستمنح جرعة الرياضة المطلوبة للحفاظ على الشباب.3- ابحث عن شيء مثير للاهتمامينصح الباحثون بالحرص على أن يكون الفرد مشغولاً باستمرار بغض النظر عن سنوات عمره، بينما يعتقد كثيرون خطأً أن مرحلة ما بعد الستين هى الوقت المناسب للاسترخاء، ومشاهدة التليفزيون، وتناول الطعام بالخارج أكثر من مرة، والتحدث على الهاتف بقدر ما تريد، رغم أن الخيار الأفضل من هذه الحياة الهادئة، هو اكتشاف شىء ذى معنى أكبر لتكريس النفس له ومتابعته بكل إخلاص، لأن البحوث العلمية المتوالية فى هذا المجال اكتشفت أن القيام بشيء يثير الاهتمام يقدم فوائد صحية كبيرة فى الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من العمر وما بعدها.4- ابحث عن الأصدقاء والعائلةالروابط الإنسانية الوثيقة مصدر للبهجة وتوفر درعاً قوية ضد الإجهاد الذى يمكن أن يؤدى لمشكلات صحية فى المستقبل، وتثبت الأبحاث العلمية مراراً حقيقة أن وجود أصدقاء حول شخص ما يغير الكيمياء الحيوية لعقله، ما يزيد من مشاعر الفرح و الحيوية التى تعزز المناعة.عندما يكون شخص بمفرده لفترة طويلة تختلف من فرد لآخر، ترتفع فى جسمه مستويات هرمون الكورتيزول المجهد، ما يزيد من احتمالات إصابه بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب ومشاكل النوم، بينما الدعم الاجتماعى الذى يحصل عليه فى شكل الأصدقاء والأسرة والجيران والزملاء، يمكن أن يمنع ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالتقدم فى العمر والذى يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.5- تمارين لتقوية العقلتساعد تمارين العقل على التقليل من خطر تدهوره ولا يحتاج الأمر إلى برامج كمبيوتر رائعة أو ألعاب تفكير معقدة للقيام بذلك، لأن تمارين الدماغ البسيطة التى تنطوى على طرق جديدة للقيام بالأشياء اليومية هى كل ما يتطلبه الأمر، ويبدو أن الأشخاص الذين يستخدمون أدمغتهم فى كثير من الأحيان، فى العمل وفى اللعب، يمتلكون قدرة أكبر على مواجهة تدهور عقولهم.ويعتقد العلماء أن الضغط على الدماغ بطرق مشابهة للطريقة التى نشدد بها على العضلات أثناء التمرين يمكن أن يؤدى إلى فوائد مماثلة، تتلخص فى دماغ أقوى وأكثر مرونة.
مشاركة :